أحمد سعيد، وكالات (طهران، ستراسبورج)- ذكرت مصادر المعارضة السياسة في إيران أمس أن أجهزة الأمن الايرانية اعتقلت 13 ناشطاً بتهمة ضلوعهم في أعمال تتعارض مع مصالح البلاد الأمنية، فيما أغلقت السلطات الإيرانية صحيفة معارضة، واتهمها البرلمان الأوروبي بانتهاك حقوق الإنسان.
وقالت مصادر في المعارضة “الإصلاحية” إنه تم اعتقال عشرة أشخاص بتهمة الانتماء إلى “حزب العموم” الإيراني المحظور أثناء اجتماعهم داخل أحد المنازل في طهران.
وقال موقع (كرديا) الإلكتروني الإخباري الكردي على شبكة الإنترنت إن ثلاث فتيات كرديات ينتمين إلي حزب كردي محظور تم اعتقالهن في مطار مدينة مشهد شمال شرق إيران) وتبين لاحقاً أنهن يهدفن إلى زيارة تركيا.
وفي السياق ذاته، قررت وزارة الثقافة الإيرانية إغلاق صحيفة (مغرب) التابعة للمعارضة “الإصلاحية”، بدعوى نشرها كاريكاتوراً يسيء إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ويتعارض مع إرشادات المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي بالانسجام الوطني.
وقالت “إن صحيفة مغرب قد تجاوزت في مرات سابقة الخطوط الحمراء، لكنها اليوم تقوم بنشر صورة للرئيس نجاد وهو يمزق مشروع قرار النواب لمساءلته في مجلس الشورى (البرلمان)، وذلك عمل مخالف للقانون”.
في غضون ذلك، دعا إمامي كاشاني ممثل خامنئي، خلال إلقائه خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران، الإيرانيين إلى الوحدة والانسجام في مواجهة “مؤامرات الأعداء”. كما دعا الحكومة والبرلمان إلى انهاء حالات الجدل والخلافات ووصف قرار خامنئي بتعطيل مشروع مساءلة نجاد في مجلس الشورى بأنه “قرار حكيم لأنه رجَّح الأهم على المهم في أوضاع البلاد”.
ورأى رئيس مجلس الخبراء الإيراني مهدوي كني أن دعم خامنئي في المرحلة الراهنة من “الأعمال الواجبة”، وأن إضعاف مركزه القيادي يعد “حراماً من الناحية الشرعية”، وقال “إن خامنئي يتمتع بدرجة عالية من الفقاهة وحسن الإدارة العامة للبلاد وهو اليوم أعلم القوم وأصلحهم في إيران”.
وفي قضية جددت مخاوف غربية بشأن حقوق الإنسان في إيران، ذكر مكتب الادعاء العام في طهران أن المدون الراحل ستار بهيشتي (35 عاماً)، الذي اعتُقِل يوم 30 أكتوبر الماضي وقال قبل وفاته إنه تعرض للتعذيب أثناء احتجازه، ربما مات نتيجة “صدمة”.
وقال في بيان بثته وكالة الأنباء الإيرانية، “إن اللجنة الطبية لفحص جثمان بهيشتي المؤلفة من سبعة أعضاء أوضحت في آخر تقرير لها أنه من غير الممكن تحديد سبب الوفاة على وجه الدقة، لكن السبب الأكثر ترجيحا للوفاة ربما يكون الصدمة، وأن التوتر النفسي الزائد ربما سبَّب الصدمة”. وأضاف أن التحقيقات مازالت جارية وستُعلن نتيجتها بعد انتهائها.
من جانب آخر، اتهم البرلمان الأُوروبي في ستراسبورج شرق فرنسا السلطات الإيرانية بارتكاب “انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان الأساسية”.
وقال، في بيان أصدره مساء أمس الأول، “نشعر بالقلق العميق حيال التدهور المستمر لوضع حقوق الإنسان وارتفاع عدد السجناء السياسيين وسجناء الرأي في إيران”.
وأضاف “نندد بالمحاكمات غير المنصفة وبقيود صارمة على حرية الحصول على المعلومات والتعبير وتشكيل الجمعيات والعقيدة والتعليم والحركة. وتابع “إن وفاة بهيشتي تشكل مثالاً مأساوياً جديداً لاستخدام التعذيب المنهجي”.
وطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، خاصة إطلاق سراح المحامية نسرين ستودة والمخرج السينمائي جعفر باناهي والسماح لهما بالسفر إلى ستراسبورج، في منتصف شهر ديسمبر المقبل لتسلم “جائزة سخاروف” لحرية التعبير التي منحهما إياها مؤخراً.
عدد اليوم
