الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحصباة.. صافية لا عِوَج فيها

الحصباة.. صافية لا عِوَج فيها
22 فبراير 2017 21:29
وهب الله الأرض أكثر من مائة حجر كريم، ووهب الله البحر اللؤلؤ الذي تربع بجماله وجلس على عرش أحجار الأرض الكريمة، متفوقاً عليها بخصال الجمال والسحر الذي يفتن الحسان. لقد كان للؤلؤ سحرٌ خاصٌ جذب الناس إليه منذ أقدم العصور واستمر سحره إلى يومنا هذا. وتأتي أحسن أنواع اللؤلؤ من محار المياه المالحة بينما يكون لؤلؤ المياه العذبة أقل في القيمة والنوعية. ويتكون اللؤلؤ من نواة تتكون عليها -نتيجة دخول جسم غريب إلى المحارة- طبقات يفرزها المحار تتجمد حول النواة. وهناك أسطورة يرددها سكان الخليج عن تركيبة المحار، تقول: إن اللؤلؤ يتكون عند نزول البرد أو هطول المطر حيث يصعد المحار إلى سطح البحر ويفتح أصدافه ليلتقط واحدة من قطرات المطر، وبعد التقاطه لها يعود بسرعة إلى أعماق البحر ويبدأ بإفراز طبقات حولها مكوناً لؤلؤة جميلة. وقد تم تجسيد هذه الأسطورة في قصيدة تقول في مطلعها: أرى الإحسان في الأحرار ديناً وفي الأنذال منقصة وذماً كقَطْرِ الماء في الأصداف دراً وفي جوف الأفاعي صار سماً وقد وجد اللؤلؤ في الطبيعة بألوان عدة منها: الزهري والرصاصي والأسود والأبيض والبرونزي والبرتقالي والكحلي والأزرق (السنقباسي) والأخضر. ومن أجود أنواع اللآلئ (الحصباة) وهي لؤلؤة لا عيب فيها، لأن اللؤلؤ العادي لا يخلو من عيوب، كالاعوجاج، وعدم النقاء، وعدم الصفاء، في حين أن (الحصباة) نقية، مستوية، صافية، وتُباع بأغلى الأثمان، حيث كان سعرها يصل في ذلك العهد إلى مائة ألف (100.000) روبية هندية للحصباة الواحدة، والحصباة الواحدة تُغني الإنسان، لأنها تُباع بمبالغ كبيرة. وهناك قصة قديمة يحكيها أهلنا عن مركب غوص يعود لأهل منطقة الحمرية الذين ذهبوا للغوص فمرت بهم ظروف مناخية سيئة في عرض البحر، فاضطروا للعودة، وكان أحدهم قد علقت بلحيته صدفة محارة وحين عودته لبلدته الحمرية فتح المحارة أو نقول باللهجة الإماراتية (فلق المحارة) فوجد بها حصباة، وكانت المفاجأة، وعلى هذا يقول الشاعر: الدنيا يوم أقبلت بشعرة تنقادي ويوم أدبرت ما فادي سلاسل قطعت ومن أسماء الحصباة: (الجوّ) بتشديد الجيم و(الرفع) و(القماش). وهناك (ميازين) أي موازين خاصة، توزن بها، كما لها (مشاخل) جمع (مشخلة) للتنقية والتصفية. والطواويش، (جمع طواش) وهو تاجر اللؤلؤ، كانوا يبيعون (الحصابي، جمع حصباة) لتُجار الهند، الذين بدورهم يبيعونها لتُجار أوروبا، حيث تُصنع منها القلائد والعقود. ................................................................... * شاعر وراوية للتراث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©