تراثنا الحضاري والثقافي والإنساني هو غني عن التعريف، لأنه يسكن أعماقنا، وهو هويتنا الحقيقية التي نعتز بها عبر الزمان والمكان. فالتراث بكافة مكوناته وأشكاله يمثـل الهوية الوطنية لنا جميعاً. الاهتمام بالتراث يشكل أهمية كبرى في حياتنا، ويأخذ هذا الاهتمام أشكالاً متعددة، ومن هذه الأشكال إقامة المهرجانات السنوية التي تُـعنى به. ومن تلك المهرجانات الناجحة التي لقيت اهتماماً كبيراً، وصدى واسعاً على كافة المستويات (مهرجان الشيخ زايد التراثي) والذي يحظى بدعم قوي من الجهات المعنية. وأنا من عشاق التراث، ومن متابعي مهرجاناته، وبخاصة مهرجان الشيخ زايد التراثي، والذي نحتفل به سنوياً، من خلال أنشطته المتنوعة والتي تلقى إقبالاً كبيراً من كافة فئات المجتمع. هذا المهرجان أخذ الصبغة العالمية، من خلال الحضور العالمي المتنوع، سواءً بالمشاركة في الأنشطة، أو من خلال الحضور للاستمتاع. التنوع في الأنشطة ساهم في إنجاح هذا المهرجان، والذي يمثـل أصالة التراث بقيمه الجمالية والتي لها الأثر الكبير في قلوبنا. هذا النجاح يأتي من خلال الجهود الكبيرة التي تبذل من كافة الجهات المشاركة بالمهرجان، فلكل الجهات والأفراد الشكر والتقدير على تلك الجهود.
أكثر وأهم متابعاتي لأنشطة المهرجان، كانت عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأكثر ما شدني هي التغطية التلفزيونية المباشرة والجميلة عبر مؤسسة قنوات «أبوظبي للإعلام»، من خلال برامج مباشرة تقدمها كوادر وطنية لها بصماتها الجميلة، المشوقة التي تجذب المشاهد إلى المتابعة، للاستفادة مما يُـقدم فيها. إن الأسلوب الجميل والممتع الذي يتبعه المذيعون في تقديمهم لهذه البرامج، قد ساهم بشكل كبير، في إثراء هذه البرامج الهادفة، التي تسعى إلى ترسيخ قيم التراث ومعانيه الجميلة. فقد استمتعنا واستفدنا، من تلك الحوارات القيمة مع ضيوف البرامج، كما كان للمسابقات دور كبير في الإثراء المعرفي والتعريف بتجليات التراث. فكم أسعدنا ويسعدنا أن نرى هذه الكوادر وهي تؤدي مهمتها بكل ثقة، وروح عالية، من النشاط والحيوية. همسة قصيرة: تراثـنا هويتنا، فلنحافظ عليه بشتى الوسائل.
عدد اليوم
