الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدريس علي: مهنتي تسهم في تغذية المجتمع بالكوادر المنتجة

إدريس علي: مهنتي تسهم في تغذية المجتمع بالكوادر المنتجة
5 ديسمبر 2011 21:02
لكل مهنة دورها ومتطلباتها وأهميتها في المجتمع ولا يمكن لأي مهنة أن تلغي مهنة أخرى أو تحل محلها، ولعل التنوع والاختلاف في المهن يعد ضرورة من ضرورات الحياة، وسببا أساسيا في نهضة المجتمعات وتكاملها وإتزانها. أما المهنة التي اخترناها اليوم، فهي واحدة من أرقى المهن على مستوى المؤسسات التعليمية العليا، ألا وهي مهنة عميد الكلية في الجامعة، ولنتعرف إلى هذه المهنة والمهام التي يؤديها العاملون فيها وما يلعبونه من دور مهم في خدمة المجتمع، ومن هذا المنطلق التقينا الدكتور إدريس أحمد علي، سوداني الجنسية، عميد كلية الهندسة والعلوم التطبيقية في جامعة الغرير بدبي. مشواره مهني أكاديمي ويتحدث الدكتور إدريس أحمد علي (55 سنة)، عن سبب اختياره لدراسة الهندسة في الجامعة، وعن مشواره المهني الأكاديمي، وصولا إلى مهنته الحالية، ويقول: “اخترت دراسة الهندسة الإلكترونية تخصص الاتصالات في جامعة الخرطوم في السودان، وذلك لأنني منذ كنت طالبا في المدرسة، كنت أتمتع بخيال علمي وقدرات عالية في الرياضيات، وأحب التأمل في الأجهزة، وأحاول ابتكار تقنيات شبيهة بها، ونظرا لأنني درست هذا التخصص عن رغبة فيه، فقد وفقني الله تعالى به لدرجة أنه بعد تخرجي تم تعييني مساعد تدريس في الكلية نفسها التي قامت أيضا بابتعاثي إلى بريطانيا لأتم دراسة الماجستير والدكتوراه، وهناك أكملت دراساتي العليا في الهندسة الإلكترونية، وعدت إلى جامعة الخرطوم، وعينت أستاذا مساعدا فيها، لمدة 6 سنوات، بعدها حظيت بفرصة عمل طويلة نوعا ما في السعودية، إذ تم إعارتي كأستاذ مساعد، ومن ثم أستاذ مشارك في جامعة الملك فيصل، كما قمت بزيارات أكاديمية عدة لجامعات بريطانية وألمانية وأميركية، عملت في بعضها كأستاذ زائر لفترات متفاوتة” التدريس والإدارة ويضيف إدريس: “بعدها عدت إلى جامعة الخرطوم ثانية، وتم تعييني رئيسا لقسم الهندسة الإلكترونية والكهربائية، كما عملت أيضا منسقاً “بمرتبة عميد” لبرنامج الحاسوب وتقانة المعلومات بجامعة السودان المفتوحة، وبعد خبرة إضافية قدرها 5 سنوات، تمت إعارتي إلى جامعة الغرير بدبي أستاذاً مشاركاً بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية ثم فنائباً لعميد الكلية، ومن ثم عميداً لها منذ يوليو 2009 وحتى يومنا هذا” يشير دكتور إدريس إلى وجود فروقات بين عمله في مجال التدريس والإدارة، أما مجال التدريس فهو مجال خالٍ من الأعباء الإدارية، وفيه متسع من الوقت لإجراء الأبحاث والدراسات، أما مجال الإدارة فهو مجال مرهق نفسياً وجسدياً، ويتطلب الكثير من الجهد، كما يضيق فيه المجال لإجراء البحوث الذي يعتبر الدور المكمل لمهام الأستاذ الجامعي بجانب التدريس. البيئة المناسبة ويعبر إدريس عن شدة حبه وتعلقه بالتدريس، وإصراره على ممارسته حتى وهو عميد للكلية، إذ يدرس طلبته مساقا هندسيا واحدا على الأقل في كل فصل دراسي، وذلك ليظل محتفظا بروح التدريس