الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحث عن نكتة

البحث عن نكتة
24 نوفمبر 2012
لا يعرف أحد متى بدأت المشكلة ولا كيف؟.. ما لاحظه الناس هو أن النكات التي يحكونها صارت سخيفة جداً ومكررة. يجلسون في المقهى فيقول أحدهم إن حماته بدينة لدرجة .. لدرجة أن ... ثم يكتشف أنه لا يعرف بقية النكتة... نكات الحموات سخيفة دائما على كل حال.. جرب القوم حلولاً كثيرة بلا جدوى.. بالفعل يجب مواجهة الحقيقة المروعة، وهي أن النكات قد نفدت أو لم تعد تضحك. هرعوا في رعب إلى باب الشعرية والحسين، حيث يجلس على المقاهي محترفو تأليف النكات، وهم قوم يتغذون بالحشيش تقريباً، ولغة الكلام عندهم تتلخص في: ـ”هع هع هع..” حاول مؤلفو النكت أن يخترعوا بعضها.. دخنوا الكثير جدا من الشيشة وشربوا الكثير من الشاي الأسود، وفي النهاية جاءت ثلاث نكات سخيفة جدًا... ماذا حدث؟.. هل نضبت روح الدعابة لدى الناس؟. وما السبب؟.. هل هي الضغوط الاقتصادية؟ هل هو الفقر؟.. هرع الناس إلى المترجمين وطلبوا منهم أن يترجموا بعض النكات الأميركية.. هذه يمكن إضافة بعض الشتائم البذيئة والألفاظ العامية لها لتبدو كأنها نكات عربية. بحثوا في المجلات وكتب النكات، وهكذا خرجت إلى الوجود نكات مثل هذه: ـ”ذهبت إلى الحفل الراقص مع بيومي... تبادلنا أنخاب المارتيني لكن لم نجد أي زيتون نضعه في الكؤوس.. وأنا لا أطيق المارتيني من دون زيتون. النتيجة أنني شربت رغم كل شيء!! هاهاها”. والنكتة التالية: ـ”زوجتي تأخذ السيارة وتتسوق بها ثم تتركها في أي مكان ولا تدفع المخالفات.. الأسبوع الماضي أوقفتْ هي سيارتي أمام مركز الشرطة، لكن الضابط رفض أن يعطيني مخالفة لأن زوجته تفعل الشيء ذاته.. هاها ها!” نكات أميركية جدا.. وكما ترى هي صالحة، لكنها ستؤدي بعد شهر إلى إصابتنا جميعا بالسكري وارتفاع ضغط الدم ثم نموت بالشلل. لا يعرفون متى فكر البعض في استخدام الكمبيوتر.. هناك مهندس كمبيوتر قام بعمل برنامج محكم يقوم بتأليف النكات.. يقوم باختيار مصطلح من مصفوفة تضم “حماتي- زوجتي- مدير العمل- رئيس الوزراء”، ثم يختار من مصفوفة أخرى تصف أفعالاً، ثم مصفوفة تصف الناتج.. كان البرنامج ناجحا وقام كثيرون بتحميله من أجل الضحك. وهكذا ولدت نكات مثل “رئيس الوزراء ذهب ليزور ابن خالي في المستشفى فوجد الفيل يلعب الجولف”... ليست نكتة جيدة جدا لكنها تؤدي الغرض.. وفيما بعد عرف الناس أن الفنانين السرياليين الغربيين قاموا بتجميع النكات كلها لأنها عبقرية... كانت هناك نكتة قديمة تقول: “وحش بشارب قابل وحشا بلا شارب.. فطلب منه أن يلعب معه بطيخة، فقال له هل تحسبني سمكة؟.. وانطلق بالدراجة”.. كانت هذه النكتة السريالية العميقة المنبثقة من اللاوعي ناجحة جدا في الماضي، أما اليوم فقد صارت النكات كلها بهذا الشكل.. بعد هذا فكر مهندس ميكانيكي في أن ينشئ آلة عملاقة لصنع النكات. وكانت هذه الآلة تصدر صوت قطار أرياف عتيق عندما تعمل. كانت تؤلف نكاتا ممتازة.. لكنها تتلف بسرعة.. وقد جاء فني الصيانة فقام بتغيير الزيت وبعض الصمامات.. المشكلة أنه استعمل زيتا رخيصا وهذا جعل النكات سخيفة في الغالب.. ولما طالت المشكلة فكر بعض الشباب في تجميع النكات القديمة وتخليلها. وهكذا تكون مشروعا عملاقا يقوم على وضع النكات القديمة في براميل مع مواد حافظة وخل.. يمكنك أن تجد نكاتا نسيت أنك تعرفها مثل “مرة واحد اتنين تلاته”، أو “واحد عجلة عربيته نامت نزل يغطيها”.. ونجح المشروع وباع الكثير جدا، لكن الشرطة لاحقت هؤلاء الشباب وقبضت عليهم.. لا .. ليس السبب قضية مصنفات ولكن قضية تموين، لأن المواد الحافظة التي تحفظ النكات غير صالحة.. وفيما بعد تسمم عدد من المواطنين جلسوا على مقهى يتبادلون النكات.. الحقيقة أن الحياة صارت قاسية جدا من دون نكات، وبدا أن المستقبل مظلم.. لكن الفرج كان قريبا، وهذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة. د. أحمد خالد توفيق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©