مجلس عصري مستلهم من البيئة الصحراوية

دبي (الاتحاد) - تصميم مبدع ولوحة فنية رائعة استلهمت من البيئة الصحراوية العربية، تجسدها المصممة “رشيدة راجكوتوالا” في جلسة عربية تراثية، منسوجة بألوان الكثبان الرملية التي تتمتع به بيئتنا المحلية، فكل جزء منه مشغول بعناية ودقة، حتى لا تخرج من الإطار الهندسي التي حددته المصممة. هذا العمل كان نتاج رؤيتها المبدعة المستلهمة من الشعر الشعبي النبطي في تصميم غرفة المجلس العصرية، حيث يعد الشعر النبطي أكثر الأنواع الأدبية انتشارا وحضورا في شبه الجزيرة العربية، بل وأكثرها ارتباطا بالبيئة الصحراوية. وأول ما يلفت الأنظار في المجلس الذي صممته رشيدة راجكوتوالا حركته المتدفقة والانسيابية، التي تشبه تدفق بحور الشعر، إذ اختارت تصميماً دائرياً انسيابياً فيه الكثير من العفوية والتلقائية المعروفة عن الشعر النبطي. فاتخذت الجلسة شكل نصف دائرة متشبعة بالطبيعة الصحراوية في الوانها كما تتسع لعدد كبير من الضيوف فتعبر هنا عن كرم الضيافة العربية المتأصلة في حياة أهالي هذه المنطقة الذين يولون اهتماماً خاصاً بالضيوف والزوار. وقد تخللت هذه الجلسة بعض الوسائد المارونية التي أمدت المكان بالفخامة إلى جانب الراحة التي قد تضيفه هذه الوسائد على الجلسة وتكسر هدوء ورتابة البيج، وتحدها من الخلف ستارة مستمدة من أشعة الشمس الذهبية المتوهجة والتي تحتضن ذرات الرمال الناعمة وتتواصل الحركة المتدفقة، المستلهمة من الثقافة البدوية. في أنحاء غرفة المجلس التي صممتها رشيدة، حيث تعكس السجادة الكثبان الرملية بخطوطها وتفاصيلها البسيطة وتتوسط هذه القطعة فازه كبيرة وضعت فيها أغصان لأشجار مستمدة من البيئة الصحراوية، والابجورات التي وضعت بمستويات طولية مختلفة على جوانب الجلسة، فهي مستلهمة من ضوء القمر المنير. كما نجد اللوحة الفنية التي زين به جدار الجلسة، فهي بمثابة نافذة نطل من خلاله على ملامح من الطبيعة الصحراوية. كما استعانت المصممة بعناصر طبيعية أخرى مثل الحجارة والخشب والرمل في أرجاء التصميم لإبراز الجذور العربية الراسخة، فيما يبتعد التصميم عن النمطية التقليدية المبالغ به في إظهار البيئة العربية. فكل ما في هذا التصميم ينقلنا إلى حياة البداوة الملتحفة بالبساطة وجمال الطبيعة في مساحة شاسعة من الصحراء وجمالها الآسر الذي يلج من خلاله المصمم في التفكير في تاريخ هذه المنطقة وتأثير هذا الإرث والتراث الزاخر في صناعة التصميمات العصرية. فالبيئة المحلية غدت عنصر إلهام للمصممين العالميين.