ومهاراته، وليشعر بسعادة العطاء الذي يبذله، إلى جانب المهام الأساسية التي يؤديها، كونه عميداً للكلية يخبرنا عنها بقوله :”أتولى الإشراف على سير العملية التعليمية في الكلية، وهذا يتطلب الإشراف علي إعداد الجداول الدراسية وتوزيع المهام على الأساتذة ومراقبة أدائهم، ومهام أكاديمية أخرى تتصل بالبرامج الأكاديمية للكلية، والإشراف على تحسينها وتطويرها، وتهيئة البيئة المناسبة لأعضاء الهيئة التدريسية ليقوموا بأدائهم على أكمل وجه، ومدهم بما يحتاجونه لعمل البحوث والدراسات، والمشاركة في المؤتمرات والندوات والدورات التي تزيد من كفاءتهم “وأشرف على جميع الأعمال والأنشطة التي تتم في الكلية خصوصا ما له علاقة مباشرة بالطلبة، فالطالب هو محور الاهتمام الأساسي لنا في الكلية والجامعة بشكل عام، حيث نقوم بتذليل كل ما يواجهه من صعاب في سبيل تحصيله الدراسي. وباختصار فإنني مسؤول مسؤولية مباشرة عن إدارة الكلية بمفهومها العام أمام رئيس الجامعة. تغذية المجتمع ووصف عميد الكلية بالأب الروحي للطلبة هو وصف يليق بالدكتور إدريس، وغيره من عمداء الكليات، وذلك لأنه يهتم بكل كبيرة وصغيرة تهم الطالب من قريب أو بعيد، حيث يتولى العميد بدوره حسب دكتور إدريس عملية حل المشاكل الأكاديمية والاجتماعية والأسرية التي تعوق دراسة الطلبة وحتى مشاكلهم المادية، في حال مجابهتهم لصعوبات مالية، وذلك عبر مخاطبة رئاسة الجامعة للنظر في مشكلة الطالب الخارجة عن إرادته وحلها، بما يضمن مصلحة الطالب أولاً وأخيراً، وعدم انقطاعه عن الدراسة. وبذكر المهام السابقة التي يقوم بها دكتور إدريس بوصفه عميدا لكلية الهندسة يتضح أهمية دوره في المؤسسة التعليمية التي هي جزء مهم من المجتمع، ويعقب على ذلك: “عميد الكلية مسؤول بشكل مباشر عن تغذية المجتمع بالكوادر الهندسية المؤهلة التي تخدم بلدها في مختلف مجالات الحياة، وذلك حسب رسالة الجامعة نحو المجتمع” وحول مدى وجود صعوبات يواجهها عميد الكلية في عمله، يبين دكتور إدريس بأنها تتمثل في كثرة الأعباء الإدارية وأعباء تجاه الجامعة ككل، مثل الارتباط بلجان على مستوى الجامعة تقوم بوضع السياسات التعليمية، وغيرها، والتي قد يتعارض وقتها مع مشاكل الطلبة والحاجة الماسة والطارئة لحلها، وهنا لا بد من مراعاة الأولويات ومحاولة التوفيق بين جميع متطلبات العمل، بحسب دكتور إدريس. مرونة ممزوجة بالحزم يجيب الدكتور إدريس عن سؤاله حول الشروط أو المتطلبات التي يجب أن تكون في عميد الكلية ليقوم بعمله بنجاح ويقول: “يجب أن يكون عميد الكلية ذا خبرة واسعة في التدريس والإدارة الأكاديمية، متمكنا في تخصصه الأصلي، ولديه إطلاع ومعرفة بالتخصصات الأخرى ذات الصلة، ويجب أن يكون لديه المقدرة على إدارة الموارد البشرية والمادية، ويمتلك فن اتخاذ القرار، ولديه صبر ومرونة ممزوجة بالحزم في معاملته لمختلف الفئات العمرية التي يتعامل معها من طلبة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وأن يكون قادراً على استيعابهم جميعاً مهماً اختلفت جنسياتهم ولغاتهم في بيئة تعليمية متجانسة”.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©