الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أحمد الحداد: دعاء والدتي ودعم زوجتي من أسباب نجاحي

أحمد الحداد: دعاء والدتي ودعم زوجتي من أسباب نجاحي
20 مارس 2016 22:15
هناء الحمادي (أبوظبي) العميد الدكتور أحمد جمعة يوسف الحداد، يعد أول باحث على مستوى الإمارات والعالم ينال درجة الدكتوراه عبر إعداد دراسة أكاديمية علمية متخصصة في مجال العلوم الجنائية، تخصص فحص الخطوط والتوقيعات باللغة العربية لغرض البحث الجنائي. يعمل في صمت كخبير فحص مستندات داخل مكتبه وأمام أجهزته المختلفة والمتنوعة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ينهمك بالتفكير حين يتعامل مع المستندات بحذر ودقة، يبحث وراء الحقيقة، ويتعقب كشف التزوير للوصول إلى الحقيقة وتقديم الأدلة والبراهين للعدالة لمواجهتهم بالحقيقة القاطعة غير القابلة للشك أو التضليل. علوم فحص المستندات الحداد خريج جامعة لنكولن البريطانية بالمملكة المتحدة في علوم فحص المستندات، استطاع خلال سنوات عمله أن يمارس العمل الفني بناء على الخبرات المتراكمة لديه، فكان يبحث عن ما هو جديد لتحسينه وتطويره، من خلال تقديم ابتكار وحل جديد، ووفق طرق حديثة في مجال الخطوط والتوقيعات، فضلاً عن حبه مواجهة التحديات والصعوبات، وإثبات قيم السبق والتميز والتفوق لمواطني الدولة في المجالات العلمية الحديثة، فقد أنجز الآلاف من القضايا التي وردت من المحاكم والنيابات، والتي كان لها الدور الكبير في حل قضايا الناس وإرجاع الحق لأصحابه، وكشف غموض قضايا مهمة كبيرة باستخدام الطرق الحديثة. بالإضافة إلى عمله في الكشف عن التزوير، تميز الحداد بتقديم محاضرات لجهات مختلفة في مجال العلوم الجنائية، فمنذ حصوله على الدكتوراه يحرص أن تكون النتائج التي يتوصل إليها صحيحة مائة بالمائة، وذات صدقية عالية، كما أسهم في نشر الوعي وزيادة الحس الأمني لموظفي الجهات الحكومية والخاصة للوقاية من جريمة تزوير المستندات، وذلك من خلال إلقاء محاضرات توعوية، والمشاركة في ورش عمل عدة في فعاليات مختلفة، كما شارك في تقديم المشورة الفنية والعلمية للجهات الحكومية والخاصة لتأمين الإصدارات الخاصة بها وحمايتها من عملية التزوير. البحث عن التميز رحلة البحث عن التميز في مجاله لم تثنه من مواصلة تعليمه خارج الدولة، في مجال فحص التزوير عبر الخطوط والتوقيعات، فمنذ البداية وضع لنفسه هدفاً محدداً بتقديم دراسة أكاديمية علمية متخصصة في مجال العلوم الجنائية، ويقول عن رحلة دراسته «كان لي شرف الحصول على بعثة دراسية في عام 2003 لدراسة الدكتوراه في مجال العلوم الجنائية في جامعة لنكولن في المملكة المتحدة من قبل القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وبحكم عملي كخبير في مجال فحص المستندات، وتحديداً في مجال فحص الخطوط والتوقيعات، رغبتُ في الدراسة في المجال ذاته، بهدف البحث عن ما هو جديد في هذا المجال، فضلاً عن كون المشكلة الكبيرة التي تواجه خبراء الخطوط والتوقيعات في مختلف دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والدول العربية، هي أن النتائج المتعلقة بقضايا تزوير الخطوط والتوقيعات تعتمد وبشكل كبير ورئيس على الرأي الشخصي للخبير الذي اكتسبه من خلال الخبرة الميدانية الطويلة من عمله في مجال فحص تزييف وتزوير المستندات، فهي غير مبنية على أدلة علمية إيجابية قابلة للقياس». معترفاً بأن الطرق التقليدية التي تعتمد وبشكل رئيس على الرأي الشخصي للخبير أصبحت غير مقبولة ولا يعتمد عليها، خاصة من قبل الجهات القضائية في المحاكم الأجنبية، حيث نرى الجهات القضائية، خاصة في أميركا والمملكة المتحدة تحديداً، تعمل على تطوير طرق فحص التوقيعات لتصبح أكثر دقة وصدقية ومبنية على أسس علمية. أساليب التزوير تقديم الجديد في فحص التوقعات بالطرق الحديثة، دفع الحداد إلى أن يكشف 12 ألف توقيع بالطريقة الحديثة لمجموعة من الذكور والإناث، وعن ذلك يقول «تم استخدام المنهج التحليلي التطبيقي الذي يركز على القياسات ودراسة الأبعاد والجزئيات للجرات الكتابية للتأكد من صحة التوقيعات، ومدى تطابقها مع الأصل ومعرفة أساليب التزوير، وفقاً لمنهج علمي متطور، وذلك من خلال اعتبار التوقيع بمثابة صورة تتكون من مختلف الملامح والأوجه والمميزات والمتغيرات، والتي