الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوج بلا عيوب

14 ديسمبر 2014 23:35
ساءتني كلمة لفظتها زميلة في الثلاثينيات من عمرها مهتمة بوجودها واقعة تحت تخدير أنانيتها، متجاهلة ثلاثة أطفال لم يسهموا يوما في اختيارها أما أو في اختيار زوجها أباً، متناسية أنها ليست ذات كمال إلهي بل هي إنسانة تشوبها العيوب وتقترف الذنوب شأنها في ذلك شأن زوجها الذي تقول عنه «تعبت منه ومن مشاكله وعصبيته شو حادني أعذب عمري وأضيع شبابي أخير لي أتطلق وأخذ ريال هادئ وطيب شراتي». لا أدري أي هاجس جزم لتلك الأم بأنها سترتبط بمن لا سوء يخالط محاسنه ولا عيب يشوه جمالياته «من ذا الذي ترضي سجاياه كلها كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه» وإن كانت ستنجح في اختيار الهادئ من الرجال كما تدعي هل تضمن عدم الابتلاء برجل بارد غير مبال بضرورات الحياة ؟ وإن شكت حب زوجها لأهله ومبالغته في بر أمه ما ضمانها في الارتباط برجل قاس لا يقيم لعلاقته بها ولا بغيرها وزناً؟ ومن تشكو غيرة زوجها وخوفه الزائد عليها، فماذا لو تزوجت ممن لا يرى بها ما يستحق الغيرة؟ مخاطر لا تعيها الزوجة عند إصدارها لقرار الطلاق الذي بات مكفولاً لها، ولا أخطر من الارتباط بزوج ليس أبا للأطفال المرتبطين بأمهم، فإما أن يشكلوا حاجزاً دائماً بينها وبين زوجها الآخر يعجز الزوجان عن خرقه أو الالتقاء عبره وإما أن تتخلى عن أطفالها لتسلمهم إلى أبيهم الذي يجهل عن تفاصيلهم اليومية ماتجهله هي عن أيامهم المقبلة ومصيرهم المظلم في يد زوجة أب أو خادمة، حينها فقط وبعد مضي الأوان ستكتشف بطلتنا هروبها من حياة طبيعية لا تخلو من بعض المشاكل إلى حياة شقية مشاكلها لا تهدأ ولا تنام. وليس الرجل عن هذه الورطة ببعيد إذا ماقرر التخلي عن أم أولاده لمرارة استيعاب عيوبها، بيد أن خيار التعدد قد يعين الرجل في الحفاظ على أم أولاده رغم ارتباطه بأخرى، ولن يضيع أولاده بعد شروق شمس الحقيقة، فجميع بنات حواء ذوات عيوب تماما كما هم أولاد آدم. نوره علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©