السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لماذا تأخر ظهور المسلمين في انجلترا حتى القرن 16؟!

لماذا تأخر ظهور المسلمين في انجلترا حتى القرن 16؟!
21 مارس 2016 22:01
يعود أول ظهور للمسلمين في إنجلترا إلى حقبة الملكة إليزابيث الأولى في القرن السادس عشر، وهي الفترة التي سمح لهم فيها لأول مرة بالتوافد إلى هذا البلد وممارسة أعمالهم وطقوسهم الدينية. وذكر تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية، أن مسلمين من شتى أصقاع الأرض، من شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأواسط آسيا، وجدوا أنفسهم في لندن في القرن السادس عشر، وهم يعملون كدبلوماسيين وتجار ومترجمين وموسيقيين وخدم وغيرها. ويرى التقرير أن السبب وراء ظهر المسلمين في إنجلترا يعود إلى العزلة التي كانت مفروضة على الملكة اليزابيث من جانب أوروبا الكاثوليكية، حيث قررت أن ترد على قيام البابا بيوس الخامس في عام 1570م بطردها من الكنيسة، بالتصرف ضد التعليمات البابوية، التي كانت تحرم التجارة بين المسيحيين والمسلمين، وشجعتها على الدخول في تحالفات تجارية وسياسية مع الدول الإسلامية بما فيها «الأسرة السعدية» الحاكمة في المغرب آنذاك والإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الفارسية الشيعية. وأوفدت إليزابيث دبلوماسييها وتجارها إلى بلدان العالم الإسلامي لاستغلال هذه الثغرة في تعاليم الفاتيكان، ونتيجة لذلك، بدأ المسلمون بالقدوم إلى لندن حيث كانوا يوصفون «بالموريين» «المغاربة» أو الهنود أو السود أو الأتراك. ولم تكن إنجلترا - كما غيرها من بلاد العالم المسيحي - تفهم قبل اعتلاء إليزابيث العرش إلا صورة مشوهة عن الإسلام أساسها تجربة الحروب الصليبية الدموية والاستقطابية، فلم يكن أي مسيحي يعرف بتعبيري «الإسلام» أو «مسلم»، وهما عبارتان لم تدخلا القاموس الإنجليزي إلا في القرن السابع عشر. ووصل إلى لندن أيضاً المئات من المسلمين من شتى أصقاع العالم الإسلامي، وبالرغم من تعذر العثور على أية مذكرات قد كانوا تركوها وراءهم، ما زال بالإمكان الحصول على لمحات عن حياتهم في لندن إبان الحقبة الإليزابثية من خلال البحث في سجلات الكنائس اللندنية. وكانت هناك مئات الحالات التي اعتنق فيها مسيحيون الديانة الإسلامية، فالمئات من النسوة والرجال في عهد الملكة إليزابيث الأولى سافروا إلى البلاد الإسلامية سعياً للرزق والثراء، واعتنق الكثير منهم الدين الإسلامي في ظروف مختلفة. وعملت التحالفات التي عقدتها اليزابيث الأولى مع الامبراطوريات العثمانية والفارسية والمغربية على جذب العديد من المسلمين للقدوم إلى لندن، حيث تشير السجلات إلى أن دبلوماسيين أتراك بعثوا إلى العاصمة البريطانية في عام 1570م، ولكن لم يعثر على أي أثر لهم اليوم. ولكن ثمة تفاصيل باقية عن السفارات المغربية من ذلك العهد. ففي عام 1589، دخل السفير المغربي أحمد بلقاسم لندن في موكب رسمي مهيب تحيط به ثلة من تجار شركة ساحل أفريقيا الشمالية. وجاء السفير بمقترح لاتخاذ مبادرة انجلو- مغربية للتصدي «للعدو المشترك، ملك إسبانيا»، ولكن ثمة تفاصيل باقية عن السفارات المغربية من ذلك العهد. وبعد مرور 10 سنوات، وصل سفير مغربي آخر إلى لندن يدعى محمد الانوري يصحبه وفد كبير من التجار والمترجمين ورجال الدين والخدم. ومكث السفير وحاشيته في لندن ستة اشهر وأقاموا في بيت يقع على جادة ستراند حيث كان بإمكان اللندنيين مشاهدتهم وهم يؤدون طقوسهم الدينية.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©