يمكن قياسها ووضع رموز لها، وفقاً لخطط تصنيف محددة». ويضيف «اعتمدت في الدراسة على مجموعة كبيرة من التوقيعات، بلغ عددها 12000 توقيع، تم جمعها من مائة وثمانية وثمانين (188) شخصاً من الذكور والإناث، وتم اعتماد معايير عدة قابلة للقياس في التوقيعات، مثل عرض التوقيع وارتفاعه وعدد جراته والميل والانحدار والمسافات البينية بين الجرات، واستغرقت الدراسة خمس سنوات من البحث والتحليل وإجراء التجارب». وكانت النتيجة كما أشار لها الحداد، أنه ومن خلال الدراسة والإحصائيات والنتائج المستمدة منها، تم التوصل إلى فوارق واختلافات مهمة في التوقيعات، من خلال استخدام طرق تحليلية قابلة للقياس لم يكن لها وجود في السابق، وتقديم أدلة مادية للجهات القضائية تعتمد على الموضوعية والدقة والصدقية. كما أكدت الدراسة أيضاً، أن هذه الطريقة ذات التقنية الموضوعية الحديثة، قد أظهرت إمكانية تطبيقها على الخطوط اليدوية والتوقيعات الأجنبية كبداية لمراحل دراسات حديثة مستقبلية. سر نجاحي نجاح أحمد الحداد وتفوقه في تخصصه وتميزه كأول إماراتي على مستوى الإمارات والعالم ينال درجة الدكتوراه بتقديم دراسة أكاديمية علمية متخصصة في مجال العلوم الجنائية، كان بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، ثم دعاء والدته التي كانت المشجع الأول لغربته التي استمرت 5 سنوات خارج الدولة. ويضيف «رضا الوالدة ودعاؤها الدائم، هو سر نجاحي، حيث استطعت تحقيق حلم كان يشغل تفكيري طوال عملي في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وبفضل بركاتها حصلت ووصلت إلى ما أنا عليه. أيضاً رفيقة الدرب وأم أبنائي «زوجتي» لم تبخل علي بدعمها وتشجعيها المستمر، كما تخلت عن عملها من أجل أن تكون المساند والداعم الأول لي خلال سنوات الغربة». إنجازات في سطور - حصد جائزة راشد للتفوق العلمي في الدورة الرابعة والعشرين عام 2012. - الحصول على المركز الرابع في جائزة وزير الداخلية للبحث العلمي عام 2013. - نشر دراستين علميتين بأشهر المجلات العلمية المحكمة الأميركية بعنوان «الطرق الحديثة المستخدمة في فحص التوقيعات العربية» عام 2009. -إعداد البروتوكولات والوثائق للعمل الفني في مجال فحص المستندات، والتي تم اعتمادها من قبل هيئة المواصفات والاعتماد البريطانية (UKAS)، واستخدمت كأساس لحصول قسم فحص المستندات على الاعتراف الدولي عام 2009. ابتكار فريد حصول أول طالب إماراتي على درجة الدكتوراه في مجال فحص التوقيعات من المملكة المتحدة، إنجاز فريد، لذا أوصت الجامعة بضرورة الاستفادة من هذا الابتكار العلمي بنشره في المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية، وبالفعل تم عرضه بالمؤتمر العالمي رقم 67 لخبراء فحص المستندات بولاية متشجن الأميركية عام 2009، وفي مؤتمرات عالمية وعلمية عدة أخرى للاستفادة في دراسات حديثة مستقبلية في مجال الخطوط الأجنبية. وبهذه الدراسة، حققت دولة الإمارات سبقاً في الحصول على الإنجاز العلمي في مجال ابتكار طريقة جديدة لفحص التوقيعات تعتمد على الدقة والجودة. وهذا التميز الذي حصل عليه أحمد الحداد لم يكن وليد اللحظة، بل نتج عن حب التفرد والنجاح في عمله. أوائل الإمارات إنجازات الحداد وحصوله على العديد من الجوائز، كانت كفيلة بأن يكون ضمن «أوائل الإمارات» في الدورة الثانية، وضمن 44 شخصية وطنية وأحد سفراء تميز الدولة، وبكل فخر يقول «يكفى أن يخلد اسمي مع أسماء الأوائل في ذاكرة الإمارات تحت اسم (أوائل الإمارات)، وهي مناسبة تؤكد لنا أن باب التميز والنجاح سيظل مفتوحاً لمن أراد المساهمة الفعلية في خدمة وطنه، فليس هناك مستحيل في الوصول إلى الأهداف والغايات، فمع بذل المزيد من العطاء والاجتهاد يمكن الصعود إلى منصات التكريم، وعلى الشخص أولاً الثقة بنفسه، وأن يبحث دائماً عن الجديد حتى تكون له بصمته الخاصة، وأن يكون السؤال دائماً «ما الذي يمكن أن أقدمه مختلفاً عن الآخرين»، وعليه تحمل الصعاب والعراقيل التي قد تواجهه عند محاولته إثبات الذات، لا سيما في بداية حياته المهنية»، مؤكداً أن الجيل الحالي محظوظ بوجود قيادة رشيدة وإمكانات كثيرة متوافرة تقدمها الدولة، والتي تمكنهم بسهولة من السير على طريق التميز والنجاح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©