عواصم (وكالات) - أحبطت القوات النظامية السورية أمس هجوما للمقاتلين المعارضين على كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب الغربي، كان المقاتلون يحاصرونها منذ أسابيع، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، واستمرت العمليات العسكرية في محافظة ريف دمشق التي تشهد بعض مناطقها قصفا ومعارك. وأسفرت أعمال العنف في عموم المدن السورية عن سقوط نحو 31 قتيلا بحسب المرصد، فيما نشر نشطاء سوريون صورا لما قالوا إنه إسقاط مروحية تابعة لقوات النظام السوري من قبل المعارضة السورية في منطقة ألبوكمال قرب الحدود السورية العراقية.
وقال المرصد في بيان إن “القوات النظامية سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في محافظة حلب بعد محاولة مقاتلين من كتائب عدة (معارضة) اقتحامها أمس”، موضحا أن هذه القوات سيطرت أيضا على محيط الكتيبة.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المقاتلين الذين كانوا يحاولون اقتحام الكتيبة تقدموا إلى تلة حيث انفجرت بهم الألغام التي كانت القوات النظامية زرعتها، بينما كانت هذه القوات في الوقت نفسه تقصفهم بالطيران الحربي. وقال إن 25 مقاتلاً معارضاً قتلوا في العملية التي استمرت حتى ما بعد منتصف الليل، وتمكن المرصد من توثيق ستة منهم سحبهم المقاتلون المنسحبون معهم.
وأورد المرصد معلومات مفادها أن جثث بعض الشهداء لا تزال في المكان الذي حصلت فيه العملية. وكانت مجموعات مقاتلة معارضة استولت قبل أيام على مقر الفوج 46 القريب من كتيبة الشيخ سليمان في ريف حلب.
وقصف الطيران الحربي أمس أيضا محيط بلدة منبج في ريف حلب، مما تسبب بمقتل خمسة مقاتلين. وفي محافظة إدلب (شمال غرب) وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط حاجز الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان التي تعرضت أمس أيضا لقصف بالطائرات الحربية، بحسب المرصد.
واستولى المقاتلون المعارضون على معرة النعمان في التاسع من أكتوبر، وتمكنوا نتيجة ذلك من إعاقة إمدادات القوات النظامية في اتجاه مدينة حلب التي تشهد معارك ضارية منذ أشهر. وتحاول القوات النظامية استعادة السيطرة على المدينة.
ووقعت اشتباكات أيضا في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاول المسلحون المعارضون منذ الاستيلاء على معرة النعمان التقدم نحوه، فيما شمل القصف بالطيران مناطق أخرى في إدلب. وأفاد المرصد عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في “انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية للقوات النظامية على طريق إدلب المسطومة”.
وفي ريف دمشق تواصل القوات النظامية محاولاتها للسيطرة على معاقل المقاتلين المعارضين في مناطق عدة، تحاول منذ أيام اقتحام مدينة داريا. وقال المرصد إن الاشتباكات مستمرة في محيط المدينة، مشيرا إلى قصف على بساتينها وحرستا وجسرين في الريف الدمشقي بالطائرات الحربية، وقصف مدفعي على الزبداني والسيدة زينب قرب دمشق.
وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى تزامن القصف على السيدة زينب “مع انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات”. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها عن مصدر مسؤول أن وحدات من الجيش السوري “قضت على عشرات الإرهابيين في عملية نوعية نفذتها أمس ضد تجمعاتهم في بساتين داريا الشرقية بريف دمشق”.
وقال المصدر إن “وحدة من قواتنا المسلحة ألحقت خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين الذين سقطوا بين قتيل ومصاب”. وأضاف أن القوات المسلحة “حررت العشرات من الأهالي غالبيتهم من الأطفال والنساء المحاصرين في بساتين داريا والذين خطفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة لجعلهم دروعا يمارسون من خلفها الإجرام والإرهاب حيث تم نقلهم إلى أماكن آمنة”.
وأشارت الوكالة إلى العثور في بساتين داريا “على معمل لتصنيع العبوات الناسفة ونفق لتخزين الأسلحة والذخيرة”.
وقتل شخص وأصيب آخرون بجروح في سقوط قذيفة على حي أبو رمانة الراقي شمال شرق دمشق، بحسب المرصد وصحيفة سورية أمس. وذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر صباحا أن “قذيفة هاون سقطت مساء بالقرب من حديقة المدفع في حي أبو رمانة بدمشق مما أدى الى سقوط ضحايا”.
ويضم حي أبو رمانة مقار عدد من السفارات في العاصمة السورية وهو قريب من مكاتب القصر الرئاسي، وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها الحي للقصف. وتجدد القصف صباح أمس على أحياء دمشق الجنوبية ومصدره القوات النظامية بحسب المرصد الذي أشار إلى سقوط قذائف عدة ليلاً على حي جوبر (شرق).
من جهة ثانية ذكر المرصد أن عبوة ناسفة انفجرت أمس في مخيم اليرموك في جنوب دمشق مما أدى إلى إصابة رجل بجروح، مشيرا إلى مقتل رجل آخر برصاص قناص في المخيم.
وقتل 31 شخصا أمس في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب حصيلة أولية للمرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في كل أنحاء البلاد وعلى مصادر طبية.
إلى ذلك نشر نشطاء سوريون أمس صورا لما قالوا إنه إسقاط مروحية تابعة لقوات النظام السوري من قبل عناصر من المعارضة السورية في منطقة ألبوكمال. وذكر الناشطون أن مقاتلين تابعين لـ”جبهة النصرة” الإسلامية أسقطوا المروحية وأسروا طاقمها.
عدد اليوم
