الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجموعة «جهادية» تطالب البشير بإطلاق معتقلي «المخطط التخريبي»

مجموعة «جهادية» تطالب البشير بإطلاق معتقلي «المخطط التخريبي»
24 نوفمبر 2012
سناء شاهين، وكالات (الخرطوم) - انشغلت الساحة السياسية السودانية بمتابعة التفاصيل الشحيحة لـ”المخطط التخريبي” الذي أعلنت الحكومة عن إحباطه أمس الأول، والذي تم في إطاره اعتقال 13 شخصا بينهم مدير الاستخبارات السابق صلاح عبد الله (قوش). وذكرت مصادر صحفية أمس أن الأشخاص الذين قبض عليهم يتوزعون بين كيانات الحركة الإسلامية (المجاهدين والسائحين والدبابين والدفاع الشعبي). وحسب تقرير نشر في موقع “الجزيرة نت” فإن المجاهدون هم مجموعة من الذين شاركوا في العمليات العسكرية في الجنوب أثناء الحرب الأهلية باسمهم المعروف وهو المجاهدون، أما الدبابون فهم مجموعة من طلاب المدارس الثانوية والجامعات من الذين شاركوا في ذات الحرب في الجنوب، وبعضهم يتولى مناصب في جهاز الأمن والمخابرات، وبعضهم ذهب مع المؤتمر الشعبي وحل بهم ما حل بالمجاهدين الذين انشقوا بانشقاق المؤتمر إلى وطني وشعبي. كما أطلقت مجموعة أخرى على نفسها مسمى “السائحين” بعد أن ابتعدوا تماما عن الحكومة ومارسوا كما يقولون نوعا من التواصل مع كل الأطراف، لكنهم فشلوا في إقناع المجموعات المختلفة بالتوحد من جديد مما دفعهم لإطلاق نداء قبل أكثر من عامين للتلاقي والمفاكرة والحديث عن سيرة الأولين، ومن ثم التناصح في أمور الحركة الإسلامية التي تفرقت كما يقولون. لكن السائحين ظلوا ومنذ ظهور مجموعتهم يتحدثون عن الفساد الذي انتشر في الدولة وكيفية معالجته وما إذا كانت الحكومة الحالية بأفرادها قادرة على تحقيق ذلك الهدف، وقد نجحوا في نشر عدد من المذكرات التي تطالب الرئيس البشير بالنظر إلى توحيد الإسلاميين، وبتر المفسدين منهم و”إعادة الحركة الإسلامية لأهلها الحقيقيين”. وكشف المؤتمر الأخير للحركة الإسلامية الذي انتهى الأسبوع الماضي بالخرطوم عن خلافات عميقة بين هؤلاء وبعض قادة المؤتمر الوطني حينما طالبوا بإلحاق نحو 250 عضوا للمشاركة في المؤتمر، وهو ما رفضه قادة الحركة مما أدى إلى كثير من المناوشات والاتهامات والحديث باقتضاب عن أزمة الحركة الإسلامية. «السائحون» يتحركون وطبقا لتقرير “الجزيرة نت”، فإن المعروف عن مجموعة السائحين “أن أعضاءها من الذين تدربوا تدريبا خاصا لتنفيذ عمليات استشهادية ونوعية إن دعا الأمر لذلك، حسب قول أحدهم، أما مجموعة الدفاع الشعبي فهي الأكثر استقرارا، لأن فيها من لم يلتزم بعد بفكر الحركة الإسلامية بعدما تحولت إلى جسم مواز للقوات المسلحة”. وبالتزامن مع إعلان الحكومة السودانية تفاصيل العملية التخريبية راجت مذكرة باسم مجموعة السائحين تدعو الرئيس البشير إلى إطلاق من سمتهم “إخواننا وقادتنا ود إبراهيم ورفاقه من أبطال القوات المسلحة، وبقية إخواننا المجاهدين صمام أمان ثورة الإنقاذ منذ بزوغها وحتى هجليج والرقيبات بالأمس القريب، الذين كانت لهم صولات وجولات في ميادين القتال مدافعين عن مبادئهم وعن ثورتنا الفتية من أجل إرساء دعائم المجد لسوداننا الحبيب ولم تشغلهم مفاتن الدنيا أو السلطة”. وحملت