الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عامر منيب.. انطفأ قبل أن يتوهج

عامر منيب.. انطفأ قبل أن يتوهج
5 ديسمبر 2011 21:05
ودع فنانو مصر السبت الماضي المطرب والممثل عامر منيب، حيث شيعوا جثمانه في نفس يوم وفاته. وقد توفي عامر بعد معاناة مع مرض سرطان القولون وأجريت له جراحة في المانيا لكن حالته لم تتحسن ودخل في غيبوبة تامة منذ رابع أيام عيد الأضحى الماضي حتى وفاته، وكان عامر يأمل بعد الجراحة ان يستأنف تصوير فيلمه «أجمد راجل في مصر» لكن حالته الصحية تدهورت بسرعة. ولد عامر محمد بديع منيب بحي الدقي في 2 سبتمبر 1963 ثم انتقل بعد الميلاد مع شقيقه الأكبر جمال وشقيقتيه الأصغر أميرة وأمينة للإقامة بفيلا جدتهم الفنانة الراحلة ماري منيب. ورغم انه كان شديد العناد والفضول في طفولته فإن جدته كانت تحبه كثيرا مع إنها كانت شديدة الحزم معه ولم تكن تتحمل غضبه، فتدعوه دائما لكي يتناول الطعام معها وكان متعلقا بها بدرجة كبيرة، فكان يسعى للذهاب معها لمسرح الريحاني الذي شهد عظمتها وتفوقها، وذات يوم ظل يبكي حتى ضعفت ولم تتحمل دموعه واصطحبته معها الى المسرح وكان دون السادسة من عمره ووقف خلف الكواليس يتابع الفنانين وتحركاتهم ورد فعل الجمهور ولم يخل الأمر من حركته الكثيرة الزائدة والعبث بالمعدات وكل شيء يراه أمامه مما جعلها ترفض اصطحابه معها مرة أخرى. فرقة الريحاني وكان عامر في السابعة من عمره حينما توفيت جدته وحضر أعضاء فرقة الريحاني لتقديم التعازي وظل بعض زملائها يداومون على الاتصال بالأسرة وزيارتها، وطلب عامر منهم وكان قد كبر بعض الشيء الذهاب معهم للمسرح ولم يترددوا في اصطحابه، فكان يقف خلف الكواليس يراقب تحركات الممثلين وتمنى أن يصبح مشهورا مثلهم وتصفق له الجماهير، ولكنه من البداية كان يعشق الغناء فكان يأخذ مكانا مستقلا به في فيلا جدته ويغني مقلدا عبدالحليم حافظ الذي كان يعشقه بشده ويحفظ كل أغانيه، إلى جانب الاستماع لكبار المطربين مثل أم كلثوم وفريد الاطرش ومحمد عبدالوهاب ومحمد فوزي. وفي الوقت ذاته كان متفوقا دراسيا وهو ما جعل أباه يتساهل معه في مزاولة هوايته في الإجازة المدرسية وأوقات الفراغ، وبعد حصوله على بكالوريوس التجارة عام 1986 بتقدير جيد جدا سأله والده عن الهدية التي يريدها فقال له: «أريد آلة عود» وأحضر له والده ما طلبه وظل العود مرافقا له في المنزل، وفي الوقت الذي أكمل فيه مشواره العلمي وأصبح معيدا بالجامعة وتلقى صدمة عنيفة برحيل والده المفاجىء في ذلك الوقت. دور الصدفة وبعد الخروج من حالة الحزن التي سيطرت عليه تلقى عقدا بالسفر إلى أستراليا للحصول على الدكتوراه والعمل بإحدى الجامعات هناك وجهز أوراق السفر والحقائب في شهر رمضان عام 1987 وكان قد اتفق مع مجموعة من أصدقائه على السهر وتناول السحور بأحد الفنادق ليودعهم قبل السفر وتصادف وجود مجموعة من كبار الفنانين في هذه السهرة وفي نفس المكان هم محمود ياسين وزوجته شهيرة ونور الشريف وزوجته وقتها بوسي بالإضافة لفاروق الفيشاوي والموسيقار حلمي بكر وآخرين وراح زملاء عامر منيب