الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهاد اسبيته: نوفر برنامجاً تدريبياً بالمجان لقيادة السيارات في الظروف الجوية الخطيرة

جهاد اسبيته: نوفر برنامجاً تدريبياً بالمجان لقيادة السيارات في الظروف الجوية الخطيرة
31 يناير 2011 19:28
تحدى الضباب والغبار والمطر،” برنامج جديد لقيادة السيارات في الظروف الجوية الخطيرة، سيتحول إلى حملة سنوية تطلقه اليوم شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات في أبوظبي. يوفّر البرنامج مجاناً لكل راغب من حملة رخص القيادة في “تطوير مهارات القيادة”، ويطرح فكرة الحرص على تجديد مهارات قيادة السيارة حتى لو كان السائق قد قضى العديد من السنوات وهو يقود سيارة، تساؤلات مختلفة حول البرنامج أجاب عنها الدكتور جهاد اسبيته المدير العام للشركة. أمية درغام (أبوظبي) - البرنامج لا يشكّل جديداً في عالم التدريب النظري والعملي على قيادة السيارات، يؤكد الدكتور جهاد اسبيته على ذلك ويضيف: إنه من حيث المبدأ “مزيد من التركيز على مهارات محدّدة تتعلّق بالقيادة في ظروف معيّنة تقلّل من نسبة تركيز سائق السيارة لاهتمامه بأمور سمعية وحسية وبصرية تفرضها هذه الظروف، وهي القيادة في الضباب والغبار والمطر”. ويشرح الدكتور اسبيته “في شهر فبراير من كل عام تختلف أحوال الطقس ويصبح هناك ما يسمّى بالمعوقات لقيادة السيارة، منها المعوّقات البصرية بفعل المطر أو الضباب (قد لا تتجاوز الرؤية الواضحة الخمسة أمتار أحياناً) والسمعية (صوت المطر) والحسية (الشعور بالبرد فتشغيل التدفئة ومن ثم الشعور بالحرّ)، وهذه المعوقات تشغل الحواس عن التنبّه لعملية القيادة والحادث يجري في أقل من ثانية، والتدريب يعزّز مهارات وينبّه إلى أمور محدّدة في هذه الظروف. وفي العادة ينصح سائق السيارة في حال استحالة السواقة أن يقف إلى جانب الطريق ولكن عند الحاجة القصوى ثمة ما يمكن تعليمه والتوعية عليه والتدريب عليه، وأعتقد من منظاري وأقول ذلك في كل حفل تسليم شهادات للمدرّبين الذين ننجز لهم دورات تدريبية “كلّما رأينا أو سمعنا عن حادث، فكروا أنه ربما نحن من مسببيه”. ويشرح “إذا ما زادت نسبة المعوقات الثلاثة التي ذكرتها أي السمعية والبصرية والحسية عن حدّها وليس بالوسع التعامل معها، فالأفضل أن نتوقف ونتحمّل مسؤوليتنا ومسؤولية الآخرين المشاركين في استخدام الطرقات. ثقة مفرطة بالمهارات ويشير إلى الذين يغالون بتقدير أسلوبهم في سواقة السيارة، فيعتبرون أنهم سائقون ممتازون ولا يحتاجون إلى أي تدريب، لذا “أقدّر الذين بدأوا الاتصال للتدرّب ولم نكن قد أطلقنا الحملة بشكل مكثّف (الأربعاء الماضي) فقد وصلنا 50 اتصالاً للتدرّب، كما اتصلوا بنا من شركة تكاسي، ما جعلنا مستعدّين لتمديد الدورة. عن فترة التدريب يقول الدكتور جهاد: خصّصنا في فبراير الفترة الممتدة من الساعة 7 صباحاً لغاية الساعة الحادية عشرة ليلاً ما عدا يوم الجمعة، إذ ندرّب الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر حتى الساعة الخامسة عصراً ومن الساعة السادسة مساء حتى الساعة الثامنة مساء، وذلك لغاية اليوم الأخير من فبراير. وهناك تدريب إضافي لسائقي التاكسيات من منتصف الليل حتى الساعة السادسة فجراً”. أدوات التدريب يؤكد اسبيته أن البرنامج ليس جديداً من حيث المبدأ، ولكنّه يوفّر من أجل التدريب لجهتيه النظرية والعملية، أدوات استقدمت خصيصاً لتوفير الأجواء الملائمة للظروف المقترحة. خمس سيارات من سيارات الشركة ركنت في صفّ وتبدو عادية من الخارج، ولا يدرك التغيير فيها إلا من يدخلها وينظر أمامه مباشرة في الزجاج الأمامي ليجد أن الزجاج يوفر ظروف الرؤية الواقعية التي نواجهها في الضباب، وهي رؤية غير واضحة، وفي هذا الحال يبادر السائق مثلاً إلى الاعتقاد بأن تشغيل المساحات سيكون الحلّ لإبعاد هذه الضبابية على الزجاج وأحيانا قد يعتقد أن مسح الزجاج من الداخل هو الحلّ، وكلّها ردود أفعال طبيعية ولكن لا حلول معها للقيادة في الضباب. ثمة طرق وأساليب تتعلق بالسرعة