السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أهي حرب بلا نهاية؟

أهي حرب بلا نهاية؟
16 ديسمبر 2014 20:33
أهي حرب بلا نهاية؟ يقول د. وحيد عبد المجيد: قبل عشر سنوات، وفي بداية الحرب الأميركية الأولى على الإرهاب، أصدر الباحث في مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية برونو ترتريه كتاباً اختار له عنوان «حرب بلا نهاية». كان الافتراض الذي انطلق منه المؤلف هو أن الحرب على الإرهاب لن تصل إلى نتيجة حاسمة، وأن النصر لن يكون حليف أي من طرفيها في ذلك الوقت، وهما الولايات المتحدة وتنظيم «القاعدة». وذهب، في شرح فكرته، إلى أن تلك الحرب تحمل في طياتها ما يدفع للانسياق وراء أزمات متشابكة ومتناسلة، والوقوع في شباك حلقة مفرغة من الفعل والرد عليه. ويبدو أن هذه الحلقة مازالت مفرغة بعد عقد كامل، وأن الولايات المتحدة، التي أعلن رئيسها الحالي حرباً ثانية على الإرهاب في الذكرى الثالثة عشرة للهجمات التي دفعت رئيسها السابق لإعلان الحرب الأولى، مازالت واقعة في شباك تلك الحلقة المفرغة، فالحرب التي فرضها تمدد تنظيم «داعش» في غرب العراق وشمال شرق سوريا ربما تكون هي الأغرب بين حروب العصر الحديث، لأسباب أبعد بكثير من طابعها المتمثل في حرب بين دولة أو دول من ناحية وتنظيم من ناحية ثانية، فكم من حروب من هذا النوع الذي يُعرف بالحروب غير المتماثلة، وقعت وستقع في المستقبل. إرهاب النساء.. حديث الصباح والمساء! استنتج محمد أبو كريشة أن المرأة يُسهل خداعها بأي فخ، فخ الدين، أو فخ الحب، أو فخ السلع البراقة، كما يسهل على الإرهابيين استخدامها في الأعمال اللوجستية، مثل نقل الرسائل، وزرع المتفجرات. ربنا ظلمنا أنفسنا..ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا..أطعنا شياطيننا وإرهابيينا ومرشدينا فأضلونا السبيل..لن يجدي هذا الاعتذار أمام الله عز وجل يوم القيامة، ولن ينقذ هؤلاء اعتذارهم. هؤلاء الذين شغلتهم الوسيلة، ونسوا وتجاهلوا الغاية فضلوا وأضلوا، وأوردوا أنفسهم ومن أضلوهم المهالك، هذه هي المشكلة الكبرى لدى هؤلاء الذين نافقوا وادعوا التدين..هؤلاء الذين يفسدون في الأرض، ويقولون في كل مرة: إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً..وهذا حديث عن الغاية التي يتخذون لها أي وسيلة، والمنافقون هم الذين ابتدعوا مبدأ مكيافيللي «الغاية تبرر الوسيلة» قبل ظهور «المكيافيللية» بمئات السنين. التدين الحالي في أمتنا، هو تدين الوسيلة والمظهر، وليس تدين الغاية، نقاب وحجاب، وخمار، ولحية وجلباب، ولسان ينطق عبارات متدينة. الراية التي يرفعها هؤلاء راية الإسلام، وتحتها يرتكبون الجرائم النكراء، ويسفكون الدماء وينشرون الخراب - حتى رأينا النقاب الناسف واللحية المفخخة والمصحف الملغوم - وعندما يعترض أحد على الوسيلة يصورونه كأنه يعترض على الغاية. جنوب السودان.. مآس وآمال يقول جون كيري و سوزان رايس إن السلام في جنوب السودان لم يعد ترفاً، بل أضحى ضرورة ملحة في ظل مخاطر المجاعة المحدقة بالسكان هناك. كان 2011 العام الذي أبصرت فيه النور دولة جنوب السودان، وسط احتفالات بهيجة وترحيب دولي واسع ووعود سخية بتقديم المساعدة، لكن هذه الوعود مهددة اليوم إذا لم يتدارك قادة البلد الأخطاء ويظهروا قدراً أكبر من القيادة والمسؤولية، فقد انطلق العنف هناك في ديسمبر الماضي مخلفاً آلاف القتلى في صفوف الرجال والنساء والأطفال، وفاتحاً جروحاً وانقسامات عرقية مريرة. ومنذ اندلاع المعارك نزح ما لا يقل عن مليوني شخص عن منازلهم، فيما يواجه سكان مناطق أخرى من