سعيد ياسين(القاهرة)
ظلت الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية وأفلام التحريك حبيسة جدران ضيقة لسنوات طويلة، حيث اقتصر الاهتمام بها على صناع السينما والمهتمين بهذا النوع من الأعمال، وبمرور الوقت استحدثت بعض المهرجانات السينمائية أقساماً ومسابقات لهذه الأفلام، ولكن بقيت متابعتها قاصرة على صناعها. ورغم أن هذه القضية كانت تؤرق بعض المهتمين بهذه الأفلام، إلا أن المبادرة الفعلية جاءت من الناقد مجدي الطيب الذي ترجم إعجابه، وأقنع مسؤولي التلفزيون المصري بقيمة هذه الأفلام، وحصل على موافقتهم على تقديم برنامج أسبوعي يحمل عنوان «اتفرج يا سلام» من إعداده وإخراج عبدالسلام جنيدي، ويبث في الثامنة والنصف مساء الاثنين من كل أسبوع على القناة الثانية الأرضية والفضائية في مصر.
ويتناول إنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام التي أنتجها المعهد العالي للسينما الذي تتولى عمادته الدكتورة غادة جبارة التي ساهمت بترشيح الأعمال للبرنامج، لتكريس الثقة في أهدافه وتوجهه، وأصبح البرنامج بمرور الوقت شاهداً على أفكار ورؤى ومواهب تطمئن على مستقبل صناعة السينما المصرية، وتدعو إلى التفاؤل بمستقبلها، وينفرد البرنامج بعرض النسخ الكاملة للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية والتحريك المنتجة في السنوات الأخيرة، ويلقي الضوء على مضامينها، ومناقشة مخرجيها في حضور أحد نقاد السينما البارزين، وخلال حلقات البرنامج عرضت العديد من الأفلام التي تناولت مواضيع مختلفة، ومنها «حاضر عن المتهم» من تأليف وإخراج علاء إسماعيل، ويحكي أزمة رجل دين عاش حياته يتبع تعاليم دينه، ويؤمن بسماحته المطلقة، وفجأة استيقظ على فئة تاجرت بالدين، وشوهت صورته وصورة دعاته فكان عليه أن يدافع عن الدين، ولو بقلبه، و«صوت المرأة ثورة» لحسن عيسى، ويرصد النضال السياسي للمرأة المصرية منذ ثورة 1919 إلى اليوم، وكفاحها ضد المفاهيم المغلوطة التي تريد العودة بالمرأة لعصر الحريم، من خلال رصد مواقف محددة في حياة المحامية منى ذوالفقار، والسفيرة إيناس مكاوي، والحقوقية لوجين عمران، والمناضلة شاهندة مقلد، والناشطة السياسية نيفين عبود وأمل المهندس، و«أكسير الحياة» لعريان سيدهم.
![]() |
|
|
|
![]() |