المذكرة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين كل ما حدث وكل التبعات التي ستترتب على ذلك، وأشارت إلى أنه “في عهده شهدنا انتكاسات بدءا من قصف بورتسودان مرورا بمصنع اليرموك، وفي عهده احتلت هجليج واحتلت كاودا ولم يستطع حسم قطاع الشمال بجنوب كردفان”. وأضافت المذكرة أنه في عهد عبد الرحيم أحيل قائد الاستخبارات وبعض القادة للتقاعد لا لشيء إلا لأنهم قدموا النصح والمشورة له، مشيرة إلى أنه “يفتعل الآن المشاكل مع اللواء صديق فضل قائد المدرعات وصمام أمان الثورة”. وأضافت الرسالة التي وجهتها المجموعة للرئيس البشير تقول “كلنا في انتظار ما تخرج به من قرارات وأن تعلم علم اليقين أنهم جميعهم يحبونك ويودونك ويكنون لك الاحترام، ولكن وزير دفاعك لم يترك لهم سوى هذا الحل”. من جانب آخر، نفى الجيش السوداني مشاركة اللواء كمال عبد المعروف قائد معركة تحرير هجليج في “المخطط التخريبي” الذي أعلنت السلطات الأمنية إحباطه أمس الأول، وذلك ردا على شائعات انتشرت على نطاق واسع في الخرطوم أشارت إلى مشاركة عبد المعروف في “المحاولة التخريبية”. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد إن عبد المعروف “يؤدي عمله ومهامه العسكرية في ولاية جنوب كردفان، ويقود عمليات عسكرية تتصدى لهجمات المتمردين في مناطق سماحة والرقيبات”. معتقلون جدد إلى ذلك، كشفت صحيفة “الانتباهة” التي يصدرها تنظيم سياسي يتزعمه الوزير السابق، الطيب مصطفى، خال الرئيس السوداني عن أسماء جديدة ضمن المعتقلين. ونسبت إلى “مصدر موثوق” قوله إن قائمة المعتقلين “تشمل النقيب أمن علاء الدين محمد عبد الله من أبناء قوز المطرق بولاية نهر النيل، الذي كان بإدارة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات قبل أن يتم نقله قبل عام ونصف العام إلى وحدة صغيرة قرب مدينة عطبرة تسمى سيدون وهي مناطق القيادي البارز بالوطني قطبي المهدي، والثاني نقيب أمن بإدارة العمليات إبراهيم عبيد الله من أبناء جنوب كردفان، والاثنان من المجاهدين القدامى الأصفياء الذين شاركوا في عدد من متحركات الجهاد قبل التحاقهم بالجهاز، وعملوا تحت إمرة ود إبراهيم بمناطق الاستوائية ويحبونه لوجه الله حتى إن علاء الدين عند احتلال هجليج استأذن قائده ورافق ود إبراهيم الذي قاد محور العرب «المسيرية»، والذي ساهم في تحرير هجليج والثالث هو العقيد فتح الرحيم عبد الله من أبناء الدفعة «38» بالقوات المسلحة أول قائد للقوات المشتركة السودانية التشادية من «2010» إلى «2012»، وعلاقته بود إبراهيم بدأت عندما كانا معا في مناطق غرب النوير”وقالت الصحيفة إن “فتح الرحيم من الضباط الأكفاء وهو شخصية قيادية معروفة في أوساط الجيش وفي الأصل هو ضابط مدرعات”. وقالت الصحيفة إنه تم القبض أيضا على ضابط منسوب إلى سلاح المدرعات يُدعى رشاد وهو الآن متفرغ حيث يدرس بكلية القادة والأركان، وآخر مقدَّم بسلاح المدرعات يُدعى حسن”. ونفت الصحيفة ما تردد عن اعتقال قائد سلاح المدرعات الأسبق اللواء «م» صديق فضل. وقالت “وهذا ليس بصحيح، وفضل من أميز ضباط الجيش وتربطه علاقة وثيقة بالرئيس البشير وهو من تسلم سلاح المدرعات ليلة «30» يونيو، وتمت لاحقا المفاضلة