البلاد شبح المجاعة. وبالنسبة لبلد يزخر بالفرص الواعدة، مثل جنوب السودان، ويجر وراءه عقوداً من الصراع، كان للعنف والمعاناة الأخيرة تأثير مدمر، لاسيما وأن هذا العنف لم يفرض على البلد من الخارج، بل كان نتاجاً الخلافات السياسية المستحكمة بين النخب المحلية. عن تعاون المراكز البحثية يقول محمد خلفان الصوافي : يحسب لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أنه استطاع حشد العديد من مسؤولي المراكز البحثية في العالم، وأن يطرح فكرة جريئة للتعاون. أظن أن تعاون المراكز البحثية العربية في هذه الظروف المهمة من تاريخ منطقتنا يمثّل حاجة وضرورة حقيقية، لا يمكن إخضاعها لمسألة «رفاهية نقاش». لأن المخاطر تشمل المنطقة كلها، كما أنها تأخذ أشكالا متعددة، وبالتالي فإن التفكير في إيجاد الحلول لحماية المجتمعات ينبغي أن يشارك فيه الكل، طالما أن دور المراكز البحثية ووظيفتها الأساسية هي خدمة صانع القرار. وفي هذا الإطار، فإن التوصية التي خرج بها مؤتمر «المراكز البحثية ودورها في دعم السياسة العامة»، الذي نظّمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الأسبوع الماضي، حول تأسيس رابطة أو تجمع لمراكز البحوث العربية لتوحيد جهودها البحثية والعلمية لمواجهة التحديات التنموية، هو عبارة عن استقراء دقيق من الباحثين الذين شاركوا في المؤتمر، وخلاصة ما يحدث في عالم اليوم من اتجاه جديد ناجم عن «العولمة». ويقوم هذا الاتجاه العالمي على فكرة التعاون والمشاركة بين المراكز الفكرية أو ما يطلق عليه «Think Tanks» في كل أنحاء العالم في مجال البحوث والمعرفة. بل إن هذا التواصل الفكري يشمل جميع المؤسسات في العالم، مثل الأحلاف العسكرية لمواجهة الإرهاب، والتجمعات الصحية لمنع انتشار الأمراض. كل عنف سببه خلل في التواصل! يقول تركي الدخيل: الحوار نواة التسامح وحسن الظن وذهاب الريبة.. والتواصل الإنساني يحقق الأمن ويقلل خطر التنافي. لا يمكن تصوّر الأحداث العنيفة التي أنتجتْها الجماعات الأصولية الإسلامية إلا من خلال البحث في الأسباب الفكرية والأيديولوجية والمفهومية. لم نعد أمام أصولية واحدة، بل مجموعة من الأصوليات. في سبعينيات القرن الماضي درس الفيلسوف الألماني يورجن هابرماس عبر أكثر من كراسة ومخطوطة ومنهج أُسس الحل البشري من خلال الحوار، مستنداً على قيم الحوار الأولى البريئة والتي لا تعني الانتصار أو الهزيمة، ولا القوة أو الضعف أثناء الحوار؛ وتوصل إلى ما عرف لاحقاً بـ:«نظرية الفعل التواصلي»، ويترجمها البعض مثل علي حرب بـ«الحوار العمومي». يبتكر هابرماس هذا المفهوم وتلك النظرية بوصفهما مدخلا لحلول وإمكانات غير متوفرة لدى التيارات السائدة آنذاك، ليتوصل من بعد ذلك إلى أن تعميم «التواصل» هو أساس القضاء على الإرهاب. وفي حوارٍ أجرته معه مجلة (Autrement) الفرنسية (العدد 102) سنة 1988، اختصر هابرماس نظرته في «التواصلية» بقوله: «الفعل التواصلي يقوم على الربط بين خطط مختلف الفاعلين باستعمال القوة المحفزة عقلانياً، والتي تستلزمها أفعال اللغة الإنجازية. زد على ذلك أن الفعل التواصلي لا يقبل أن يعوض بممارسات من جنس آخر مهما يكن السياق. فإذا كنا نربي على سبيل المثال أبناءنا أو ندرس طلابنا، أو كنا نسعى إلى إنعاش الروابط الاجتماعية بكيفية مشتركة، فإننا لا نستطيع رفض الانخراط في هذه الممارسة التواصلية. وهذا يعني أن إجراء الإدماج الاجتماعي وتحقيق الاتصال الثقافي والتكييف الاجتماعي.. أمور لا تتم إلا استناداً للفعل التواصلي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©