الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات في اليمن ترهن الحوار بإقالة أقارب صالح

تظاهرات في اليمن ترهن الحوار بإقالة أقارب صالح
24 نوفمبر 2012
صنعاء (الاتحاد) - تظاهر آلاف اليمنيين، أمس الجمعة، في صنعاء ومدن رئيسية أخرى، للمطالبة بإقالة نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من قيادة أبرز فصائل الجيش المنقسم على خلفية اضطرابات العام الماضي. ورفع المتظاهرون، وهم من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية التي أطاحت بصالح نهاية فبراير، شعار “بالإقالة نضمن نجاح الحوار الوطني” المزمع إطلاقه الشهر القادم، تنفيذاً لاتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة في اليمن، الذي دخل حيز التنفيذ منذ أواخر نوفمبر العام الماضي. وطالب المتظاهرون، الذين يُعتقد بأن غالبيتهم من حزب “الإصلاح” الإسلامي، الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، بإقالة قائد “الحرس الجمهوري”، العميد أحمد علي عبدالله صالح، وابن عمه العميد يحيى محمد عبدالله صالح أركان حرب قوات “الأمن المركزي”. وهتف آلاف المتظاهرين في صنعاء، تجمعوا في شارع الستين الشمالي حيث منزل الرئيس هادي، “للضمان وللنجاح.. قيلوا عائلة السفاح”، “يا هادي بعد الإقالة.. المؤتمر ينجح أعماله”، و”الإقالة مطلب واضح.. من أجل حوار ناجح”. وطالب خطيب صلاة الجمعة في شارع الستين، الداعية الإسلامي، صلاح باتيس، وهو قيادي في حزب “الإصلاح”، الرئيس اليمني الانتقالي باتخاذ “قرارات حاسمة تنتصر للشعب ولشهداء” الانتفاضة الشبابية العام الماضي. وفي مدينة عدن (جنوب)، طالب المئات من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية، احتشدوا في حي “كرتير”، بإقالة أقارب الرئيس السابق من مناصبهم العسكرية، ومحاكمتهم بتهم قتل مئات المحتجين في اضطرابات 2011. كما خرجت مسيرات احتجاجية في مدن يمنية أخرى، من بينها إب وتعز، طالبت خصوصاً بإقالة قائد قوات “الحرس الجمهوري”. وكانت الرئاسة اليمنية نفت، ليل الثلاثاء، أنباء تحدثت عن قرب صدور قرارات رئاسية بإقالة نجل صالح، وقائد “الفرقة الأولى مدرع”، اللواء علي محسن الأحمر، الذي يتزعم أحد معسكري الانقسام داخل الجيش اليمني. وقال المسؤول الإعلامي بـ”اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية”، التي قادت احتجاجات العام الماضي، إن “الفصائل الثورية تدرس حالياً مقترحات بالتصعيد الثوري ضد الرئيس هادي” لإرغامه على إقالة نجل سلفه. وأضاف محمد الصبري لـ(الاتحاد): “ندرس أولاً ممارسة ضغط خارجي على الرئيس هادي لتحقيق مطالبنا، وفي حال فشل ذلك سنبدأ بالتصعيد الثوري في كافة المدن اليمنية”. إلى ذلك، تظاهر المئات من أنصار “الحراك الجنوبي” الانفصالي، أمس الجمعة، في مدن جنوبية عدة، للتنديد بمؤتمر الحوار الوطني القادم. ورفع المتظاهرون، الذين شاركوا فيما سُمي بجمعة “رسائل شعب الجنوب للحوار”، أعلام شطرية وصور نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب، علي سالم البيض، المقيم في المنفى منذ 1994، ويقود المعارضة الجنوبية في الخارج منذ العام 2009. وأكد متظاهرون، احتشدوا