الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دموع بطل

دموع بطل
9 مارس 2008 02:50
عندما يصل فريق كبير الى نهائي بطولة كبرى مثل دوري الأبطال الأوروبي ثم يحصل على هذه البطولة في نسختها الأخيرة بجدارة واستحقاق، فمن المؤكد أن يصاب نجومه ومدربه وجماهيره أيضاً بخيبة أمل شديدة وإحباط بالغ لو حدث وخرج هذا الفريق مبكراً من هذه البطولة التي يحمل لقبها، وعجز عن تخطي دور الـ16 بها·· بل مؤكد أيضاً أن تتساقط الدموع حزناً وتأثراً على حدوث ذلك ولاسيما إذا كانت الخسارة على ملعب هذا الفريق وبين جماهيره الغفيرة· هكذا كان حال فريق ميلان الإيطالي بطل أوروبا المتوج وجهازه الفني بقيادة كارلو أنشيلوتي ونجومه الكبار ومالديني وكاكا وبيرلو ونيستا وإنزاجي وأمبروزيني وجيلاردينو وباتو وجاتوزو وغيرهم بعد خروجهم الحزين على يد فريق انجليزي جدد شبابه ويقوده مدير فني كبير هو الفرنسي أرسين فينجر، ويلقبونه في انجلترا بفريق ''المدفعجية'' وهو أرسنال· لقد خرج نجوم ميلان من الملعب بعد الهزيمة والدموع تكاد تقفز من عيونهم وهم لا يصدقون ما حدث، لدرجة أن كارلو أنشيلوتي المدير الفني للفريق اعترف بأنه فوجئ بقوة الفريق الإنجليزي ونجاحه في الضغط على فريقه في منتصف الملعب، بل والأكثر من ذلك أنه تنبأ لمدفعجية أرسنال ببلوغ المباراة النهائية لهذه البطولة الأوروبية لما يملكه لاعبوه من مهارات وإمكانيات عالية· كانت دموع حاملي اللقب الميلانيين غزيرة لأن أكثر المتشائمين في إيطاليا ما كان يتوقع هذه النتيجة القاسية لفريق عريق مثل إيه· سي· ميلان وأين؟ على أرضه في ستاد سانتياجو برنابيو في سان سيرو، ليس بهدف وإنما بهدفين جميلين وملعوبين أحدهما من تسديدة لا تصد ولا ترد من نجم خط وسط أرسنال الإسباني سيسك فابريجاس، والثاني من جملة رائعة اختتمها المهاجم التوجولي إيمانويل آديبايور داخل الشباك· تجاهل الدوري الإيطالي الدموع كانت غزيرة ومستمرة أيضاً حتى الآن لسبب آخر مهم جداً وهو أن فريق ميلان كان يلقي بكل ثقله وتركيزه على بطولة دوري الأبطال الأوروبي، ولم تكن بطولة الدوري الإيطالي تشغلهم كثيراً، والدليل أنهم كانوا بعيدين عن المنافسة على القمة منذ بداية الدوري وأفضل مركز تقدموا إليه هو المركز الخامس بعد الانتر وروما ويوفنتوس وفيورنتينا، ونتائج ميلان في الدوري الإيطالي تؤكد أنه كان يأتي في المرتبة الثانية من تفكيرهم وربما مرتبة أبعد من ذلك، وإلا ما معنى أن يتعادل ميلان في عشر مباريات ويخسر في خمس مباريات من 26 مباراة لعبها في الدوري؟ ولعل هذا ما دفع المدرب أنشيلوتي الى أن يعيد النظر في سياسته الخاطئة ويقول في تصريح لصحيفة ''ليكيب'': ''الآن ليس أمامي سوى هدف واحد هو أن أحصل على مركز من المراكز الأربعة الأولى في الدوري حتى يمكنني العودة مرة أخرى الى دوري الأبطال في الموسم القادم·· وسنبذل ما في وسعنا لتحقيق هذا الهدف''· ولأن إيه· سي· ميلان كان طوال السنوات الأخيرة يسير سيراً حسناً في بطولة دوري الأبطال الأوروبي، فإنه لم يكن يتعامل بجدية كبيرة مع هدف إحراز بطولة الدوري الإيطالي على اعتبار أن هناك أربعة فرق من إيطاليا تضمن اللعب في هذه البطولة الأوروبية، وميلان أحد هذه الفرق· وبإحصائية رقمية نجد أن ميلان على امتداد خمس سنوات لم يحصل على بطولة الدوري الإيطالي سوى مرة واحدة عام 2004 في مقابل لقبين بدوري أبطال أوروبا ولقبين آخرين في كأس سوبر أوروبا (2003 و2007) وبطولة كأس العالم للأندية (2007) هذا بخلاف وصوله الى نهائي دوري الأبطال الأوروبي عام 2005 وخروجه على يد فريق ليفربول الإنجليزي أيضاً· والحقيقة أن الخبرة الأوروبية الكبيرة للاعبي ميلان وجهازهم الفني لم تسعفهم في مباراتهم مع أرسنال الإنجليزي، وبدا وكأنهم قد فوجئوا بقوة المدفعجية الإنجليز، رغم أن أرسين فينجر المدير الفني للأرسنال كان قد صرح قبل المباراة بقوله إنه لا يخاف الميلانيين وسيهزمهم على أرضهم وأنه سيلعب أمامهم مهاجماً، لأنه سبق وأن حقق نجاحات كثيرة على الملاعب الإيطالية·· وصدق الرجل وفاز، لأن لاعبيه فعلوا ما يجيدون صنعه وهو الهجوم، ولأنه احترم منافسه وعمل له ألف حساب·· وفي المقابل لم يحترم فريق ميلان ومدربه بالقدر الكافي فريق الأرسنال ومدربه العبقري فينجر فكانت الهزيمة والخروج من البطولة·· وكانت الدموع الغزيرة·· دموع حامل اللقب! نقلاً عن ليكيب
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©