الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«صندوق الحكايات»: قصة الوقت الطويلة في إطار من ضوء وظل!

«صندوق الحكايات»: قصة الوقت الطويلة في إطار من ضوء وظل!
16 ديسمبر 2014 23:55
عصام أبوالقاسم (الشارقة) قدمت فرقة ومضة المصرية لمسرح خيال الظل مساء أمس الأول عرضاً لعملها الموسوم «صندوق الحكايات» تأليف واخراج نبيل بهجت في معهد الشارقة للفنون المسرحية في إطار مهرجان الشارقة لمسرح خيال الظل، الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام احتفالاً بالشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام. جاء العرض مشكلاً من ثلاثة ضروب أدائيّة هي خيال الظل والاراجوز والتمثيل، وتنقل بحكايته المسلية، في مرونة وسلاسة، بين الأشكال الثلاثة، مبرزاً اقتداراً لافتاً وخبرة عميقة لدى مجموعة العرض المكونة من فنانين شباب ورواد خبروا الرسم والمسرح والكتابة والشعر، وتشاركوا لأكثر من عقد من الزمان، هاجس ترسيخ وإشاعة هذا النوع الفني العريق عبر فرقتهم (أسسها ويديرها الباحث الاكاديمي نبيل بهجت) التي قدمت عروضها في أكثر من 30 دولة أوروبية وعربية، إضافة إلى تقديمها عشرات العروض في مراكز وبيوت شعبية في القاهرة. وناقش العرض مسألة إهدار الوقت والمخاطر الاجتماعية والسيكولوجية والاقتصادية التي تترتب عليها، داعياً إلى التركيز أكثر على الزمن واستغلاله على أكمل وجه، فـ»الثواني بتعمل دقائق والدقائق بتعمل ساعات والساعات بتعمل يوم والأيام بتعمل أسابيع والأسابيع بتعمل شهور» إلخ.. بهذه الجملة استهل العرض، وراح يستعرض جملة من الأنشطة الاجتماعيّة التي تُهدر فيها الأوقات، وكان لافتا في هذا السياق تناول العرض سلوكيات البعض في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحولت إلى مواقع للعزلة والوحدة والاكتئاب؛ إذ كلما كثرت نسبة الأصدقاء «الافتراضيين» زادت عزلة المرء وانقطع عن نبض الشارع اليومي وعن الناس والأنس وحيوية الطبيعة. وهذا ما حصل للملك في «صندوق الحكاية» فلم يجد إلا ان يستعين بالاراجوز فيدعوه الأخير إلى الانصات لحكاياته فهي انفع وأجدى وفيها عبرة لمن يعتبر. وراح يحكي له أولاً قصة شاهبندر التاجر، الشحيح والطمّاع، وتالياً قصة جحا الطيّب الذي يجهد ليصلح ما وقع بين الناس من مشكلات. وفي الحكايتين جاءت النماذج الظلية «الشخوص والأماكن» مرسومة في دقة وعلى نحو صبور ومثابر، وهي مستلهمة من طرز وتلاوين وأشكال التراث الشعبي المصري، ولكنها موحية وشبيهة بالاطار المتحركة داخله وبالزمن الذي تستدعيه وتحاوره وتتمحور عليه؛ وقد بدا تحريك الشخوص بين الضوء والظل مضبوطاً ودقيقاً فيما نُسجت الحكايا باللهجة المصرية وطعمت بأغانيها وأهازيجها، المفعمة بالفكاهة والبلاغة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©