«أصداء رقمية» يتحدى مفهوم الإعاقة بالصور

برنامج أصداء رقمية الذي أطلقته جمعية النهضة النسائية بدبي متمثلة بمركز حور للفتيات، حظي بمشاركة بعض مراكز المعاقين في الدولة، حيث تم حصد نتائج البرنامج في أجواء احتفالية خاصة، من خلال معرض يضم إبداعات المشاركين من المعاقين، الذين اجتازوا الدورة بنجاح وبرهنت أعمالهم على أنهم قادرون على التميز والعطاء، فالبهجة والفرحة التي اعتلت وجوههم في هذه اللحظة التي كرموا فيها، والتي منحتهم الثقة بقدرتهم على تقديم ما عجز عن تقديمه بعض الأسوياء، وكان الانطباع جدا مؤثرا على الحضور الذين اعتلت وجوههم الدهشة وهم ينتقلون في المعرض، ويشاهدون أعمالا متميزة ومختلفة باستخدام فنيات التصوير الاحترافي. إلى ذلك، يقول الفنان خميس الزعابي، معد ومنفذ برنامج أصداء رقمية «هذا المعرض يضم في طياته 40 عملا مصورا متميزا من حيث اللقطات وفكرة إخراج العمل، وهي تنم عن النظرة الفنية التي وقفت خلف عدسة الكاميرا وأظهرت هذا العمل بكل فن وإبداع ودقة لم تخل من المضمون، فكل لوحة من هذه اللوحات تجسد روح المعاق وشخصيته وما يدور في ذهنه من أفكار، هذا ما يمكن أن يستشعره أي فنان متذوق عند مشاهدة هذه الأعمال». ويضيف «في بداية طرح فكرة البرنامج كان ينتابني نوع من الخوف والقلق في كيفية تجاوب المعاقين مع دروس وتعليمات التصوير، إلا أن هذا الإحساس سرعان ما تلاشى مع لحظة تعاطيهم السريع مع الدروس وتطبيقاتهم الدقيقة لفنيات التصوير، ومع بدء ظهور الأعمال التي قدمت بنظرة إبداعية احترافية، وهذا الانطباع منحني المزيد من الثقة بأنني استطعت أن أسس كوادر من المعاقين مصورين قادرين على أن يستخدموا لغة التصوير في التعبير عن واقعهم ومحاكاة القضايا من حولهم، ليجدوا في هذا المجال ذاتهم وينشروا به آراءهم وأفكارهم فالصورة دائما هي الأصدق في نقل الحقيقة». ويتابع «هذه التجربة برهنت للآخرين أن المعاقين كوادر وطاقات لا يمكن الاستهانة بها وتعطيلها، وأتمنى أن تكون هناك رعاية من قبل مراكز المعاقين لهؤلاء الفئة من خلال تشجيعهم على تنظيم بعض المعارض حتى لا يجد المعاق أعماله مكبلة مقيدة لا تجد منصة لتقف عليها، ولا حتى كلمة أطراء قد تدفع به إلى المزيد من الإبداع»، مضيفا أن أولياء الأمور تقع عليهم المسؤولية الجمة في الأخذ بأيديهم ومنحهم المزيد من الثقة التي تخفف عنهم عبء الإعاقة. من جهتها، تقول فاطمة الزرعوني، مديرة مركز حور للفتيات «البرنامج طرح دعماً وتعزيزاً لرسالة ذوي الإعاقة، والبرنامج يعد الأول من نوعه ويضم بين دفتيه مجموعة من المبدعين والمبدعات تحدوا الصعاب وقهروا المستحيل في هذا البرنامج المبدع». وتشير إلى أن تنظيم هذه الفعالية يعد إسهاما رائدا لتنمية القدرات الفكرية والذهنية والإبداعية لدى ذوي الإعاقة في مجال التصوير الفوتوغرافي والتصميم الجرافيكي؛ كما تعد خطوة مهمة لتعزيز ودعم هذه الفئة، إلى جانب تنمية روح العمل الجماعي ذلك أن المعاق طاقة مبدعة ينبغي الحرص عليها. وتضيف «نحن سعداء بهذا التعاون مع العديد من المؤسسات الإنسانية والخيرية والتي تضامنت وتعاونت لإخراج هذا البرنامج بصورته الناجحة. وعلى هامش المعرض قدم طلاب مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة بدبي فقرة إبداعية أكدوا فيها أن المعاقين طاقة مبدعة وعزيمة قوية تتحدى الصعاب، وكان للتراث نصيب في احتفالات الجمعية بختام أصداء رقمية حيث قدمت كوكبة من مدرسة فاطمة الزهراء للتعليم الأساسي باقة تراثية كما تم تكريم المشاركين في نجاح برنامج أصداء رقمية.