إذا كنت مدخناً، فلن تسعدك بالتأكيد السطور القادمة، لاسيما إن كنت تفكر في زيارة أميركا الشمالية قريباً.
فالعديد من الفنادق هناك باتت تمضي حالياً بجدية على طريق حظر التدخين بداخلها بشكل كاملٍ، سواء في صورته التقليدية أو حتى في شكل استخدام سجائر إلكترونية.
المفاجأة أن بعض المسؤولين عن إدارات الفنادق في الولايات المتحدة وكندا كشفوا عن أن المدخنين أنفسهم، باتوا يطلبون الإقامة في الغرف المخصصة لمن لا يمارسون هذه العادة المضرة بالصحة، وهو ما يشكل تطوراً مُرحباً به من جانب تلك الفنادق، التي تتكبد تكاليف إضافية جراء الإبقاء على «غرف مخصصة للمدخنين» أو «غرف للتدخين» بداخل مبانيها.
فإدارات الفنادق، التي توجد فيها مثل هذه الغرف، تضطر إلى تخصيص ميزانيات كبيرة لتنظيفها وصيانتها، بما يشمل تكاليف إحلال وتبديل قطع الأثاث التي قد تتلف جراء الدخان المنبعث من السجائر، أو بفعل الحروق التي ربما تنجم عن ترك لفافات التبغ سهواً في أماكن غير تلك المخصصة لها.
بجانب ذلك، يمنح المسؤولون عن إدارة تلك الفنادق أجوراً إضافية للعاملين فيها من أجل تنظيف غرف التدخين والغرف المخصصة للمدخنين. كما تستلزم عمليات التنظيف هذه، استخدام مواد كيمياوية بعينها ومرشحات متخصصة لتنقية الهواء من آثار دخان السجائر.
بالإضافة إلى كل ذلك، قد تتكبد الفنادق -في بعض الأحيان- خسائر لا يُستهان بها إثر اضطرارها إلى إغلاق بعض الغرف التي تُخصص للمدخنين، ريثما تكتمل عمليات صيانتها وتجديدها، وهو ما يقلل من طاقتها الاستيعابية.
وقد أعلنت سلسلة فنادق مشهورة مؤخراً أن نحو 1800 من الفنادق الصغيرة والأجنحة الفندقية المملوكة لها في الولايات المتحدة وكندا، سيُحظر فيها التدخين بشكل كامل، اعتباراً من العام الجاري.
وقال الرئيس التنفيذي للسلسلة إنه لم يعد هناك من يريد «غرف التدخين» الآن في الفنادق.
وأضاف، في تصريحات لصحيفة «يو إس آيه توداي» الأميركية، أن تخصيص هذه الغرف ارتبط بـ«مدرسة عتيقة» في التفكير، لم تعد سائدةً أو مقنعةً الآن، حتى للمدخنين أنفسهم.
وتسير سلسلة الفنادق تلك، في ذلك، على درب سلاسل أخرى تملك عدداً كبيراً من الفنادق والمنتجعات في أميركا الشمالية. كما جاء الإعلان الأخير من جانب هذه السلسلة في وقت تستعد فيه مجموعتان فندقيتان لتبني سياسة حظر التدخين بدورهما.
ومن المقرر أن تُطبق هذه السياسة لا على الغرف المغلقة فحسب، وإنما ستمتد كذلك إلى مناطق أخرى في الفنادق مثل الردهات الرئيسية، التي تُعرف الواحدة منها باسم «اللوبي».
ويرى متخصصون في قطاع السياحة والسفر أن هذه الخطوات تتماشى مع متطلبات جيلٍ جديد من المسافرين، يحرص على مراعاة المعايير الصحية خلال التجوال والإقامة في الفنادق والنُزل.
أما من لا يستطيعون مفارقة السيجارة ولو لقليلٍ من الوقت، فستخصص لهم الفنادق الملتزمة بسياسة حظر التدخين في الولايات المتحدة وكندا، أماكن خارج مبانيها للقيام بذلك.
عدد اليوم
