السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نذر مواجهة عسكرية بين الجيش العراقي و «البيشمركة»

نذر مواجهة عسكرية بين الجيش العراقي و «البيشمركة»
24 نوفمبر 2012
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - تصاعدت أمس الأول نذر مواجهة عسكرية بين الجيش العراقي والميليشيا الكردية “البيشمركة” في مناطق عراقية متنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان شمال العراق في اربيل، وسط جهود سياسية مكثفة لاحتواء الأمة الناشبة، جراء تشكيل “قيادة عمليات دجلة” ونشر قواتها في عدد من تلك المناطق. وبعد تعزيز القوات العراقية والكردية مواقعها داخل وحول مدينة كركوك عاصمة محافظة التأميم (كركوك) وقضاء خانقين في محافظة ديالى المتنازع عليهما، قال متحدث باسم “الاتحاد الوطني الكردستاني”، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، إن “البيشمركة” لديها تعليمات مشددة بعدم الاشتباك مع الجيش العراقي. لكن متحدثاً باسم قيادة القوات المسلحة العراقية قال إن الميليشيا الكردية تستفز الجنود العراقيين. وبحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد عقب عودته من اربيل، حيث التقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس الأول، سبل حل الأزمة. وقال النجيفي في بيان أصدره على هامش لقائه المالكي للمرة الثانية خلال 4 أيام، “إن التوجه العام لمسار المباحثات كان مثمراً، واتسم بأجواء إيجابية وبناءة”. وأضاف “يجب بذل جهود حثيثة بغية التوصل إلى آليات اتفاق نهائي، والتي أصبحت على ما يبدو الخطوة الأخيرة على طريق إنهاء الأزمة بالكامل”. وقد أعلن بارزاني، خلال استقباله النجيفي، تجاوبه مع رغبة المالكي في التهدئة ومعالجة الأمور بشكل دستوري، وفتح باب التفاوض بين القيادات العسكرية في مناطق التماس وإحياء اتفاقية عام 2009 لحفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها بقوات مشتركة، وإيجاد حلول جذرية لكل المشكلات القائمة بين الطرفين. وجدد “الاتحاد الوطني الكردستاني” رفضه لتشكيل “قيادة عمليات دجلة” ووجودها في المناطق المتنازع عليها. وذكر، في بيان أصدره مكتبه الإعلامي، أن مكتبه السياسي اجتمع بإشراف طالباني مساء أمس الأول في اربيل، حيث “بحث التغيرات السياسية في العراق والأوضاع الأخيرة في كركوك وخانقين وقضاء طوز خورماتو (في محافظة صلاح الدين)، والعمل على متابعة المستجدات الطارئة في هذه المناطق من جميع النواحي. وعدّ تشكيل قيادة عمليات دجلة وتحركات الجيش العراقي في المناطق المستقطعة (المتنازع عليها) سياسة غير صائبة وغير دستورية وحافزة على تعميق الأزمة في العراق”. وأضاف “مع تشكيلها، تصاعدت المخاوف من تدهور الأوضاع أكثر من ذلك، لذلك ارتفعت الأصوات الرافضة لهذه السياسات في المراكز السياسية والأوساط الإعلامية العراقية، كما أُطلقت المبادرات من الأطراف للحد من هذه السياسات الخاطئة”. وتابع قائلاً “الاجتماع قيم المواقف الموحدة للأطراف السياسية الكردستانية بضرورة إيجابية، حيث اتسمت بالتحلي بروح المسؤولية وتم التأكيد عليها في اجتماع رئيس إقليم كردستان، مساء الخميس، مع الأطراف السياسية الكردستانية”. وشجبت الأحزاب والفصائل السياسية الكردية في بيان أصدرته بعد الاجتماع الثاني “قيادة عمليات دجلة” على أنها انتهاك للدستور الاتحادي وتذكير للأكراد بأن بغداد ستعيد “الهجمات الشوفينية” التي حدثت ضدهم في عهد رئيس النظام العراقي السابق الراحل صدام حسين، ودعت إلى حلها فوراً. على الصعيد نفسه، نفي النائب عن التحالف الكردستاني محمد خليل سنجاري وجود أي ضغوط لتهجير العرب من قضاء سنجار المتنازع عليه في محافظة نينوى. وقال “إن التصريحات التي أعلنت بوجود ضغوط سياسية علي عرب سنجار لإخراجهم منها غير صحيحة وتخالف الواقع فيها، ويراد منها إثارة النعرة القومية وفق أجندة سياسية أصبحت مكشوفة للجميع “. كما نفى مدير ناحية سنوني في القضاء سنجار نايف سيدو قيام قوة من “البيشمركة” بمنع قوات عراقية من دخول القضاء. وقال “فوجئت بوجود تصريحات باسمي في بعض وسائل الإعلام بأن قوات البيشمركة منعت دخول قوات عراقية إلى الناحية أو قضاء سنجار”. وأضاف “هناك تنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية في سنجار، وضمنها قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة، وهناك اجتماعات دورية مشتركة ولا يمكن لأية قوات عراقية ان تدخل للقضاء من دون إذن مسبق، او تنسيق مع قوات البيشمركة”. في غضون ذلك، ودعت المرجعية الشيعية العليا في العراق برئاسة علي السيستاني الجانبين إلى ضبط النفس، والتهدئة في معالجة أزمة المناطق المتنازع عليها، موضحة أن العراق بوضعه الحالي لا يتحمل مزيداً من الأزمات. وقال معتمد السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال إلقائه خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمام الحسين وسط كربلاء، “لابد من معالجة حالة التوتر والتأزيم” بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، فالمطلوب من الجميع اللجوء إلى الدستور الذي توافق عليه الطرفان وفي حال حصول أي خلاف حول أي مادة من مواده، فلابد من الرجوع الى المحكمة الاتحادية العليا”. وأضاف: “لابد من التهدئة وضبط النفس تمهيداً للحوار والتفاهم والابتعاد عن كل التصريحات الإعلامية الاستفزازية، سواء من هذا الطرف أو ذاك، لأنها لا تؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والتأزيم والبلد في وضعه الحالي لا يتحمل المزيد من الأزمات”. وحذر من أن “هناك أجندة إقليمية تنتظر هذه الفرصة لإذكاء نار الفتنة بين الأطراف العراقية”. ورأى القيادي في “التيار الصدري”، ، النائب أمير الكناني أن المحادثات غير جادة ووصف الصراع كله بأنه “زائف”. وقال لركالة “رويترز” في بغداد “إن التصعيد الراهن متعمد وكلا الجانبين لا يعتزم السعي إلى الحل، لأن الأزمة مفتعلة، وستنتهي خلال شهر ولا أحد مستعد للقتال”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©