الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهند تكافح الاغتصاب من .. الجو!

16 ديسمبر 2014 23:04
كان للوتيرة المرتفعة والمقلقة لجرائم الاغتصاب في الهند التي طالت عدداً متزايداً من النساء أن دفعت السلطات الهندية لاتخاذ إجراء أمني غير مسبوق في العاصمة نيودلهي تمثل في استخدام طائرات من دون طيار «درون» لمراقبة الشوارع والحد من الظاهرة، لا سيما بعد جريمة الاغتصاب الأخيرة التي تعرضت لها سيدة استقلت سيارة تابعة لشركة «أوبر»، المتخصصة في توفير وسائل نقل منخفضة التكلفة تنافس سيارات الأجرة التقليدية. وحسب الإجراء الجديد الذي أعلنت عنه السلطات الهندية ستعمل الشرطة على نشر مجموعة من الطائرات من دون طيار صغيرة الحجم لمراقبة الشوارع وتسيير دوريات في المناطق الأمنية المشبوهة، ونقلت صحيفة «ذي تايمز أوف إنديا»، أنه سيتم تركيب كاميرات تعمل بتقنية التصوير الحراري القادرة على الرؤية ليلاً على أن تُرسل الطائرات إلى المناطق المظلمة في شوارع العاصمة ومناطقها البعيدة الأكثر عرضة للجريمة. وستقوم كل طائرة على حدة بالتحليق على علو 200 متر لمراقبة حيز جغرافي يشمل بين ثلاثة إلى أربعة كيلومترات، وأضافت الصحيفة الهندية التي نقلت الخبر عن ضابط شرطة هندي أن كل طائرة سيتم ربطها بفريق للتدخل السريع يتلقى الصورة والفيديو الذي تلتقطه الطائرات بعد معالجته في عربة خاصة تسهل الاستجابة السريعة والتدخل الفعال في حال الطوارئ. كما أن هناك إمكانية لاستخدام الصورة وأشرطة الفيديو كدليل إدانة في حال عرضها على المحكمة، ومن المتوقع أن تملأ الطائرات من دون طيار فراغاً أمنياً مزمناً في الهند بسبب نقص العنصر البشري، والذي يرى البعض أنه وراء تنامي جرائم الاغتصاب في الآونة الأخيرة. وعن هذا الإجراء الأمني غير المسبوق قال مسؤول أمني بارز، «إذا نشرنا طائرات من دون طيار حول جميع مداخيل المناطق والأحياء سيكون بمقدورنا مراقبة كل السيارات التي تدخل المنطقة، وما أن تنجح التجربة في نيودلهي حتى تطبق في مدن هندية أخرى». وفي حين أثار حادث اغتصاب امرأة في سيارة تابعة لشركة «أوبر» على يد سائقها مخاوف متعاظمة من المعايير التي تستند إليها الشركة في اختيار سائقيها، إلا أن الانزعاج الحقيقي والنقاش المستمر، هو ما يستهدف تكاثر الظاهرة في الهند وتزايد العنف ضد النساء عموماً، فقد استفاقت الهند في الأسبوع الماضي على جريمة قتل وتعذيب ارتكبها رجل ضد شخص مشتبه بأنه اغتصب ابنته، خوفاً من ألا تنصفه العدالة، وهو دليل على استمرار مشاعر عدم ثقة الهنود في النظام القضائي حتى بعد مرور سنتين على الاحتجاجات العارمة التي اكتسحت المدن الهندية، وما أعقبها من إصلاحات للحد من الاغتصاب، وكان لمقتل فتاة هندية بعد اغتصابها جماعياً في حافلة عام 2012 دور مباشر في اندلاع المظاهرات الكبرى التي جابت شوارع المدن الهندية، مطالبة بالحد من العنف ضد النساء، حينها تعهد السياسيون بألا تتعرض النساء المغتصبات لتشويه السمعة، كما تعهدوا أيضاً بإصلاح النظام القضائي وتوقيع عقوبات مشددة على مرتكبي جرائم الاغتصاب. لكن حتى بعد تشديد العقوبات والتناول الإعلامي المكثف للظاهرة، الأمر الذي أثار قلق السلطات والنخب السياسية على أعلى المستويات، لم تختفِ تلك الجرائم من المشهد الهندي، حيث كشفت جريمة الاغتصاب الجماعي لفتاتين وقتلهما في شهر مايو الماضي المشوار الطويل الذي يتعين على الهند قطعه قبل الحد من اغتصاب النساء، وفيما تبدو الطائرات من دون طيار إجراء يعكس مدى تصميم الهند للتصدي للظاهرة، إلا أن فعاليتها لم تختبر بعد. آن ستيل * * كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان سيانس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©