الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات لها دور كبير في نشر التسامح الديني بالعالم

الإمارات لها دور كبير في نشر التسامح الديني بالعالم
14 ديسمبر 2014 01:28
أبوظبي (الاتحاد) أكد مشاركون في مؤتمر «الأديان تعمل معا لمواجهة التطرف والعنف»، أهمية دور دولة الإمارات العربية المتحدة في نشر قيم التسامح الديني والسلام وبذل جهود حثيثة في حفظ الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومختلف بقاع العالم. جاء ذلك على هامش الاجتماع، الذي عقد على مدار يومين في فندق سانت ريجيس أبوظبي واختتم فعالياته مساء أمس، وناقشت جلسات المؤتمر تحديات التطرف الديني العنيف من وجهة نظر المؤسسات الدولية والمنظور الديني، علاوة على تحديد التحديات التي تؤدي إلى التطرف الديني. وأعرب نيافة الكاردينال جون أونايايكين رئيس أساقفة أبوجا - نيجيريا، المشارك في الاجتماع في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، عن فخره بوجوده في مثل هذا الحدث المهم، الذي تحتاج إليه المجتمعات في مختلف بقاع الأرض لا سيما في المناطق التي تشهد توترات وعنفاً دينياً. وقال: إنني في غاية السعادة للمشاركة في مثل هذا المؤتمر والالتقاء بعلماء الدين من مختلف الأديان، وإنما هذا يعكس بعد نظر القيادة في دولة الإمارات، وعمق الرؤية في ضرورة نشر حالة التسامح والسلم. وأضاف: المؤتمر خطوة عظيمة، وأشكر الله على توفيقه لي بالوجود والحضور والمشاركة في مناقشات الاجتماعات، وتعد فرصة أيضاً للتحاور مع الطوائف المسيحية الأخرى غير الكاثوليكية، علاوة على الالتقاء بعلماء مسلمين أجلّاء مثل فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه. وأشار إلى أن الاجتماع يكتسب أهمية خاصة، وذلك للتعاون بين ممثلي كل من منظمة أديان من أجل السلام ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، حيث إن المناقشات باتت أكثر عمقاً وواقعية، ووضعنا أيدينا على العديد من المشكلات التي تسبب العنف الديني والتطرف والطائفية. ولفت إلى أن الاجتماع أسفر عن تقدم حقيقي، ووضع خطة عمل من أجل السلام والعمل المشترك ومحاربة التطرف الديني العنيف، علاوة على أن اللقاءات خلقت قنوات تواصل بين رجالات الدين والطوائف بين الأديان نفسها، ما يعد أمراً رائعاً ويخلق مساحة للحوار الجاد البناء. وقال: إن هذه الخطوة لم تكن لتتخذ من قبل، وبالنسبة لي فإنني أجد أنها فرصة عظيمة للتحاور ونشر قيم السلم والتسامح، ووجدت تعاوناً من جميع المشاركين، ما أدى إلى خلق روح من التفاؤل بالمستقبل من خلال نشر هذه القيم بين الشباب الذي يمثل أساس البناء والتقدم. وأضاف أن الجميع مسؤولون عن نشر قيم التسامح، وذلك لأن كل إنسان في موقعه الكاتب في الصحف والمواقع الإخبارية والشيخ في المسجد والقس في الكنيسة والمعلم في المدارس، كل عليه دور مهم لترسيخ مفاهيم السلام من أجل عيش مشترك وآمن لكل إنسان دون النظر لدينه أو عرقه أو لونه. وأشار إلى أنه يثق في أن الرسالة ستصل آجلاً أو عاجلاً إلى أصحاب الفكر المتطرف والعنيف مثل أفراد «داعش» و«بوكو حرام»، لافتاً إلى أنهم يوماً ما سيعترفون بأنهم على خطأ، وهذا ما يجب عمله بجدٍ وإخلاص، وهو توصيل قيم التسامح والاعتدال والسلام بين المجتمعات كافة. نشر التسامح وعن دور دولة الإمارات في نشر قيم التسامح الديني، قال الكاردينال جون أونايايكي: «إنني أرى أن الإمارات تنظم فعاليات عالمية بارزة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي، وتبذل جهوداً في جمع الأقطاب من الشرق والغرب للحديث والحوار، وتنفق على دعم السلم والسلام والأمن، وعلى الجانب الآخر نرى أطرافاً تنفق