الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المشهد العام المقبل.. مزيد من التعقيد وعولمة الاقتصاد

المشهد العام المقبل.. مزيد من التعقيد وعولمة الاقتصاد
15 ديسمبر 2014 00:40
محمود خليل (دبي) تباينت الرؤى حول مستقبل العالم العربي في العام 2015 خلال الجلسة الختامية للمنتدى العربي الاستراتيجي، إذ أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري الأسبق ان المشهد السياسي في المنطقة مقبل على المزيد من التعقيد وخصوصا في سوريا والعراق وليبيا، وسعي تركيا وايران الى الهيمنة على المنطقة العربية، معتبرا ان الوضع العربي يحتاج الى قيام الجامعة العربية ضمن ائتلاف عربي مكون من الإمارات والسعودية ومصر والأردن للعب بدور يتصدى لما يحيق في المنطقة العربية من مخاطر، فيما رأى غسان سلامة الوزير اللبناني الأسبق وبروفيسور العلاقات الدولية، ان العام المقبل سيشهد تراجعا لحدة النزاعات علاوة على ان المنطقة ستكون مقبلة على المزيد من عولمة الاقتصاد ومزيد من اقلمة السياسة في ظل تحفظ الدول الكبرى عن القيام بدورها النمطي في المنطقة ، منوها بأن السنوات الماضية شهدت دورا اماراتيا سعوديا في المنطقة اكبر من الدور الأميركي في العديد من قضايا المنطقة. واعتبر غسان سلامة توقعاته بتراجع حدة النزاعات في المنطقة يعود لبلوغ النفط أسعار معتدلة بما سيفضي الى انخفاض انفاق عدد كبير من الدول جزءاً من فائضها على تلك النزاعات، بما فيها انفاق مختلف الأطراف على الازمة السورية بما في ذلك الدعم الخارجي لداعش. أحداث وأوضح ان العام المقبل سيشهد أحداثا وتواريخ سياسية هامة كالاتفاق السياسي على النووي الايراني الذي قد يشهده شهر مارس المقبل وكذلك وضع خريطة طريق لتنفيذ هذا الاتفاق في يونيو المقبل وكذلك الانتخابات البرلمانية في كل من تركيا واسرائيل، علاوة على امكانية عقد اجتماع بين الفرقاء السوريين في موسكو. واعرب عن اعتقاده بأن امكانية الاتفاق على النووي الايراني اكبر بكثير من احتمال الصدام، معربا عن تصورات لديه بأن هذا سينجم عنه تعاظم الدور الإيراني في المنطقة وخصوصا في سوريا والعراق واليمن ولبنان ويجب ان يؤخذ هذا في عين الاعتبار. وقال ان اهمية الانتخابات البرلمانية التركية المقبلة تكمن في محاولات اردوغان تحويل النظام السياسي التركي الى نظام رئاسي عوضا عن النظام البرلماني القائم حاليا في تركيا معربا عن توقعاته ان اردوغان سيواجه صعوبة في مسعاه لتغير شكل النظام السياسي التركي. واستبعد ان تنتهي دورة عدم الاستقرار في المنطقة في العام المقبل معربا عن تقديرات له بأن ما سمي الربيع العربي وبعد اربع سنوات عليه سيدخل في مسارب مختلفة. وقال: ان من يعتقد اننا نشهد ولادة وانتشاراً لنظام اسلامي في كل مكان تجاهل ان منطقتنا خلال 50 سنة كانت فسيفساء من كل الألوان والأطياف وهكذا ستكون دائماً. وخلص سلامة إلى ان التطورات السياسية في المنطقة خلال العام 2015 ستكون مرتبطة بـ 3 امور اولها الحسابات السياسية: حيث أثبتت السنوات الماضية ان عددا من زعماء المنطقة اخطأوا في حساباتهم، والقدرات، حيث ستتأثر القدرات المالية بسبب الانخفاض في أسعار النفط، واخيرا بالإرادة حيث إن القدرات وحدها لا تكفي ويجب أن تترافق مع قرارات وارادة لتوظيفها. صعوبات من جانبه قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الأسبق ان استقراء وضع المنطقة في «عام 2015 سيكون صعبا للغاية وذلك لأن المجتمع العربي والدول الإقليمية في حالة عجز عن معرفة ما يجري، معتبرا ان العام 2014 هو الأب الروحي للعام المقبل بما لا يدفع للقول ان الوضع سيتغير بشكل إيجابي مأمول. ولفت الى بعض الحقائق التي يمكن من خلالها النظر إلى وضع المنطقة في العام المقبل ومنها، ان سوريا والعراق في وضع بالغ الصعوبة والتعقيد، وليبيا على حافة الهاوية، واليمن على شفا الانقسام، والحقيقة الثانية أنه توجد موجة هائلة من المتأسلمين يكتسحون المنطقة بأيديولوجيات متطرفة من شاكلة الإخوان وداعش والنصرة والقاعدة وأن هذه الموجة لن تنتهي في 2015 بل هي موجة متصاعدة في بداياتها