الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

همسة في أذن التربية

11 مايو 2007 01:08
لفت انتباهي خبر تناولته الصحف تحت عنوان (التربية تقلب موازين نظم امتحانات التعليم الأساسي بأدوات تقويم الثانوية العامة)، وما أعذب الكلمات التي تذيلت هذا العنوان من تقيد معلمي المرحلة التأسيسية في التقويم الجديد للمواد الدراسية بنفس أدوات تقويم طلاب الثانوية العامة باستثناء (البحث) فعلى المعلم أن يقيم تلاميذه من معايير سبعة وهي (الملاحظة، والاختبار الشفوي، والتحريري القصير، والأداء العملي، والمشروع، والتقرير، والواجب المدرسي)· والسؤال الأول الذي يطرح نفسه: كم تلميذاً في هذه المرحلة سينفذ المشروع ويكتب التقرير ويؤدي واجباته المدرسية المكلف بها ويجتاز الامتحانات التحريرية بنجاح؟! لو قامت وزارة التربية والتعليم بعمل استبانة ووزعتها على معلمي المرحلة التأسيسية لمعرفة النتائج الحقيقية المترتبة على العمل الدقيق بهذه المعايير دون تهاون أو تزييف للحقائق والنتائج لما تعدت النتائج 10%· والسؤال الثاني: كم معلماً يعمل بهذه المعايير بدقة دون تهاون أو تزييف للنتائج وكم منهم يعطي كل ذي حق حقه طبقاً لأدوات التقويم والمعايير التي قررتها الوزارة؟ والسؤال الثالث: هل يرضى القائمون على العملية التعليمية بتدني النتائج لو اتبع المعلمون معايير التقويم بمصداقية؟! كل هذه الأسئلة وغيرها الاجابة عليها واضحة ولا تحتاج إلى ترو أو تفكير، وخير دليل على عدم موافقة نتائج الامتحانات للمستوى الحقيقي للتلاميذ أن نتائج الثانوية العامة في منتصف العام الدراسي جاءت مغايرة تماماً لدرجات أعمال السنة المعمول بها طبقاً لهذه المعايير، ومن الدوافع التي تجعل المعلم يكيل الدرجات كيلاً لتلاميذه خاصة في المرحلة التأسيسية ولا يتقيد بهذه المعايير أنه منذ أيام قلائل طلب الموجه من كل معلم عمل متوسط حسابي لنسبة درجات تلاميذه حتى يتم تقييم المعلم في تقريره السنوي بناء عليها، مما جعل المعلمون يتيقظون لرفع درجات تلاميذهم من بداية العام الدراسي المقبل حفاظاً على أرزاقهم كما أن تكليف كل معلم في المدرسة بوضع امتحان تلاميذه في المرحلة التأسيسية قد يؤدي إلى تسرب الامتحان وعدم مصداقية النتائج حتى تتوافق مع أعمال السنة ويحققوا الموازنة بين طرفي المعادلة ويهربوا من المأزق المحرج الذي وقع فيه معلمو الثانوية العامة عند ظهور نتيجة نصف العام·· وهمستي النابعة من أعماق قلبي إلى وزارة التربية والتعليم ليس المهم قلب موازين نظم الامتحانات للمراحل المختلفة ولكن الأهم الوقوف على النتائج الحقيقية وعدم دفع المعلمين إلى الزيف والبهتان من أجل إرضاء المدراء والموجهين وتضليل أولياء الأمور والحصول على التميز الزائف· محمود عبدالباقي مدرسة الحباب بن المنذر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©