مليارات على تمويل الجماعات المسلحة والتدمير والعنف.. أعتقد أن الفرق جلي وواضح بين من يرأب الصدع ومن يشعل النار». وأضاف أن ما تقدمه الإمارات إنما هو انعكاس لمجتمعها المتطور الفريد من نوعه، الذي يضم أعراقاً وأدياناً مختلفة، والدليل على ذلك أن القيادة في الدولة تخصص أراضي لبناء كنسية تستوعب المسيحيين لأداء صلواتهم وتراتيلهم، وهذا واقع يعكس مدى سماحة هذه الأرض. واختتم حديثه عن أن التعاون يحقق تقدماً، والنجاح سيأتي يوماً على يد الأجيال القادمة، داعياً الجميع إلى الوقوف جنباً إلى جنب ومواجهة التطرف والعنف الديني والطائفي، داعياً المؤسسات الدينية إلى القيام بدورها الأساسي، وهو توصيل الرسالة الصحيحة والهدف السامي للأديان وحقيقة شعائرها، ومواجهة أي فكر متطرف من خلال التعليم والثقافة. الأديان والسلام وعن أهمية الاجتماع، تحدث الدكتور ويليام فندلي الأمين العام لمنظمة «أديان من أجل السلام» إلى «الاتحاد» قائلاً: «إن العالم يضم العديد من التقاليد والشعائر الدينية المختلفة، ولا بد من التركيز في المجتمعات على أن الأديان هي طريق إلى السلام، وأن الفئة التي يجب التركيز عليها هي الشباب». وأضاف أن الشباب هم مستقبل المجتمعات، وإذا أردنا تغييراً حقيقياً في الفكر، فعلينا التركيز على الشباب والفتيات من الأعمار الصغيرة واليافعين إلى من هم في متوسط العمر، وذلك بهدف ترسيخ مفاهيم التعايش السلمي، ونزع أي فكر متطرف بين فئات الشباب. وأشار إلى أن الشباب هم ثروة للمجتمعات لا يمكن تقييمها بثمن، وإن الإيمان بقدرات الشباب وأهمية دورهم ووجودهم في المجتمعات وضرورة جعل الشباب أكثر ديناميكة وابتكاراً، وبذلك يكمن الاعتماد على هذه الفئة في تحقيق السلام المنشود في مختلف المجتمعات. وقال: إن العالم مترابط، ولا يمكنك العيش بمفردك في عزلة، وإن بقاءك وبقائي مرتبطين، حيث إن الجميع إخوة في الإنسانية، ولا بد من ترسيخ هذه المفاهيم التي تحد من العنف والتطرف، ووضع قاعدة من أفكار التسامح، والبناء عليها من خلال الاعتماد على الشباب الذي يمثل مستقبل المجتمعات. وأضاف أنه لا بد من بناء التضامن المبني على الثقة بين المجتمعات الإيمان، بضرورة الحوار والعيش في عالم متعدد الأديان ومتعدد الأعراق، ويمثل في النهاية نتيجة رائعة للجميع وهذا أن الإنسانية لا تقوم إلا بالتراحم والتعايش السلمي. وأشار إلى أن منظمة «أديان من أجل السلام» تعمل على أن تتعاون الطوائف الدينية في العالم بفعالية من أجل السلام، وذلك منذ تأسيسها، وهي ملتزمة بقيادة جهود لدفع التعاون بين الأديان على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية. ولفت إلى أن مهمة «أديان من أجل السلام» هي العمل المشترك بين الطوائف الدينية في العالم من أجل السلام، والتعاون بين الفئات متعددة الأديان، ويذهب هذا التعاون إلى ما بعد الحوار، ويحمل الفائدة في إجراءات ملموسة من التعاون المشترك من الاهتمامات الأخلاقية الراسخة والمشتركة على نطاق واسع مثل تحويل الصراع العنيف إلى حوار بناء، وتعزيز مجتمعات عادلة ومتناغمة، ودفع التنمية البشرية وحماية الأرض. الشباب أكد الدكتور ويليام فندلي الأمين العام لمنظمة «أديان من أجل السلام» ضرورة إشراك الشباب والفتيات بمختلف أعمارهم في الحوار بين الأديان، وذلك لأن التطور في المجتمعات ونشر فكر التسامح والسلام لن يتم بعدم وجود الشباب. وقال: إن المؤسسات الدينية عليها دور لا يمكن إغفاله إلا أن هذا الدور يمكن أن يتعاظم إذا تم إشراك الشباب في عملية الحوار بين الأديان وتعزيز قيم التسامح والعيش السلمي في مختلف المجتمعات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©