معرض «جلف فوود».. مهرجان للتذوق والثقافة الغذائية

نجح معرض «جلف فوود»، الذي أقيم في دبي على مدار الأسبوع الماضي، في استقطاب ما يزيد عن 45 ألف زائر جاؤوا من مناطق مختلفة من الإمارات والعالم للتعرف على أحدث العروض والمنتجات الغذائية العالمية، والتي قدمتها ?3500 شركة تمثل ? ?181 دولة من العالم، على رأسها جمهورية مصر العربية، والتي تشارك بـ90 شركة غذائية هذا العام. «كثافة الزائرين للمعرض»، كان عنوانها ذلك الازدحام الشديد أمام أبوابه الرئيسية، وفي مواقفه المخصصة للزوار، والتي فاقت قدرتها الاستيعابية، ما اضطر البعض إلى صف سياراتهم في أماكن مخالفة للقانون، أما من الداخل فقد غصّت جنبات المعرض، بلغت مساحته مليون قدم مربع تغطي مساحة المركز كاملة بالزوار الذين جاؤوا للاطلاع على آخر ما نزل إلى الأسواق من منتجات غذائية وتذوقّها، ما حدا بالبعض إلى تسميته بمهرجان التذوق والثقافة الغذائية. وبصرف النظر عن الصفقات التجارية التي أبرمت خلال أيام العرض، فقد أسس هذا المعرض للكثير من الفعاليات الغذائية والصحية التي أقيمت على هامش المعرض، ومن بينها مسابقة «صالون كولينير الإمارات الدولية» التي أقيمت بالتعاون مع جمعية الإمارات للطهي، واستقطبت ما يزيد على 1500 من الطهاة ليتنافسوا أمام لجنة تحكيم تضم 25 خبيراً دولياً مختصاً، إلى جانب استحداث جوائز لأهم الإنجازات والإبداعات في قطاع الأغذية والمشروبات في بالمنطقة، ودروس الطهي، التي قدّمها الجناح الفرنسي لتعليم الزائرين فرصة تقييم طرق طهي صحية متنوعة النكهات. وللعام الثالث على التوالي، قامت الرابطة الفرنسية للدواجن برعاية «مؤتمر دبي الدولي للسلامة الغذائية»، لتؤكد من خلاله على موضوعات سلامة الغذاء والمنتجات الغذائية، هذا ولم تقتصر المنتجات التي قدمها معرض «جلف فوود» على المواد الغذائية وحسب، بل تعدته إلى عرض آلات ومعدات تكنولوجية خاصة باستخدامات المطبخ من أوان وأدوات كهربائية مختلفة الاستعمالات. أما معرض الشرق الأوسط للمطاعم والمقاهي، ومعرض الشرق الأوسط لمكونات الغذاء، اللذان أقيما بالتزامن مع معرض «جلف فوود»، فقد وفرا للتجار ورجال الأعمال بيئة متكاملة ومتناغمة لاستحداث الفرص التجارية والاستفادة منها، والاطلاع على أحدث المنتجات والخدمات والتقنيات في القطاع الغذائي. المنتجات الحلال يعكس معرض «جلف فوود» حجم الطلب على الأغذية الحلال، حيث يشارك عدد قياسي من الشركات العارضة للمنتجات الحلال من بينها البرازيل وأستراليا، وهناك عدد متزايد من الشركات المحلية والإقليمية المتخصصة في سوق الحلال استطاع المعرض استقطابهم للمشاركة فيه، حيث تشارك 250 شركة صناعية غذائية من منطقة الشرق الأوسط في معرض «جلفود»، كما تتنافس الشركات العربية والخليجية مع شركات عالمية أخرى، على كعكة سوق منتجات الحلال، وسوق دول مجلس التعاون الخليجية التي تستورد 90% من احتياجاتها الغذائية، كما تحتل المركز الأول كأكبر المناطق المستوردة للغذاء في العالم. وتشير مونيك موراتا، مديرة التسويق في إحدى الشركات البرازيلية المنتجة للحوم الحلال، إلى أن معرض «جلف فوود» يشكل أهمية كبيرة بالنسبة للشركات المنتجة للمواد الغذائية، مضيفة: «إن المعرض يمثل المنصة المثالية لالتقاء كافة العاملين في القطاع الغذائي من المصنعين الراغبين في إطلاق منتجاتهم وتعريف العالم بها، والباحثين منهم عن فتح أسواق جديدة لتصريف منتجاتهم، ولموزعي الأغذية الباحثين عن منتجات جديدة لتوزيعها عبر شركاتهم وفروعها ولموردي مكونات الغذاء والمواد الخام الراغبين في الحصول على مكان لهم في أسواق المنطقة التي تعتبر من أسرع الأسواق نمواً على مستوى العالم». تقول موراتا: «يعتبر سوق الشرق الأوسط من أكبر الأسواق بالنسبة لنا للحصول على اللحوم الحلال، ومن هنا تأتي أهمية المشاركة في معرض «جلف فوود» والذي يعد سوقا كبيرة من أجل تعريف التجار والمستهلكين بمنتجاتنا». من جهته، فقد أبدى باتريك لي موزيرير، مدير تسويق في إحدى الشركات الغذائية الأوروبية، إعجابه بالمعرض، لافتا إلى كبر حجمه، والذي أدهشه لا سيما أنه يقوم بزيارته لأول مرة. مضيفا إنه لم يندهش في المعرض وحسب، بل دهش أيضا في مدينة دبي والتي يزورها لأول مرة. من جهة أخرى، فقد أكد بلال فضل، وهو زائر من الأردن، حرصه على زيارة معرض «جلف فوود» سنويا، مشيرا إلى أن المعرض يوفر فرصة للزائرين والمشاركين بالتعرف على منتجات غذائية بمواصفات ومقاييس عالية جدا، وبصفته مدير مصنع أغذية، يقول بلال: «أحرص سنويا على المشاركة في المعرض للتعرف على المنتجات الغذائية التي تتوفر في الأسواق العالمية، حيث نستفيد في ذلك من تجويد منتجاتنا والدخول في المنافسة معها، بالإضافة إلى رؤية المعدات والماكينات الجديدة والخاصة بتصنيع الأغذية وإعدادها مع إمكانية إبرام عقود وشراء ما يلزم من المعرض مباشرة». ويشير عمر عبدالله، مدير تسويق في إحدى الشركات المصرية العارضة إلى أنه سعيد بالمشاركة العربية في المعرض، والتي تؤكد على جودة المنتجات العربية وقدرتها على المنافسة أمام المنتجات الأوروبية، لافتا إلى أن مشاركة مصر هذا العام تأتي بحجم كبير ما يعكس تطور الصناعة المصرية. جدير بالذكر أن مصر تشارك بنحو 90 شركة في المعرض تليها الشركات اللبنانية، والتي تشارك بأكثر من 50 شركة، ثم السعودية بعدد 43 شركة، بينما تشارك الأردن بإجمالي 22 شركة، وتونس بعدد 12 شركة وسوريا وإيران بعدد 10 شركات لكل منهما، ثم فلسطين بـ 8 شركات، وتشهد الدورة الحالية مشاركة من شركات كويتية وسودانية وليبية لأول مرة