الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فيديو: «صير بني ياس» ترسم حاضرها ومستقبلها بألوان الطبيعة والحياة البرية

فيديو: «صير بني ياس» ترسم حاضرها ومستقبلها بألوان الطبيعة والحياة البرية
23 فبراير 2017 14:48
رشا طبيلة (أبوظبي) نقشت جزيرة صير بني ياس اسمها في التاريخ منذ آلاف السنين، ورسمت حاضرها ومستقبلها بألوان الطبيعة والحياة البرية، لتصبح ملاذاً مثالياً للسياح وسكان الدولة، والباحثين عن الطبيعة والمغامرة والتاريخ والآثار في آن واحد. فهي اليوم وجهة متكاملة، تطورها وتشرف عليها شركة التطوير والاستثمار السياحي، وتمتد على مساحة 87 كيلو مترا مربعا، وتوفر 3 منتجعات فخمة ومطاراً خاصاً ومتنزهاً للحياه البرية ومركزا للمؤتمرات وآخر للرياضات البحرية، إضافة الى اسطبلات للخيول، فضلاً عن نشاطات كثيرة متنوعة تجمع بين التراث مثل ركوب الخيل وعرض الصقور والرمي بالقوس، وأخرى رياضية، مثل ركوب الدراجات والغوص، وغيرها من النشاطات. ولمحبي الآثار والتاريخ، تم اكتشاف العديد من المواقع الأثرية في مختلف أرجاء جزيرة صير بني ياس، يسلط كل موقع منها على فترة محددة من تاريخ الجزيرة. وتعد بقايا الدير الأثري المكتشف من أقدم المواقع المكتشفة في الجزيرة ويعود تاريخه إلى ما قبل الإسلام، وتحديداً إلى بدايات القرن السابع الميلادي، وأولي الموقع الأثري عناية كبيرة، حيث قام فريق متخصص من علماء الآثار بالتنقيب في هذا الموقع بعناية، وهو الآن مفتوح أمام الضيوف للتعرف على التاريخ الغني للجزيرة التي أخذت اسمها من قبيلة بني ياس التي سكنت أبوظبي للمرة الأولى منذ 250 عاماً. ما يميز الجزيرة أنها تحافظ في تفاصيل إدارتها على طبيعتها الفريدة بطرق مستدامة صديقة للبيئة، لذلك يرى الزائر على امتداد تلالها ووديانها وسهولها قطعان المها العربي وأسراب الطيور، وبعض الزرافات والعديد من الغزلان البرية المتنوعة والفهود والضباع المخططة التي أدخلت للحفاظ على التوازن الطبيعي. ويسكن الجزيرة أكثر من 15000 من الحيوانات والطيور التي طاب لها المقام والعيش في ربوع الجزيرة. وفي مجال المنتجعات، تضم جزيرة صير بني ياس 3 منتجعات تديرها «أنانتارا» وطورتها شركة التطوير والاستثمار السياحي، وهي منتجع وسبا جزر الصحراء والذي يضم 64 وحدة فندقية، يطل على بحيرة القرم والشاطئ الرملي والخليج العربي، شمالي الجزيرة بالقرب من متنزه الحياة البرية العربية. ويشكل منتجع فلل السهل، الواقع وسط متنزه الحياة البرية العربية، أحد الأماكن القليلة في المنطقة التي تمنح ضيوفها فرصة مشاهدة الحياة البرية على الطبيعة من مكان إقامتهم في الفلل المنتشرة وسط المتنزه، أما فلل اليم التي يبلغ عددها 30 فيلا منها 15 فيلا تتميز بمناظر خلابة على غابات القرم المحيطة وبحيرة المد البحري الداخلية الزرقاء التي تنتشر عليها طيور الفلامنغو، و15 أخرى بإطلالة مباشرة على شاطئ البحر برماله البيضاء ومياهه، وتتميز بتصميماتها المبتكرة التي تناسب البيئة البحرية. وعادة ما تشهد تلك المنتجعات إشغالاً إيجابياً ،لا سيما في المواسم السياحية وفترة الإجازات المحلية والوطنية، إضافة إلى عطل نهاية الأسبوع، وذلك من السوقين المحلي والدولي. أنشطة متنوعة تتنوع الأنشطة التي تقدمها الجزيرة، من أنشطة مستوحاة من الطبيعة من رحلات مشاهدة الطبيعية والحياة البرية، وقيادة الدراجات الجبلية، وركوب الزوارق (الكاياك)، والإبحار، والرحلات البحرية، ورياضة المشي، والغطس، والرماية بالقوس وغيرها الكثير. ويقوم مرشدون خبراء من مختلف أنحاء العالم بتقديم المساعدة للضيوف