الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الهواتف المحمولة في أفريقيا تستعين بالدواب!

شركات الهواتف المحمولة في أفريقيا تستعين بالدواب!
10 مايو 2007 23:31
إعداد - عدنان عضيمة: في وقت يسجّل فيه العالم أجمع بما فيه البلدان الفقيرة خطوات واسعة نحو تطوير البنيات التحتية الاجتماعية والاقتصادية، فإن معظم دول أفريقيا الوسطى والغربية والشرقية، تبدو كأنها ما زالت تعيش أيام القرون الوسطى· وتخلو معظم مناطق القارة من الطرق الصالحة لحركة السيارات، ولا يتم نقل البضائع والسلع والأجهزة في مناطق شاسعة من القارة إلا بواسطة الدواب· وكان لهذا الحال أن يشكل تحدياً كبيراً أمام شركات تشغيل الموبايل مثل مجموعة (إم تي إن) التي تضطر لنقل زيت الديزل المستخدم في تشغيل محطات تقوية شبكات الموبايل المقامة في المناطق المنعزلة فوق ظهور البغال والحمير بسبب الافتقار للطرق الصالحة لحركة السيارات والشاحنات· وفي تلك المناطق التي تعمّها المعارك التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد، وتغيب عنها أدنى الشروط الأمنية، ترتفع قيمة زيوت الوقود إلى القمة· وأمام هذا الوضع الصعب، لجأت مجموعة (إم تي إن) لحل ذكي عندما عمدت إلى استخدام الوقود الحيوي بدلاً من المشتقات النفطية لتشغيل المحطات الرئيسية المنتشرة في مناطق شديدة البعد عن شبكات التغذية بالطاقة الكهربائية· ويقول تقرير نشر مؤخراً في صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) إنه بالنظر لأن (الديزل الحيوي) Biodiesel يمكن تركيبه من معالجة محاصيل تستزرع في تلك المناطق مثل الصويا والفول السوداني، فقد وفرت شركات تشغيل الموبايل بذلك الكثير من تكاليف النقل فضلاً عن تجنب الأخطار الجسيمة· ثم أن هذه الأنواع من الوقود غير معرضة لارتفاع كبير في الأسعار كالذي شهدته أسعار النفط خلال السنوات الثلاث الماضية· ومن المميزات الأخرى للوقود الحيوي أن نتائج اشتعاله بأوكسجين الهواء أقل إنتاجاً للمواد الملوثة من الوقود النفطي؛ وهذا يؤدي إلى توفير الكثير من تكاليف صيانة وتنظيف الأجهزة الكثيرة التي تتألف منها محطات تشغيل الشبكات· وليست مشكلة تأمين الوقود لمحطات التقوية إلا واحدة من عدة مشاكل كبرى تتحدى الشركات الناشطة في هذا الميدان في أفريقيا· ومع التزايد الهائل والسريع في أعداد مستخدمي الموبايل في بلدان الأسواق الناشئة والذي يفوق بكثير أعدادهم في الدول المتطورة، وجدت شركات تشغيل الموبايل نفسها مجبرة على التفكير بطرح خدمات جديدة يمكنها أن تغطي الخسائر الناجمة عن هذه الصعوبات التي تواجهها في التشغيل· وحتى تزيد هذه الشركات من أرباحها، تتجه معظمها لصناعة أجهزة موبايل يدوية رخيصة ونشرها على أوسع نطاق بين قبائل الرعاة المتنقلين حتى ترفع الطلب على منتجاتها الخدمية إلى أعلى حد ممكن· وأصبحت العديد من الشركات المتخصصة تركز على إيصال خدماتها لأبعد الناس عن التفكير باستخدام الموبايل والذين يقطنون الغابات الواقعة على ضفاف الأنهار والجداول المائية والمنتشرة حتى في أعماق الغابات المطرية الاستوائية في أفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية والكثير من دول شرقي آسيا· ويقدّر التقرير عدد مستخدمي الموبايل في بلدان الأسواق الناشئة كأفريقيا والصين والهند في آخر عام 2006 بنحو 1,6 مليار؛ ويمثل هؤلاء 59% من السوق العالمية· وتكمن إحدى المشاكل التي تعاني منها الشركات المستثمرة في هذه المناطق من تدنّي عوائد التشغيل بسبب الانخفاض الكبير في مداخيل المستخدمين مما يجعل من المتعذّر فرض رسوم مرتفعة عليهم· ويضاف إلى ذلك أن ثلث سكان الدول النامية يمتلكون الموبايل؛ وينخفض هذا الرقم في الهند إلى 15% من مجموع عدد السكان إلا أن الشركات لا تنظر إلى هذه الأرقام بعين الاهتمام بقدر نظرتها إلى سرعة التطور الكبيرة التي تشهدها هذه الأسواق ففي الهند مثلاً يزداد عدد المشتركين في الموبايل بمعدل 6 ملايين مشترك شهرياً· وأما في الولايات المتحدة فإن 70% من السكان يمتلكون الموبايل فيما تخطى عدد المستخدمين في بعض دول أوروبا الغربية نسبة 100%، كما بدأت نسبة من يمتلكون أكثر من موبايل واحد قيد الخدمة بالارتفاع بشكل سريع· وتنشغل الآن كبريات الشركات العالمية المهتمة بصنع أجهزة الموبايل وتشغيل خدماته بهذه الأخبار ومن أهمها (نوكيا) و(سيمنز) و(فودافون) و(موتورولا) و(ألكاتيل) وغيرها لأن الأسواق الناشئة هي التي تنطوي على المستقبل الاستثماري بالنسبة لها بعد أن اقتربت معدلات النمو لهذه الخدمة في الدول المتقدمة حدّ الإشباع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©