والإضاءة والتنبّه والوعي من خلال إكساب السائق مهارات تدخل في نظامه في القيادة، فقد يفوت سائق السيارة حركة واحدة أو استخفاف بشأن واحد فيتعرض لحادث ويعرض سواه أيضاً للخطر. يتابع الدكتور جهاد: في إحدى قاعات الشركة، أحد عشر جهاز محاكاة بحيث كل جهاز يحتوي على مقعد السائق والمقود وكل ما يحتاجه في القيادة من تبديل الغيار إلى ضغط دواسة البنزين والمكابح، وأمام عينيه ثلاث شاشات. برامج محاكاة استقدم برنامج محاكاة ألماني معتمد عالمياً ويحتوي على 31 سيناريو تشمل كل الظروف المحيطة بالسائق وسيارته في الطرقات والتي تحتاج إلى تدريب خاص لتفادي التضرّر أو إحداث ضرر للآخرين. وتوفر أجهزة المحاكاة التي طوّعت سيناريوهاتها بشكل يتلاءم مع أجواء الإمارات وطبيعة طرقاتها التي تم تصويرها بشكل يشعر فيه السائق بأنها ليست ببعيدة أبداً عن تصاميم الطرقات التي يستخدمها يومياً في الإمارات، وتشير الأجهزة وتحذر المتدرب على الأخطاء التي يرتكبها، من الإبقاء على سرعته نفسها وعدم التخفيف في مواجهة الضباب والمطر كما يقيس نسبة الوقت الذي احتاجه السائق للقيام بردّة الفعل الصحيحة في هذه الظروف. تطوع الموظفين توفر الشركة كل هذه التسهيلات من أجل البرنامج مجاناً طيلة شهر فبراير، يومياً بما فيها يوم الجمعة، لأنه الشهر الذي تكثر فيه عوامل الطقس التي تضع السائقين من مستخدمي الطرقات في أوضاع قد تفقدهم سيطرتهم في القيادة، بالإضافة إلى ذلك، يعبّر الدكتور سبيته عن اعتزازه بالمدرّبين والموظفين في الشركة والذين توجّه إليهم بالبرنامج في البداية قبل قرار اطلاقه وتطبيقه، ليتقدّم متطوعاً من يرغب بالمساعدة مجاناً، وكانت المفاجأة أن نحو 60 متدرباً بنسبة ثلثي المدرّبين و20 موظفاً تطوّعوا للبرنامج. يذكر أن المدرّبين في الشركة يغطون التدريب للمتعلّمين بخمس لغات هي العربية والإنجليزية والفيليبينية والباكستانية والهندية، كما أن هناك التدريب الشفهي والامتحان الشفهي للأمّيين. وعن البرنامج، فكل شخص يتدرّب ليومين ويقيّم نفسه عبر نتائج مشاركته في برنامج المحاكاة والتدريبات العملية في قيادة السيارة في الضباب، وهذا ليس بامتحان بقدر ما هو معرفة نقاط الضعف لديه ليعمل على تحسين أدائه. هاجس منع الحوادث يقول اسبيته “في هذه المهنة أو العالم - وأنا اختصاصي علم النفس- أمضيت 20 عاماً إلى درجة أن الموضوع يسكنني فآتي يومياً إلى المكتب متخوفاً أن يخبرني أحد أن موظف تعرّض في طريقه لحادث. هذا الأمر يخيفني فعلاً، وكلّما فتحت الصحيفة لأرى خبراً عن حادث فيه قتلى وجرحى يلحّ عليّ السؤال “ماذا بوسعي أن أقوم به؟”، ويضيف “قد لفتت انتباهي الموافقة التي حصلنا عليها مباشرة من مجلس إدارة الشركة والمعنيين على البرنامج الذي نقدّمه للناس وفي بالنا وبال المعنيين المسؤولين في الدولة أنه لو ساهم هذا البرنامج التدريبي بإنقاذ حياة شخص واحد فسيكون كافياً”. ويشير إلى أن هذا ما يهمّ القيادة في أبوظبي (يجدر التذكير بأن شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات هي شركة مساهمة وليست حكومية، مع العلم أن لحكومة أبوظبي نسبة فيها). أهمية إنقاذ إنسان من ضمن أهداف الشركة في برنامجها الذي يعتبره الدكتور اسبيته مسؤولية اجتماعية مشجعاً جمعيات النفع العام والمجتمع المدني على الاهتمام بموضوع القيادة والتطوع من أجل التوعية للمخاطر والتوجه للشباب وتوعيتهم في هذا الخصوص، أن يصار إلى اعتماده برنامجا مجانيا سنويا، ولأنها المرة الأولى التي يستحدث فيها برنامج من هذا النوع لقيادة السيارات، فسوف تقوم الشركة بإجراء تقييم وتحليل للمعلومات التي ستتوفر عند تنفيذ البرنامج لتقييم البرنامج ككلّ من قبل المشاركين والمدرّبين وردّة فعل المجتمع على هذا النوع من البرامج، معتبراً أن الأهمّ هو النوعية وليس الكمّية، مكرراً أهمية إنقاذ شخص واحد على اعتبار أن مهارة معيّنة تتجدّد لدى السائق أو يتعلّمها للمرة الأولى قد تكون المساهمة في عملية الإنقاذ هذه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©