ومرافقتهم خلال جميع مراحل الأنشطة لضمان سلامتهم، والحفاظ على النظام البيئي في الجزيرة. وتعد رحلات مشاهدة الطبيعية والحياة البرية أكثر الأنشطة شهرة، نظراً لجمعها جميع أفراد العائلة وتصحبهم في رحلة ممتعة تستمر ساعتين على متن سيارات الدفع الرباعي، يتعرفون فيها على حيوانات الجزيرة والتقاط الصور التذكارية معها، وعلى مجموعة متنوعة من الحيوانات الطليقة الأصلية وغير الأصلية، وأخرى مهددة بالانقراض. وخلال جولات الزوار بالسيارة سيشاهدون إلى جانب الحياة البرية عبر المرشدين السياحيين قمة تل كانت تضم مجلس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسط الأشجار الغناء والمساحات الخضراء، ليكونوا على مقربة من أعلى نقطة على الجزيرة، وهي تل من القباب الملحية التي تعتبر دليلاً على تكون الجزيرة قبل ملايين السنوات. كما أن هناك العشرات من المواقع الأثرية المنتشرة في المكان، على الرغم من أن غالبيتها مغلقة أمام الزوار لأغراض الحماية والأبحاث. ركوب الدراجات الجبلية يتيح للمتمرسين قيادة الدراجات الهوائية واستكشاف المناظر الطبيعية الوعرة في جزيرة صير بني ياس. وهناك مستويات مختلفة لقيادة الدراجات من المبتدئين إلى قيادة الدراجات الجبلية خلال منتزه الحياة البرية العربية. كما تتوافر العربات المخصصة للأطفال الصغار، لضمان ممارسة كافة أفراد العائلة لهذا النشاط، إضافة الى رحلات المشي في الطبيعة والحياة البرية مع وجود مجموعة متنوعة من المسارات لجميع الأعمار ومختلف مستويات اللياقة البدنية. لعشاق الرياضات التراثية، توفر الجزيرة رياضة الرماية بالقوس، من خلال المعدات التي يحتاجها الرماة المبتدئون والهواة للتمرن على الرماية بالقوس تحت إشراف خبراء مختصين. ومن المذهل رؤية الأنواع المختلفة من الصخور المأخوذة من مختلف أنحاء الجزيرة، حتى بالنسبة لأولئك غير المهتمين بالجيولوجيا، حيث ستبهرهم تركيبة الصخور وألوانها التي تشير إلى تاريخ الجزيرة وتكوّنها قبل نحو 150 مليون عام، وتتم زراعة شجرة قرم نيابة عن كل زائر بهدف مكافحة عوامل الحت والتعرية عند الرمال، وتوفير مناطق مناسبة لتكاثر الأسماك. كما توجد مجموعة متنوعة من الأنشطة البحرية التي يوفرها مركز جزر الصحراء للرياضات البحرية منها الأنشطة الشراعية التي تناسب جميع الأعمار والإمكانات، حيث يمكن الذين يمارسون هذه الرياضة للمرة الأولى، أخذ دروس تمهيدية في الإبحار تحت إشراف المدربين المهرة. أما البحارة المتمرسون، فستتاح الفرصة لهم لاستئجار مركب شراعي والاستمتاع بالإبحار في مياه الخليج العربي. وتوفر الجزيرة أيضا رياضة التجديف بقوارب «الكاياك» التي تتيح للزائر استكشاف محميات الطيور ومناطق أشجار القرم الشاسعة على الجانب الشمالي الشرقي من جزيرة صير بني ياس، إضافة الى ممارسة نشاط الغطس والغوص بالمعدات للتعرف على أسرار العالم الكامن تحت مياه الخليج العربي، لا سيما في الشاطئ الشرقي، حيث المياه الدافئة الزاخرة بمختلف أشكال الحياة البحرية. ومن الأنشطة المختلفة، تنظيم جولة في الموقع الأثري لمشاهدة بقايا دير مسيحي أخاذ يعود إلى إلى أواخر القرن السادس الميلادي، ويعد هذا الموقع المسيحي الوحيد في الدولة، ما يجعله يمتلك أهمية عالمية على الصعيد التاريخ الإنساني. وعلى صعيد الأنشطة التراثية الإماراتية، فيتوفر أمام الزوار فرصة مشاهدة عرض الصقور، لمعرفة مدى التفاعل بين الإنسان والصقر، حيث يمكن خلالها إطعام الصقور ومراقبتها عن كثب، إضافة الى خبرة الصقر التفاعلية لمشاهدة مجموعة من ملاجئها .