الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقرير التعذيب.. أي دور للأطباء؟

16 ديسمبر 2014 23:04
مع تزايد الضجيج حول عمليات الاستجواب التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للمشتبه في قيامهم بأعمال إرهابية عام 2003، أكد ضابط طبيب في الوكالة لأحد زملائه أن دورهم الخاص بتوفير «الوعي المؤسسي والعوامل المحددة» للبرنامج قد تغير بصورة واضحة. وأوضح الضابط الطبيب، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أن «الأطباء أصبحوا الأشخاص المعنيين بتعظيم فائدة الاستجواب بأسلوب آمن يحافظ على رقاب الجميع». وكما ورد في تقرير لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الذي صدر الأسبوع الماضي، شارك الأطباء والأخصائيون النفسيون العاملون في وكالة الاستخبارات الأميركية بصورة مخيفة في جميع جلسات الاستجواب بدرجة أكثر مما كانت معروفة في السابق. وعمل أطباء من مكتب الخدمات الطبية التابعة للوكالة بصفة مراقبين، بينما خلا التقرير سوى من نذر يسير يشير إلى أن الأطباء تدخلوا لوقف استخدام أدوات الاستجواب القاسية. وفي بعض الحالات، حذروا من أن جلسات الاستجواب، سواء المزمعة أو الجارية، تخاطر بتجاوز الإرشادات التي تم وضعها. ولكن في معظم الحالات الموثقة، يبدو أن الأطباء كانوا يمكنون المحققين من استخدام أدوات التعذيب، إذ نصحوا بتخفيف القيود عند تعريض المشتبه بهم لأوضاع الضغط، أو الوقوف لفترات طويلة لتفادي حدوث «استسقاء مفرط»، كما نصحوا بتغطية الجروح بالبلاستيك أثناء التعذيب بمحاكاة الغرق، وإدارة التعذيب عن طريق «التغذية المستقيمية» التي وصفها أحد المسؤولين الطبيين بأنها «طريقة فعّالة» لحمل المحتجزين على البوح بكل ما في رؤوسهم. وحسب التقرير، فإنه قبل استجواب المحتجز الأول في عام 2002، الذي تزعم التقارير أنه «أبوزبيدة» الذي يُعتبر همزة الوصل في تنظيم «القاعدة»، شارك أطباء في عملية الاستجواب. وأوضح الضابط الطبيب في رسالته إلى مقر «مكتب الخدمات الطبية» التابع لوكالة الاستخبارات المركزية «أن عملية الاستجواب بدأت»، بعد مراقبة جلسات استجواب أبوزبيدة، التي تضمنت وضعه في صناديق حجز، وتعذيبه بمحاكاة الغرق. وأكد أن أبوزبيدة يقاوم بشدة الإغراق بالمياه، وكانت أطول فترة يبقى فيها القماش على وجهه حتى الآن 17 ثانية، وبالطبع ستزيد هذه المدة بعد فترة وجيزة. وأضاف: «لم نحصل على معلومات مفيدة بعد، وبالفعل تقيأ مرتين أثناء محاكاة الغرق مع خروج بعض حبات الأرز والفول، على رغم أنه تناول الطعام قبل أكثر من عشر ساعات، لذا يبدو ذلك مثيراً للدهشة والقلق». وقال في رسالة عبر البريد الإلكتروني مؤرخة في الرابع من أغسطس عام 2002، «سأعود الآن إلى جلسة أخرى من عملية محاكاة الغرق». وأشار محامي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الذي راجع تسجيلات الفيديو الخاصة بتلك الاستجوابات أن «الشخص المزعوم أنه ضابط طبيب كان يرتدي ملابس سوداء من رأسه إلى أخمص قدميه، ولم يكن يمكن تمييزه عن أعضاء فريق الاستجواب الآخرين». وأعرب المدافعون عن أخلاقيات الأطباء عن غضبهم من مشاركة الأطباء في تلك الجلسات من الأساس بعد ظهور وصف لدورهم في وثائق وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة العدل التي أصدرتها إدارة أوباما عام 2009. ولفت «ستيفين مايلز»، أستاذ الأخلاقيات الحيوية في كلية الطب بجامعة «مينيسوتا»، إلى أن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية أساليب، مثل «التغذية المستقيمية» لم يكن معروفاً في السابق. وأوضح مايلز، الذي يشغل أيضاً عضوية مجلس إدارة مركز ضحايا التعذيب، «لا يوجد شيء اسمه التغذية المستقيمية، ولا يمكن أن يتم إجراؤه طبياً، فالقولون ليست به بطانة يمكنها امتصاص الغذاء، وهذا الشيء ليس ضمن أي نوع من الإجراءات الطبية، وإنما محض أداة للتعذيب الشديد». وأكدت جمعية الطب الأميركية، في بيان لها يوم الجمعة الماضي أن مشاركة الأطباء في التعذيب والاستجواب القسري انتهاك للقيم الأخلاقية الأساسية. كارين دي يونج * * محللة سياسية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©