الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

141 قتيلاً بمجزرة لـ «طالبان» في مدرسة بباكستان

141 قتيلاً بمجزرة لـ «طالبان» في مدرسة بباكستان
17 ديسمبر 2014 12:04
بيشاور، باكستان (وكالات) نفذت حركة طالبان الباكستانية أمس، مجزرة بشعة راح ضحيتها 141 شخصا بينهم 132 تلميذا في مدرسة يؤمها أبناء أفراد الجيش الباكستاني. وأنهى الجيش بعد ظهر أمس العملية إثر معارك استمرت سبع ساعات مع ستة مهاجمين أرسلتهم حركة طالبان الباكستانية للانتقام من الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش منذ يونيو على معاقلها في المناطق القبلية المجاورة. وهذا هو الهجوم الأكثر دموية في البلاد منذ أكتوبر 2007 عندما وقع اعتداء في كراتشي (جنوب) أسفر عن 139 قتيلا لدى عودة رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو إلى البلاد. وقد شنت طالبان خلال سبع سنوات مئات الهجومات التي حصدت أكثر من سبعة آلاف قتيل في انحاء البلاد. وذكرت مصادر متطابقة أن الهجوم بدأ في الساعة 10,30 بالتوقيت المحلي (5,30 ت غ) عندما هاجم ستة عناصر مقنعين من طالبان المدرسة الواقعة في ضواحي المدينة وعلى تخوم المناطق القبلية. وكان في المدرسة حوالى 500 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاما. وبدون أي تأثر، قال محمد خراساني المتحدث باسم طالبان «إن مقاتلات الجيش تقصف ساحاتنا العامة ونساءنا وأطفالنا، كما تم اعتقال الآلاف من المقاتلين وأفراد عائلاتهم وأقربائهم. لقد طلبنا تكرارا بأن يوقفوا هذا الأمر». وأضاف «في مواجهة تصلب الجيش اضطررنا لشن هذا الهجوم بعدما تحققنا من أن أولاد عدة مسؤولين كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة». وتابع «أردنا أن نجعلهم يشعرون بمعاناتنا وإلى أي حد من المؤلم رؤية أحباء يرحلون. إن عائلاتهم يجب أن تبكي مثلما فعلنا». وقال شهود في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، إن انفجارا قويا هز المدرسة الرسمية للجيش وأن مسلحين دخلوا من صف إلى اخر واطلقوا النار على التلاميذ. وسارع الجيش الذي ينتشر بكثافة في هذه المدينة التي دائما ما يستهدفها المتمردون إلى التدخل وتبادل مع المتمردين إطلاق النار حتى بعد الظهر. وعند المساء أعلن الجيش الباكستاني أن الحصيلة ارتفعت إلى 141 قتيلا. وقد ترتفع عن هذه الرقم لأن السلطات تحدثت أيضا عن 25 مصابا بجروح خطرة. وخلال بعد الظهر، كان الجيش يعلن تقدم قواته كلما قتلت قوات الأمن عناصر من المجموعة أو عمدوا إلى تفجير السترات الناسفة التي كانوا يرتدونها. وقبيل الساعة 18,30 بالتوقيت المحلي (13,30 ت ج) أعلنت الشرطة انتهاء الهجوم ومقتل ستة مهاجمين. وقال المسؤول الكبير في الشرطة عبدالله خان لدى خروجه من المدرسة إن «العمليات القتالية قد انتهت، ويقوم رجالنا ببسط الأمن في المنطقة». وأضاف «عثر على جثث ستة إرهابيين»، مشيرا الى انتهاء الهجوم. وندد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بهذه «المأساة الوطنية» التي ارتكبها «وحوش» وقرر التوجه إلى مكان وقوعها للإشراف بنفسه على العملية وهو أمر نادر في بلد اعتاد الهجمات التي تشنها طالبان. وأضاف «هؤلاء الأطفال هم أولادي، البلاد في حداد وأنا في حداد». وقد أعلنت حركة طالبان الباكستانية التي أنشئت في 2007 وتضم عددا كبيرا من الفصائل المتشددة ما تسميه «الجهاد» ضد الحكومة الباكستانية للتنديد بتحالفها مع الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وهاجمت المجموعة المسلحة التي تريد ايضا تطبيق الشريعة الإسلامية على هواها في البلاد، مئات المدارس الرسمية في السنوات الأخيرة وحاولت في 2012 قتل ملالا يوسفزاي الشابة الناشطة من أجل تعليم البنات. ومن بريطانيا حيث باتت تعيش، انتقدت ملالا «الأعمال الوحشية والجبانة» التي تقوم بها حركة طالبان. وقالت «لقد حطم قلبي هذا العمل الإرهابي الذي لا معنى له والذي ارتكب عن سابق تصور وتصميم في بيشاور». وأضافت «أُدين هذه الأعمال الوحشية والجبانة وأبقى الى جانب الحكومة والقوات المسلحة الباكستانية» في «جهودهما المحمودة» لإدارة الوضع. وأدان الرئيس الأميركي باراك اوباما المجزرة التي ارتكبتها حركة طالبان ووعد أن بلاده ستقف إلى جانب باكستان في قتالها ضد التطرف العنيف. وقال «باستهدافهم الطلاب والمدرسين في هذا الهجوم البشع، أظهر الإرهابيون مرة أخرى درجة سوئهم». وقال «نقف الى جانب شعب باكستان ونجدد التزام الولايات المتحدة بدعم حكومة باكستان في جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف ونشر السلام والاستقرار في المنطقة». وأيضا أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم. وقال «هذا عمل فظيع وجبان استهدف طلابا عزلا بينما كانوا يتلقون العلم». وأضاف في مستهل اجتماع لمجلس الأمن الدولي «إن قلوب العالم تتعاطف مع أولياء الأمور والعائلات التي فقدت أحباء لها». وأضاف «أدين هذا العمل البشع بأشد العبارات.. ولا يمكن لأي شيء أن يبرر مثل هذه الوحشية». وأكد أن «المدارس يجب ان تكون مكانا آمنا لتلقي العلم. فالحصول على التعليم هو حق كل طفل». وفي ردود الفعل أيضا، دانت الهند بشدة الهجوم. ووصف رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي الهجوم في بيشاور شمال غرب باكستان بأنه «عمل متهور لا يمكن وصف وحشيته». وعبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن «صدمته وذهوله لرؤية أطفال يقتلون لمجرد انهم ذهبوا الى المدرسة». كما وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الهجوم بأنه «خسيس». وقال طلعت مسعود الجنرال المتقاعد في الجيش والمحلل الأمني إن الهجوم هدفه «أضعاف عزيمة الجيش». وأضاف «انه تكتيكي واستراتيجي. إن المتمردين يعلمون أنهم غير قادرين على ضرب عصب الجيش وليس لديهم القدرة لان الجيش في كامل جهوزيته». وتابع «لذلك اختاروا هدفا آخر يترك أثرا نفسيا كبيرا». والمناطق القبلية الخاضعة لحكم شبه ذاتي كانت لسنوات تشكل ملاذا للمتمردين الإسلاميين من مختلف المجموعات بينها تنظيم القاعدة وحركة طالبان وكذلك لمقاتلين أجانب من أوزبكستان ومن الأويجور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©