الخيول والرياضات البحرية تتيح اسطبلات صير بني ياس، التي تديرها أنانتارا، للأطفال الاستمتاع بركوب الخيول الصغيرة في أحد المراعي الخارجية، أما الكبار والفرسان الأكثر خبرة يمكنهم الاستمتاع بباقات متنوعة لركوب الخيل مخصصة لتلبي قدرات واحتياجات كل شخص. وتضم اسطبلات صير بني ياس خيولاً من أصول مختلفة، وتمثل سلالات مختلفة من جميع أنحاء العالم. أما مركز جزر الصحراء للرياضات البحرية، فيوفر مجموعة من الأنشطة البحرية لاستكشاف جزيرة صير بني ياس والحياة البحرية الرائعة المحيطة في المنطقة كما يوفر المركز دروسا للزوار الراغبين في الحصول على شهادات في الغطس (PADI) مع تأجير معدات الغطس وتأمين تجربة غطس مميزة للكبار والصغار. وتضم الجزيرة مركزاً للمؤتمرات يتسع لأكثر من 500 شخص تعقد فيه مؤتمرات أو اجتماعات لشركات محلية وعالمية أو مناسبات اجتماعية خاصة. الحياة البرية تعتبر الجزيرة موطناً لأكثر من 10 آلاف من الثدييات الأصلية وغير الأصلية. وقد اعتبر كثير من هذه الحيوانات مهدد بالانقراض أو بحكم المنقرضة في البرية. ويشكل متنزه الحياة البرية العربية موطناً لأكبر قطيع من الحيوانات النادرة في المتنزه، وهو حيوان المها العربي المهدد بالانقراض في العالم. ويضم القطيع أكثر من 500 رأس، ويعمل فريق الحماية مع هيئة البيئة في أبوظبي على زيادة أعدادها، ومن ثم إعادتها إلى البرية. وتم منع صيد الأسماك حول المنطقة المحيطة بالجزيرة بمسافة تبعد 8 كيلومترات عن الشاطئ لحماية الحياة البحرية، حيث أتاحت هذه المنطقة توفير مواطن هامة ومناطق لتكاثر حيوانات، مثل أبقار البحر والسلاحف والدلافين. وقد تم تصميم طرق الملاحة للتخفيف من تأثير حركة الملاحة البحرية على أبقار البحر والسلاحف البحرية التي تتغذى على الأعشاب البحرية. كما قام فريق المحافظة في جزر الصحراء منذ سنوات عديدة باقتناء مجموعة متنوعة من الحيوانات من الأسر. وتشمل هذه الحيوانات على الفهد الصيّاد، والضبع المخطط والمها العربي التي حققت تربيتها في متنزه الحياة البرية العربية نجاحاً واسعاً، حيث تكاثرت أعدادها. وتعتبر جميع هذه المجموعات منقرضة في شبه الجزيرة العربية، وقام الفريق أيضا بإعادة الفهود الصيّادة إلى البرية والتجول فيها بحرية دون تدخل الإنسان. وتعد الفهود من الحيوانات المحلية في شبه الجزيرة العربية، وانقرضت بالكامل في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ العام 1960 إلى أن تمت إعادة أربعة فهود في متنزه الحياة البرية العربية في العام 2009 كجزء من برنامج الحفاظ على البيئة. وتعد شركة التطوير والاستثمار السياحي التي تأسست قبل أكثر من عشر سنوات والمملوكة بالكامل من قبل «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، المطور الرئيسي لأبرز الوجهات السياحية والثقافية والسكنية في أبوظبي، حيث تتولى تطوير العديد من الوجهات الرئيسية في الإمارة أبرزها جزيرة السعديات الطبيعية التي تبعد عشر دقائق عن قلب العاصمة أبوظبي، والتي تتميز باحتضانها مجموعة من المنتجعات الفاخرة، ونادي للجولف، كما يقع بقربها المجمعات السكنية الفاخرة، ووجهات تجارية، بالإضافة إلى أبرز المؤسسات الثقافية العالمية منها «متحف زايد الوطني»، ومتحف «اللوفر أبوظبي، ومتحف «جوجنهايم أبوظبي»، إضافة إلى تطويرها وإشرافها على جزيرة صير بني ياس، بما يسهم في دعم رؤية ومسيرة أبوظبي الرامية إلى تحويل العاصمة أبوظبي إلى وجهة عالمية للسياح والمقيمين ورجال الأعمال. ومن جهة أخرى، تلتزم الشركة التزاماً قوياً بتوفير وظائف وفرص تدريب عملية للكوادر المواطنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©