نتيجة لظروف ومكونات في المجتمع العربي والمسلم وغرابة الأمر يكمن في أنها متنازعة فيما بينها وستبقى متنازعة». وأوضح انه من ضمن علامات تعقد المشهد السياسي في المنطقة نظرة كل من تركيا وايران للعالم العربي وكأنه منطقة خالية من الثقافة والحضارة والتأثير وأنه امتداد طبيعي لدولهم وحق مكتسب ومشروع لامتداد مشاريعهم الخاصة كالمقولة التي انتشرت مؤخراً بأن إيران تطل على البحر المتوسط الآن، وأن تركيا وبمنتهى الاستغراب تتحدث عن أنها سوف تمضي باتجاه تنفيذ سياساتها في المنطقة وأتصور بأن هذه الدعاوى من البلدين ستبقيان في 2015، خصوصاً عند تأكد تركيا بأنها فشلت تماما على صعيد السياسة الخارجية – الاتحاد الأوروبي – ووسط آسيا مما سيشكل حافزاً إضافياً لمزيد من التدخل الإقليمي في دول الجوار». وقال ان الوضع العربي يحتاج الى قيام الجامعة العربية ضمن ائتلاف عربي مكون من الإمارات والسعودية ومصر والأردن للعب بدور يتصدى لما يحيق في المنطقة العربية من مخاطر. اتفاق وبين ان ايران قريبة من الوصول الى اتفاق مع الغرب حول ملفها النووي بما سيمنحها نفوذا ستخرج من خلاله خارج حدودها وكأنها حققت ما لا يمكن تحقيقه، ولو فشل الحوار فإيران ستحاول ايران أيضاً فرض الهيمنة على المنطقة تحت ذريعة التصدي للعالم الغربي»، مشيرا الى ان ايران انفقت 40 مليار دولار على برنامجها النووي. ورأى وزير خارجية مصر الأسبق في سياق حديثه حول الملفات الدولية وجود مؤشرات واضحة على عودة ملامح الحرب الباردة بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة بسبب أوكرانيا، وإن روسيا تحاول تأكيد مجموعة من المواقف اليوم، وسنرى غداً إن كانت أوكرانيا في مقابل سوريا. أما فيما يخص القضية الفلسطينية كقضية أساسية للعالمين العربي والإسلامي سنرى بأنه لن يكون فيها أي حراك بغض النظر عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. وعن الدور الإقليمي لبعض الدول الخليجية في جهود تمكين القيادة المصرية قال أبو الغيط: ان العام القادم سيشهد امتدادا للعام الجاري حول السياسة الإقليمية الفاعلة لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ووضوح رؤية لديهما للمصالح المشتركة وخصوصاً مع مصر، إن تأثيرها سيكون مطلوبا جداً على صعيد دعم القيادة المصرية، وأتصور أن الدولة المصرية انتصرت والشعب المصري انتصر والقوات المسلحة انتصرت ويبقى معرفة توقيت انتهاء الحرب الدائرة على الإرهاب والسؤال: متى سيتحقق الاستقرار الكامل للانطلاق من جديد؟». واكد ان الأولوية في مصر تتمثل بضمان الأمن والاستقرار تأمين المجتمع والدولة المصرية واطلاق الاقتصاد المصري مرة اخرى لأن ذلك سيؤدي الى توفير فرص عمل تسهم في امتصاص محاولات المتأسلمين الثوريين من نشر الفوضى داخل المجتمع المصري، علاوة على ان تعزيز الأمن في مصر سيسمح بقدوم استثمارات اجنبية وتنشيط القطاع السياحي. ولفت الى ان خريطة الطريق في مصر سيتم تنفيذها في الربع الأول من العام المقبل بما يخلق افقا واضحة لعودة مصر للعب دور قوي وكذلك الأمن في مصر سيسمح بقدوم استثمارات وتنشيط القطاع السياحي. توقعات قال وزير خارجية مصر الأسبق: «توابع ما جرى في مصر سيبقى لعدة سنوات، والعراق سيستمر في الحرب ضد داعش مع تقدم ولكن يجب أن نحذر من عدم إيلام سنة العراق لأنهم لو استشعروا الانحياز في طريقة التعاطي مع مشكلة داعش مع سواها فإن ذلك سيؤدي إلى مشكلة متفاقمة، كما يجب عدم السماح للمتأسلمين بأن يصوروا الوضع اليوم وكأنه حرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين، وبالنسبة لسوريا سوف تبقى هكذا بالذات مع عودة داعش إليها في حال هزيمتهم في العراق مما يدفع إلى ضرورة البحث عن حل سياسي لسوريا وهو أمر مطلوب ولكني لا أعتقد بأنه سيحدث في 2015 إلا لو تم تعديل الاستراتيجية الخاصة بالتعاطي مع الملف السوري، وأخيراً ليبيا التي أرى بأن وضعها لن يتغير إلى الأفضل إلا لو تم استعادة سيطرة وهيبة الدولة الليبية، ودون تدخل دولي خارجي لا اعتقد بأن هناك أفقاً للحل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©