بينه وبين الشهيد إبراهيم شمس الدين أيهما يتم الإعلان عنه ضمن مجلس قيادة الثورة، وتم الاتفاق على أن يتولى فضل سد ثغرة.. فأدى واجبه على أكمل وجه إلى أن تقاعد للمعاش مؤخرا. حزب البشير يبحث التداعيات ومن جانب آخر، نفى حزب المؤتمر الوطني الحاكم تورط أي من منسوبيه في “المحاولة التخريبية”. وأكد القيادي بالحزب قطبي المهدي أن مدير الاستخبارات والأمن السابق صلاح عبد الله الشهير بـ” قوش” الذي تم اعتقاله في إطار المحاولة كان قد تم إبعاده من الحزب ولا علاقة له به. واستبعد قطبي إمكانية أن تؤدي هذه المحاولة إلى انشقاق داخل صفوف الحزب. وقال عقب اجتماع للحزب برئاسة البشير حول المحاولة التخريبية إن “المكتب القيادي استمع لتقرير واف ومفصل حول المحاولة التخريبية واطمأن على سلامة الإجراءات التي اتخذت بشأنها، وأشاد بيقظة السلطات الأمنية”. من جانبه، قال نائب الرئيس السوداني، الحاج آدم يوسف، إن الحكومة ستتعامل بحزم مع المحاولة التخريبية، وأكد أن إحباطها “رسالة للمعارضة التي تخطط للتخريب”. وأكد يوسف لدى مخاطبته الليلة قبل الماضية باستاد بورتسودان حفل افتتاح مهرجان البحر الأحمر للسياحة والتسوق، ثقة الدولة في قواتها النظامية في حماية الأمن والاستقرار وولائها للشعب السوداني . وأبان نائب الرئيس أن المحاولة التخريبية ضد الدولة التي أحبطتها السلطات تعتبر رسالة للقوى السياسية المعارضة التي تخطط للتخريب، قائلاً “لا مجال لهم في أن يندسوا داخل القوات النظامية”، وأكد أن مثل هذه المحاولات ستعامل بحزم. «قوش».. خلفيات وكانت السلطات الأمنية السودانية قد أعلنت امس الأول إحباط “محاولة تخريبية” لنشر الفوضى والاضطرابات واغتيال رموز في الحكم، واعتقلت 13 شخصا من مدنيين وعسكريين أبرزهم مدير الاستخبارات السابق صلاح قوش ومدير الاستخبارات العسكرية بالقصر الجمهوري العميد محمد إبراهيم واللواء عادل الطيب. وكان قوش من بين المسؤولين الأقوى نفوذا في السودان. وجهاز الأمن والمخابرات الذي كان يرأسه من أقوى المؤسسات في البلاد إلى جانب الجيش. وعزل البشير قوش من رئاسة المخابرات في عام 2009 وعين مكانه رئيس المخابرات الحالي محمد عطا المولى. ولم يقدم المسؤولون تفسيرا لعزل قوش في ذلك الوقت، ولكن دوائر سياسية في الخرطوم تكهنت بأنه حامت حوله شبهات بأنه يتآمر على البشير. ونقلت برقية دبلوماسية أميركية مسربة ترجع إلى عام 2008 عن مسؤول سوداني قوله إن قوش فكر في احتمال أن تدفع مذكرة اعتقال البشير التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية البعض إلى السعي للحلول محله. وقالت البرقية “في السودان المؤامرات والتآمر كالتنفس”. وعين قوش مستشارا للرئيس للشؤون الأمنية ولكنه عزل كذلك من هذا المنصب. وتتهم جماعات غربية مدافعة عن حقوق الإنسان قوش بالضلوع في الانتهاكات في إقليم دارفور، لكن المحكمة الجنائية الدولية لم تتهمه بشيء. كذلك يصف مؤرخون ومحللون رئيس المخابرات السابق بأنه كان محاورا رئيسيا مع المسؤولين الأميركيين، عندما كان السودان يتعاون مع واشنطن بتقديم معلومات عن القاعدة في السنوات التي تلت هجمات 11 سبتمبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©