السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عشائر العراق السُنية.. في مواجهة «داعش»

16 ديسمبر 2014 23:04
خلال الأسبوع الماضي، أوقظ الشيخ نعيم الكعود زعيم عشيرة «البونمر» السُنية في الأنبار، على عجل قبيل الفجر لإطلاعه على أخبار سيئة تفيد أن تنظيم «داعش» شن هجوماً جديداً على المنطقة التي تتواجد فيها العشيرة والبعيدة بنحو 120 ميلاً شمال غربي بغداد، وبانتهاء المعارك كانت القبيلة قد تكبدت خسائر فادحة، بعد أن فقدت 15 قرية في ظل غياب الدعم الحكومي وتفوق «داعش» في عدد الرجال وترسانة السلاح. وبسقوط خمسة قتلى في صفوف العشيرة خلال المعركة يكون إجمالي ما خسرته منذ بدء هجمات التنظيم الإرهابي خلال هذه السنة قد تجاوز 744 قتيلاً، بمن فيهم يقول شيخ العشيرة، 500 من أبنائها قتلوا على يد التنظيم أواخر شهر أكتوبر الماضي، ومطلع شهر نوفمبر الماضي، وكان المجزرة الرهيبة التي تعرضت لها العشائر، والعدد الكبير الذي فقدته في فترة وجيزة بمثابة رسالة تحذيرية إلى بقية المناطق السُنية بعدم معارضة الجهاديين، والوقوف في طريقهم، أو السعي إلى التحالف مع القوات الحكومية لضرب الإنجازات السريعة التي حققها التنظيم في الفترة الماضية. وإمعاناً في إهانة الرموز القبلية ووجهاء العشائر، أرسلت «داعش» رسالة نصية على هاتف الشيخ الكعود، تقول فيها «سنرفع رايتنا رغم أنوفكم»، لكن وفيما أُرغمت العشائر السُنية في محافظة الأنبار على الاختيار بين«داعش» والحكومة المركزية في بغداد، بدأت تظهر بعض الشروخ في صفوف القبائل ليلقي ذلك بأعباء إضافية على النسيج المجتمعي للعشائر السُنية، لاسيما في ظل صعوبة المواجهة مع «داعش»، التي لا تقارن بسهولة التصدي للقاعدة إبان التواجد الأميركي، في إطار الصحوات السُنية التي أسسها الأميركيون بين 2006 و2008، وكان لها دور بارز في دحر «القاعدة» في العراق. وعن هذا الموضوع، يقول الشيخ الكعود «النتيجة أن «داعش» اليوم باتت أكثر حذراً، وتنظر للجميع باعتبارهم عملاء محتملين، وفي كل يوم نواجه هجمات ونفقد رجالاً، لذا من الملح حصولنا على السلاح لأن في غيابه لن نستطيع الاستمرار في القتال». وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد أكد خلال الأسبوع الماضي أن أكثر من ألف ضربة جوية استهدفت «داعش» وساهمت على نحو فعال في وقف زخم التنظيم وتعطيل تقدمه، لاسيما في المناطق التي أعلن فيها دولة الخلافة، هذا الدور المهم للطيران الأميركي أشار إليه الشيخ الكعود، الذي أكد حدوث ضربات خلال الأسبوع الماضي على طول خطوط المواجهة بين عشيرة البونمر و«داعش» أسفرت عن مصرع عشرة على الأقل من عناصر التنظيم، لكن الضربات الجوية تبقى غير كافية لإنقاذ القرى المجاورة من زحف الإرهاب، أو الإفراج عن 40 من أبناء العشيرة المحتجزين لدى «داعش» والمهددة حياتهم في أية لحظة، كما أن الدعوات التي وجهها الشيخ الكعود للحكومة في بغداد بالإسراع في تقديم الدعم وإرسال قوات عسكرية عندما كانت المعارك مستعرة بين العشيرة و«داعش» لم تخرج عن الوعود. ويبدو أن الهجمات المتوالية للتنظيم الإرهابي على العشائر السُنية في الأنبار والجرائم التي ارتكبها مؤخراً في حق أبنائها من تنكيل وإعدام دفعت العشائر المعارضة للتنظيم الى التكتل، في إطار تحالف الهدف منه، وقف تقدم التنظيم والانتقام من جرائمه، وهو ما أكده الشيخ جبار الفهداوي، زعيم عشيرة البوفهد، قائلاً «هذا التحالف هو تكتل وجودي بالنسبة لنا، لأنه سيكون معركة حتى الموت، فالناس المنخرطون حالياً في القتال ضمن صفوف العشائر فقدوا عزيزاً في الحرب، لذا لن يتوقفوا»،لكن رغم صمود العشائر السُنية في مواجهة «داعش» تبقى المعركة مختلفة عن سابقتها مع «القاعدة»، فاليوم تتوافر «داعش» على ترسانة كبيرة من الأسلحة والعربات المصفحة التي استولت عليها من الجيش العراقي، كما أن التنظيم يضم في صفوفه العديد من العراقيين وأفراد العشائر أنفسهم الذين يعرفون تعقيدات النظام القبلي في العراق، ومطلعون على نقاط ضعفه التي يستغلونها جيداً، هذا الاختلال الواضح في التوازن بين العشائر السُنية و«داعش» يؤكده الشيخ «الكعود» بقوله (يظل سلاحنا الأساسي في المعركة بندقية الكلاشنيكوف روسية الصنع، وهي لا شيء في المعارك مع عناصر التنظيم، هذا ناهيك عن أن الحكومة في بغداد ما زالت تتحفظ على دعمنا ومدنا بالسلاح، خوفاً من سقوطه في أيدي التنظيم، والحال أن «داعش» ليست في حاجة لأسلحتنا، لأن ما تتوافر عليه من ترسانة أكبر وأخطر). سكوت بيترسون * * كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة مع «كريستيان سياينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©