الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«النصرة» تقطع طريق دمشق - حلب وتتطلع نحو حماة

«النصرة» تقطع طريق دمشق - حلب وتتطلع نحو حماة
16 ديسمبر 2014 16:05
عواصم (وكالات) تعرضت قوات نظام بشار الأسد أمس لضربة موجعة أمس بفقدانها السيطرة على معسكري الحامدية الواقع على طريق الإمداد اللوجستي دمشق - حلب في إدلب، ووادي الضيف في محيط مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، لصالح «جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» وتنظيمين آخرين هما «جند الأقصى» و«حركة أحرار الشام». في وقت ساند وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالإجماع خطة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، لإقامة مناطق وقف إطلاق نار لا سيما في حلب شمال سوريا باعتبارها تمنح بصيصاً من الأمل لإيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ مارس 2011. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، «إن مقاتلي النصرة وجند الأقصى وأحرار الشام سيطروا على معسكر الحامدية بشكل كامل عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت باتجاه بلدتي بسيدا ومعرحطاط، وأسروا 15 عسكريا بينهم ضابط على الأقل، وذلك بعد ساعات من هجوم كاسح قادته النصرة أسفر عن السيطرة على معسكر وادي الضيف القريب وحواجز ومواقع قوات النظام داخل المعسكر ومحيطه بريف معرة النعمان، في حين نفذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 17 غارة على المنطقة، كما قصف الطيران المروحي بثلاثة براميل متفجرة المنطقة ذاتها». وذكر المرصد أن طائرة مروحية هبطت فجر أمس في منطقة معسكر الحامدية ونقلت عددا من الضباط والقادة قبل تمكن مقاتلي النصرة وأحرار الشام وجند الأقصى من استكمال سيطرتهم عليه، كما تحدث عن مقتل 31 جنديا و12 من المهاجمين في معارك وادي الضيف، لافتا إلى أن «النصرة» استخدمت خلال هجومها دبابات وأسلحة ثقيلة، بينها صواريخ «تاو» كانت قد استولت عليها الشهر الماضي من «جبهة ثوار سوريا». وأكد مصدر في «حزب الله» اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام أن المعسكر سقط في أيدي «النصرة» وكتائب أخرى بعد هجوم شارك فيه اكثر من ثلاثة آلاف مسلح. لكن «النصرة» قالت على أحد حساباتها على موقع «تويتر» «إنها الفصيل الوحيد المشترك في المعركة»، مشيرة إلى أن مقاتليها يفككون ألغاماً في المعسكر ويطاردون الجنود السوريين الذين غادروه. بينما نقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله «إن وحدات الجيش تخوض معارك عنيفة في الحامدية بعد تنفيذها إعادة انتشار في منطقة وادي الضيف». وبسيطرتها على المعسكرين ومعرة النعمان تقطع «النصرة» الطريق الأساسي اللوجستي لقوات النظام بين دمشق وحلب، وبالتالي وقف تقدمها نحو الشمال السوري من الوسط وتحديدا حماة، وذلك وفق خبراء توقعوا مزيدا من التقدم للجبهة لإخضاع إدلب بالكامل، وصولا إلى حماة جنوبا. وقال الخبير في الشؤون الإسلامية في جامعة ادنبره توماس بييريه «إن قوات النظام تحاول التقدم نحو الشمال وصولا إلى قواتها المتمركزة جنوب حلب، إلا أن خسارتها لهذين المعسكرين سيدفعها إلى التخلي عن طموحاتها هذه بالسيطرة على طريق طويل من حماة في الوسط إلى حلب شمالا. ولفت بييريه إلى أن هذه الخسارة تمثل هزيمة شخصية للعقيد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر» والذي تصفه حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي مؤيدة للنظام بانه «الجندي المفضل» لدى الأسد، بعدما تمكن الجيش بقيادته من فتح الطريق المؤدي إلى حلب قبل نحو عام. بينما قال المحلل في مركز «بروكينجز الدوحة» تشارلز ليستر «إن سقوط المعسكرين يحمل أهمية استراتيجية كبرى كونه قد يؤدي إلى تعبيد الطريق أمام هجوم كبير على إدلب وشمال حماة من قبل «النصرة» وحلفائها». وقتل 6 عناصر من «داعش» خلال اشتباكات مع القوات الكردية المدافعة عن مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا. وقال المرصد «إن مجموعتين من التنظيم نفذتا هجومين على وحدات حماية الشعب الكردية عند طريق حلب - كوباني وبالقرب من المركز الثقافي بالمدينة ما أدى لمقتل أربعة عناصر من التنظيم، بينما استهدفت الوحدات الكردية دراجة نارية في منطقة كورعلي في الريف الغربي للمدينة ما اسفر عن مقتل عنصرين آخرين. إلى ذلك، أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم أمس في بروكسل عن دعمهم خطة دي ميستورا لإقامة مناطق وقف إطلاق نار في سوريا لا سيما في حلب، بما يسمح بتوزيع المساعدات الإنسانية. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد فيديريكا موجيريني «من المهم إيجاد وسائل ملموسة لمساعدة جهود المبعوث الأممي لا سيما مشروع تجميد المعارك في حلب..انه أمر حيوي لأسباب سياسية وأمنية ومن اجل اللاجئين، والاتحاد سيبحث تقديم دعم ملموس يمكن أن يشمل المساعدة على إعادة هيئة الحكم والإدارة المحلية والخدمات الأساسية». وقال الوزراء «إن الاتحاد ملتزم بالدعم الكامل لمبادرة دي ميستورا لنزع فتيل العنف بشكل استراتيجي كأساس لعملية سياسية مستدامة على نطاق أوسع، لكنه قلق بشأن العمل العسكري المكثف من قوات النظام ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي تهدد هذه المبادرة». وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غرسيا مرغايو «إن حلب يمكن أن تكون اختبارا قبل تطبيق هذا المشروع على مناطق أخرى من سوريا». بينما قال وزير لوكسمبورج جان اسيلبورن «إن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يتم دون دعم روسيا وإيران والسعودية وفي إطار مجلس الأمن الدولي»، وأضاف «إذا أبرمت هدنة فيتعين على الاتحاد أن يكون مستعدا بالأغذية والأدوية لمساعدة سكان حلب». وقالت وزيرة خارجية السويد مارجوت والستروم »إن دي ميستورا يقدم خطة معقدة لكنها أكثر الخطط واقعية، وهناك تأييد كامل لجهوده«. وقال وزير الخارجية الدنمركي مارتن ليدجارد »إن دي ميستورا يحقق تقدما ودعا موسكو لدعم الخطة في مجلس الأمن، سنحث الروس على الاشتراك بالكامل في عملية الهدنة في حلب«. بينما أبدت بريطانيا بعض التحفظات على الخطة. كما كان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أكثر حذرا حيث قال »إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان مثل هذه الجهود ستكون ناجحة». ووافقت المفوضية الأوروبية وإيطاليا أمس على تدشين صندوق ائتمان إقليمي لسوريا بتمويل مبدئي قيمته 23 مليون يورو (29 مليون دولار) بهدف حشد المساعدة الإنسانية لأزمة اللاجئين السوريين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©