يلحون عليه لكي يغني فأدى أغنية «الفن» لمحمد عبدالوهاب ونال إعجاب الحاضرين ودعاه الفنانون للجلوس معهم واكتشفوا أنه حفيد ماري منيب وشجعه حلمي بكر بشدة وطالبه بضرورة البقاء في مصر وعدم السفر لأن هناك مستقبلا كبيرا ينتظره بشرط ان يصقل موهبته بالدراسة وعقب عودته للمنزل مزق تذكرة السفر. وفي اليوم التالي خضع بشكل كامل لدروس عاطف عبدالحميد مدرس الموسيقى الشهير بكلية التربية الموسيقية وتعلم على يديه المقامات الموسيقية وتلقى حصص سولفيج الصوت وأحضر أستاذا آخر متخصصا تعلم على يديه أصول وقواعد العزف على العود ثم قرر تعلم العزف على البيانو وبعد اجتيازه هذه الدروس وجد في نفسه القدرة على نزول ميدان العمل وكون فرقة موسيقية صغيرة تنقل بها بين الفنادق الكبرى. لون غنائي خاص ولم تكن له أغان خاصة بينما كان يقدم أشهر وأجمل أغاني عبدالحليم وحقق بها شهرة جيدة، ثم قرر ان يكون له لون غنائي خاص من خلال ألبوم يحمل صوته وأغانيه وبدأ تجهيز ألبومه الأول على نفقته ولم يكن يملك المال الذي يعينه على تنفيذ الألبوم فباع سيارته واستدان من أصدقائه لكي يتمكن من دفع أجر الموسيقيين. وحجز الاستديو وأصر على أن يتعاون مع مجموعة من كبار الشعراء والملحنين رغم أجورهم المرتفعة مثل مدحت العدل وصلاح الشرنوبي ورياض الهمشري وآخرين، واستدان من أجل طبع الألبوم وتوزيعه وصدر الألبوم عام 1990 ورغم الدعاية المحدودة فقد حقق نجاحا نسبيا دفعه للاستمرار على الساحة حيث كتب بالألبوم شهادة ميلاده الفنية فبدأت عروض شركات الإنتاج تتوالى عليه بعد أن صارت له قاعدة من جمهور الشباب، فتوالت ألبوماته الناجحة حيث أصدر نحو ثلاثة عشر ألبوما كان أنجحها «أيام وليالي» و»فاكر» وتراوحت نسب توزيعهما مابين 300 و400 ألف نسخة بينما تراوحت توزيعات بقية الألبومات الأخرى مابين 100 و150 ألف نسخة، مثلما حدث مع ألبوماته الثلاثة الاخيرة «حب عمري» موسم 2003 و«حاعيش» في موسم 2004 و«كل ثانية في عمري» موسم 2005 أعمال سينمائية ومن أنجح أغنياته التي ارتبطت بها الجماهير سواء من هذه الألبومات أو غيرها أغنيات آخرتها ايه» و«أغلى من عيني» و«الله عليك» و«أملي ومنايا» و«بغنيلك» و«حب العمر» و«حقك عليا» و«راح فين الغرام» و«قرب حبيبي» و«فاكر» و«شوق وحنين» و«لك وحدك» و«ليالي» و«ليل ونهار» و«ماخلاص» و«من عيني» و«يا قلبي» وغيرها وكان من الطبيعي ان يلتفت اليه منتجو ومخرجو السينما . كما حدث مع كل المطربين الناجحين فتم إسناد بطولة فيلم «سحر العيون» له مع حلا شيحة ونيللي كريم وعرض في موسم 2002 وحقق نجاحا طيبا حيث تجاوزت إيراداته حاجز المليوني والنصف المليون جنيه ثم جاء فيلمه الثاني «كيمو وانتيمو» مع مي عز الدين ووحيد سيف وإيناس النجار وتأليف محمد البيه واخراج حامد سعيد وعرض في موسم 2004 ثم فيلمه الأخير في العام الماضي «الغواص» مع داليا البحيري وحسن حسني إخراج فخرالدين نجيدة ولم يحقق الفيلمان الأخيران نجاحا جماهيريا يذكر، وبرر عامر منيب فشل التجربتين بالتوقيت السييء لعرضهما.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©