الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان... هل يعود أمراء الحرب؟

22 نوفمبر 2012
حفيظ الله جاردش كابل أخذ أمراء الحرب الذين خاضوا حرباً أهلية دموية خلال التسعينيات في أفغانستان يتحدثون اليوم عن عودة ممكنة، الأمر الذي أثار قلق العديد من الأفغان. وكان أحد أمراء الحرب السابقين، محمد إسماعيل خان، وزير الطاقة والمياه الحالي الذي شغل من قبل منصب حاكم إقليم هيرات، أثار تخوفات البعض من خلال اقتراحه إصلاح الميليشيات حتى تسد هذه الأخيرة الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الدولية في 2014. ويذكر أن مجموعات “المجاهدين” التي حاربت السوفييت في الثمانينيات وحاربت بعضها البعض في أوائل التسعينيات توارت عن الأنظار منذ 2001 تحت مبادرات مدعومة من الأمم المتحدة لنزع الأسلحة. ورغم تشكيل الجيش الوطني الأفغاني، فإن إسماعيل خان يقول إنه ينبغي إعادة تشكيل الميليشيات القديمة حتى تكون وسيلة حماية ضد المتمردين بعد 2014، مشيراً إلى أنه ناقش الفكرة مع كرزاي، إضافة إلى قادة سابقين للمجاهدين. وقال “خان” في هذا الإطار: “لقد تحدثتُ بإسهاب مع الرئيس، الذي كان هو نفسه عضواً في المجاهدين. ونحن نعمل حالياً على تسجيل الأسماء، ووضع أجندة لتشكيلة جهادية على الصعيد الوطني”. وقال أيضاً: “كما تحدثت مع قادة جهاديين من مختلف الأقاليم”، مضيفاً “إننا نرغب في تأسيس مجلس عام لمجاهدي أفغانستان قريباً جداً، وذلك من أجل مستقبل بلدنا ومن أجل الحفاظ على النظام الإسلامي”. غير أن فكرة إعادة تشكيل ميليشيات مسلحة، يبدو أنها تلغي ما بذلته الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف من جهود طيلة عقد من الزمن من أجل بناء حكومة مركزية وجيش وطني. وفي خطاب ألقاه في أكتوبر الماضي، لم يُخفِ إسماعيل خان امتعاضه من هذه الجهود، حيث قال عن جهود تجريد الميليشيات من أسلحتها: “لقد جمعوا مدافعنا ودباباتنا وكوموها في مكان مثل الزبالة”، مضيفاً “وبدلاً منها جلبوا فتيات ألمانيات، وفرنسيات، وهولنديات، وفتيات مسلحات أميركيات. وجلبوا جنوداً أوروبيين بيضاً وجنوداً أفارقة سوداً، واعتقدوا أنهم يستطيعون ضمان الأمن هنا، ولكنهم لم يستطيعوا ذلك”. ورغم أن فصائل المجاهدين عُرفت بالقتال فيما بينها، فإن مخطط إسماعيل خان حظي بتأييد في بعض الأوساط. وفي هذا السياق، قال غلام محمد ماسون، أحد حلفاء خان القدامى: “نظراً لأن الناس يعبِّرون عن بعض الخوف والتوجس بشأن انسحاب القوات الأجنبية بعد 1914، فقد قرر إسماعيل خان أن يقول لهم إنه يقف إلى جانبهم”، مضيفاً “أما بالنسبة لقوات المجاهدين التي حُلت باسم “نزع السلاح وإعادة الإدماج”، فقد تقرر أن يتم تسجيل أسمائها واستنفارها، وذلك حتى تستطيع مساعدة الجيش والشرطة الوطنيين إذا ما اقتضى الأمر ذلك”. ومن جانبه، شدد قاضي نظير أحمد حنفي، وهو قائد ميليشيا سابق في هيرات والعضو في البرلمان الأفغاني حالياً، على أن تصريحات إسماعيل خان أسيء تأويلها، وأن لا نية له في تشكيل قوة عسكرية خاصة به، إذ قال: “إن هدف إسماعيل خان هو جعل المجاهدين ينخرطون في النظام السياسي والعسكري للحكومة من أجل توفير وضع أمني أفضل عندما تنسحب القوات الأجنبية”. غير أن هذه التطمينات لم تساعد في تبديد مخاوف من مازالوا يتذكرون الحرب الأهلية الدموية في التسعينيات، وهي الحرب التي قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، ودمر فيها القصف وإطلاق النار العشوائي أجزاء واسعة من كابول، وعنفت فيها الميليشيات شبه العسكرية الخارجة عن القانون السكان ونهبت الممتلكات. وعندما جاءت “طالبان” إلى كابول في عام 1996، رُحب بها باعتبارها قوة لا بد منها من أجل الاستقرار والنظام. وفي هذا السياق، يقول محمد حسن، وهو موظف حكومي: “لا أعرف على من سيعلن إسماعيل خان الجهاد.. ربما على دولتنا المضطهدة”، مضيفاً “لدي طلب لإسماعيل خان وأصدقائه الجهاديين: إن أكبر خدمة يمكن أن يسدوها لنا هي الإحجام عن إيذائنا وإيذاء بلدنا”. وفي الأثناء، نددت الغرفة العليا للبرلمان بمقترح إسماعيل خان باعتباره غير قانوني. وفي هذا السياق، قال أجمل سهيل، زعيم الحزب الليبرالي الأفغاني: “إن أي تشكيلة عسكرية من خارج مؤسسات الدولة تعتبر غير شرعية وضد المصلحة الوطنية”، مضيفاً “أن هذه الخطوة التي أقدم عليها إسماعيل خان ستزيد من إضعاف ثقة الشعب في الحكومة الأفغانية والقوات المسلحة. بل إنها تخدم العدو”. وقال سهيل إن زعماء الميليشيات حريصون على استمرار قدرتهم على ممارسة السلطة رغم بعض الاتهامات لهم بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب. وقال في هذا الصدد: “إنهم يقومون بهذا من أجل الدفاع عن أنفسهم. إنه رد استباقي على التطبيق (الممكن) للعدالة الانتقالية في هذا البلد، أو محاكمات في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”. هذا في حين يعتقد آخرون أن إسماعيل خان إنما يحاول التموضع من أجل لعب دور كبير في أفغانستان جديدة قد تظهر بعد 2014. فمع ما يروج من حديث عن إمكانية تقسيم أفغانستان إلى ثماني مناطق إدارية، يقول المحلل السياسي وحيد موجدا إن إسماعيل خان ربما يناور من أجل تأمين المنطقة الغربية التي كان يسيطر عليها من قبل. ينشر بترتيب خاص مع خدمة “إم. سي. تي. إنترناشيونال”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©