في حي “المعلا” بمدينة عدن، رفضهم المشاركة في مؤتمر الحوار “اليمني”، وطالبوا “أنباء الجنوب” بالتوحد والاصطفاف ضد ما أسموه بـ”الاحتلال”. على صعيد آخر، توصلت قبيلتان يمنيتان إلى اتفاق صلح يُنهي مواجهات وعمليات ثأر استمرت نحو 70 عاماً، وحصدت عشرات الأرواح من كلا الطرفين. وطبقاً لتقرير بثه أمس موقع “العربية. نت”، تم مساء أمس الأول الإعلان في محافظة مأرب (170 كم شمال شرق العاصمة صنعاء) عن توصل قبيلتي الصيعر وجدعان إلى اتفاق صلح قبلي يطوي ملف سبعة عقود من الاحتقان والثأر القبلي. وكشفت مصادر في المحافظة أن القبيلتين احتكمتا لصلح عشائري جرت مراسمه في وادي خب بمنطقة دهم بمأرب، ورعاه الزعيم القبلي البارز الشيخ مبخوت بن علي العرادة الذي يعد من أقارب محافظ مأرب سلطان العرادة. وأكدت المصادر أن النزاع الطويل الذي بدأ في عام 1942 بين القبيلتين حصد أكثر من 190 قتيلاً من كلا الجانبين وجعل من مساحة 4 آلاف كيلومتر مربع تسيطر عليها قبيلتا الصيعر وجدعان منطقة رعب لم تعرف الأمن والسلام طوال سبعة عقود. ومنذ مطلع العام المنصرم وخلال الأزمة التي شهدها اليمن نال اسم قبيلة “الجدعان” شهرة واسعة كونه ارتبط بسلسلة من أعمال التخريب التي طالت التيار الكهربائي الواصل من المحطة الرئيسية بمأرب ليغذي مختلف أرجاء البلاد، وهو ما جعل اليمنيين يعيشون تحت رحمة أبناء تلك القبيلة. وتعيش كثير من المحافظات اليمنية خلافات وعمليات ثأر أرجع باحثون ومختصون أسبابها إلى غياب سلطة القضاء وتعثر تطبيق النظام والقانون، الأمر الذي ينجم عنه تراكم تلك الخلافات وصولاً إلى تفجر النزاعات القبلية والعشائرية. كما أن ضعف سلطة القانون يجعل اليمنيين عرضة للابتزاز والتهديد والتدخلات من قبل المتنفذين. وأشارت دراسة اجتماعية حول “ظاهرة الثأر في اليمن”، أعدها مؤخراً الباحث العميد أحمد جندب إلى أن ضعف الوازع الديني واحد من أهم العوامل التي غذت هذه الظاهرة، إضافة إلى غياب الكثير من القيم والمفاهيم القبلية النبيلة، ما تتسبب في لجوء القبائل إلى تصرفات لم تكن معهودة من قبل كالسلب والتقطع القبلي والقتل. وكانت السلطات اليمنية شكلت قبل عدة سنوات لجنة وطنية عليا ولجاناً فرعية في المحافظات لمعالجة قضايا الثأر والآثار المترتبة عنها، غير أنها فشلت في تحقيق نتائج ملموسة كون الأطراف القبلية ترى في الجانب الحكومي جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحل. وبحسب تقرير سابق للجنة التي توقف عملها منذ مطلع العام 2011 بسبب الأزمة، فإن العقد الأول من القرن الحالي، أي بين عامي 2001 و2010، قد شهد سقوط أكثر من خمسة آلاف قتيل بسبب الثأر، بينهم 4698 قتيلاً ينتمون إلى ثلاث محافظات شديدة الانغلاق الاجتماعي وتسود فيها الأعراف والتقاليد القبلية أكثر من غيرها وهي مأرب والجوف وشبوة. وفيما تشير إحصاءات غير رسمية إلى أن بحوزة المواطنين اليمنيين أكثر من 50 مليون قطعة سلاح، كشفت دراسة اجتماعية حديثة نشرت مؤخراً عن أن 86% من اليمنيين يرجعون أسباب انتشار حمل السلاح إلى عدم وجود حلول حكومية لإنهاء ظاهرة الثأر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©