الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..مراكز التفكير: تحديات فاعليّة الدور وتجديد المنهجية

غدا في وجهات نظر..مراكز التفكير: تحديات فاعليّة الدور وتجديد المنهجية
13 ديسمبر 2014 19:14
مراكز التفكير: تحديات فاعليّة الدور وتجديد المنهجية حسب د. ابتسام الكتبي، تدلّ المُكتسبات النّوعية التي حققتها دولة الإمارات على نجاح الإرادة السياسية في استصحاب الخبرات المتخصصة، فقد كان الآباء المؤسِّسون للدولة مُدرِكين لضرورة استشارة أهل التخصص في أيّ قرار يريدون اتخاذه، ويتضح ذلك من خلال استقراء تجربتَيْ المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. وقد تطورت منهجية الاستفادة من الخبراء ومراكز التّفكير Think Tank فيما بعد، فتمّت الاستعانة ببيوت الخبرة، وكذلك تمّ إنشاء مراكز دراسات وبحوث محلية بنَتْ شبكة علاقات واسعة على مستوى العالم مع مراكز التفكير المختلفة، وساهمت كل هذه الخبرات في تطوير مناهج ومعايير صناعة القرار في السياستَيْن الداخلية والخارجية، ولذلك لا يمكن اعتبار النجاحات التنموية الكبرى في الإمارات وليدة المصادفة أو الحظ الجيد، بل هي نتاج للتخطيط العميق الذي رسَّخته حكمة القيادة، وساهمت فيه جهود الخبراء ومراكز التفكير. وقد أضحت اليوم تجربة التفكير الاستراتيجي وسيلةً أساسيةً لدعم صانع القرار في منطقة بالغة التَّشابُك والتعقيد، وفي عالم مُتَسارع التحولات النوعيّة والكميّة، إذ لم تعد كفاءة وقوة القرار مرتبطة بالإرادة السياسية فحسب، بل أصبحت مشروطة أيضاً بشبكة واسعة من الدوائر المتقاطعة التي ترصد حركة القوى والمؤشرات الاستراتيجية الوطنية والإقليمية والدولية، والتي يحتاج كل منها إلى خبراء ومتخصصين لمتابعتها وتقييمها وتوقع مآلاتها. دروس من «شبح الريم» للعاقلين يرى د.خليفة علي السويدي أن الإمارات مرت خلال الأيام الماضية بحدث إرهابي على الصعيد الشخصي كما عبرت عنه الجهات المختصة، فقد قتلت امرأة مواطنة، ضحيتها بكل وحشية في مركز تجاري، ثم همت بما هو أكبر من ذلك، لكن لطف الله ويقظة العين الساهرة كانت لها بالمرصاد، فلم تتجاوز الفعلة ساعاتها الأولى، وإذا بخيوط القضية تتضح، ويتم القبض على مرتكبتها، فرسالة شكر نوجهها لمن يسهر على أمن الوطن، ومن يعيش على ثراه، وفي هذا الحدث وما أثير حوله رسائل بحاجة إلى وقفة. الرسالة الأولى ترفع للجهات المختصة في وزارة الداخلية على جهدها المشكور، لكن هذه الحادثة بينت لنا أهمية الدور الذي لعبه جهاز الإعلام الأمني، فمن أول يوم وقبل تطور الإشاعات تم بث شريط مصور للحادثة، وطلب مساعدة الجمهور للتعرف على مرتكبها والتبليغ عن المعلومات التي قد تفيد في رسم صورة أوضح للجريمة. الناس في الإمارات شركاء في حفظ أمن هذا الوطن، هذا ما فهمناه من الإعلام الأمني ورسائله، ولما حلت القضية كان المؤتمر الإعلامي لوزير الداخلية ، نائب رئيس مجلس الوزراء، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان الذي وضع القضية في الميزان وبين ما يحتاجه الناس من معلومات. الدرس الأول يتلخص في أهمية القائمين على الإعلام الأمني فلهم مني خالص التقدير، لأن كتمان المعلومات يسرع في تحويلها إلى إشاعات قد يصدقها من قلت حكمته، الشفافية في نشر المعلومات حول القضية نهج نتمنى أن يتبنى لكل القضايا التي تهم المجتمع. الدراسات الاستراتيجية يقول د. شملان يوسف العيسى بدأ الاهتمام بالدراسات المستقبلية والاستراتيجية في الغرب منذ أكثر من قرن من الزمان. وهناك الآن مراكز بحثية منتشرة في كل الجامعات الغربية، تساهم مساهمة فعالة في ترشيد القرار السياسي والاقتصادي في الدول الديمقراطية الغربية، لأنها مراكز مزودة بالخبراء والمستشارين في التخصصات المختلفة. لذلك تلجأ الحكومات لمثل هذه المراكز لتزويدها بالمعلومات العلمية وطرح البدائل المختلفة لصاحب القرار السياسي. ومن هنا لا غرابة في وجود أكثر من 7000 مركز دراسات وبحوث استراتيجية حول العالم، نصيب دول الشرق الأوسط منها 500 مركز، ونصيب الدول العربية منها حوالى 50 مركزاً، أما نصيب دول الخليج العربية فأقل من أصابع اليد الواحدة. أهم المراكز العربية «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، و«مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات»، و«مركز دراسات الشرق الأوسط» في الأردن، و«مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» الذي احتفل الأسبوع الماضي بمرور عشرين عاماً على تأسيسه في عام 1994 ليكون داعماً رئيسياً لعملية صنع القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد ساهم في بلورة «رؤية الإمارات 2021» و«رؤية أبوظبي 2030».. ولا يتسع المجال هنا لذكر فعاليات المركز وأنشطته وإسهاماته في كل المجالات طوال عشرين سنة الماضية، لكن يكفي أن نذكر بأنه يعتبر المركز الأول على مستوى الخليج، إذ أصدر أكثر من 1000 كتاب متخصص، وله سلاسل إصدارات متعددة أهمها سلسلة «دراسات عالمية» التي تُعنى بنشر ترجمات لأبرز الدراسات المنشورة في الدوريات العالمية باللغات المختلفة، كما يصدر المركز سلسلة أخرى بعنوان «دراسات استراتيجية» تهتم بالبحوث والدراسات في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاستراتيجية، علاوة على سلسلة «محاضرات الإمارات» التي تتناول الندوات والمحاضرات وورش العمل الخاصة بدولة الإمارات والخليج والوطن العربي. انشقاقات في صفوف التنظيمات يقول د. عبدالله المدني: تعددت الأسماء والمنهج واحد، فكل الجماعات المتطرفة ذات أجندات واحدة تقوم على الإرهاب وسفك الدماء وإهدار الكرامة الإنسانية. إنْ كان لظهور ما يسمى بـتنظيم «داعش» المتوحش من حسنة، فإنها بحسب البعض تتمثل في قيام تحالف دولي ضد التيارات والتنظيمات التي تتبنى العنف والإرهاب عبر سلسلة من الإجراءات على رأسها العمل العسكري المشترك. نقول ذلك على رغم أن الطلعات الجوية للقوات الأميركية وقوات الدول الحليفة ضد مقاتلي «داعش» في العراق وسوريا أكسبت التنظيم دعماً لم يكن يحلم به في صفوف بعض التيارات الإسلامية المتشددة، إلى الدرجة التي وصف فيها أحدهم «داعش» بالمغناطيس الذي صار يجذب أعداداً من المحبطين والمأزومين فكرياً أو ممن لهم ثارات مع الأميركيين. وطبقاً لمصادر المخابرات الغربية فإن هناك مقاتلين في صفوف «داعش» من 47 جنسية منها العربية والأفريقية والآسيوية والأوروبية والقوقازية. المؤسسات الدينية في مواجهة التطرف يرى د. رضوان السيد أن المؤسسات الدينية الرسمية بدأت مكافحة التطرف والغلو.. وتركيز الأزهر على تحويلات الأصوليين للمفاهيم، يدل على إدراك لأصل المشكلة. أقام الأزهر في الثالث والرابع من ديسمبر الجاري، مؤتمراً كبيراً لمواجهة التطرف والإرهاب. وفي العاشر من الشهر ذاته، وفي اجتماعٍ للمنظمة العالمية للدعوة والإغاثة، حمل شيخ الأزهر على المفاهيم المشوَّهة للحاكمية والتكفير والتطرف باسم الدين، وأَعلن عن إنشاء لجنة للمصالحات العربية والإسلامية. وكلا الأمرين لافتان. فقد تحركت المؤسسات الدينية الكبرى بالمغرب والسعودية وباكستان ضد التطرف والإرهاب واستخدام العنف باسم الدين. وأصدرت مؤسساتٌ أُخرى عدة بياناتٍ بهذا الصدد. بيد أنّ تركيز شيخ الأزهر في الشهور الأخيرة على نقد تحريف المفاهيم، وعلى الدخول في مصارحات ومصالحات ووجوه تضامن، كلا الأمرين يتجاوز الحملة على العنف باسم الدين، وفي اتجاهات واعدة. إنّ الظاهرة الدينية المتطرفة أحدثت انشقاقات في قلب الدين، ما تزال تتصاعد وتتفاقم. وظواهر مثل «القاعدة» و«داعش» لعبت وتلعب بها الجهات الدولية والإقليمية. لكن أصل الظاهرة القائم على التكفير والقتل باسم الدين والتوسل برؤية الحاكمية لاصطناع دولة دينية، كل ذلك ما جرى التنبُّهُ له من قبل بل مضى الناقدون مباشرةً إلى إدانة التطرف باجتراح العنف باسم الدين. صفقة مشبوهة لترضية بوتين يرى ديفيد كرامر أنه لا يمكن اعتبار الصفقة التي عرضها الثنائي "مايكل أوهانلون" رئيس مركز القرن الحادي والعشرين للشؤون الأمنية والاستخباراتية، و"جيريمي شابيرو" الدبلوماسي الخبير في شؤون أوروبا وآسيا الأوروبية، من خلال افتتاحية نشرت يوم 7 ديسمبر تحت عنوان «الصفقة الروسية الرابحة»، فكرة مضللة فحسب، بل يجب اعتبارها أيضاً صفقة خطيرة المرامي والأبعاد. وكانت إشارتهما إلى أن فكرة «الرابحين الثلاثة في الصفقة، وهم روسيا وأوكرانيا والغرب"، أكثر انطواءً على الذكاء من منطق "التفكير وفق المعادلة الصفرية" التي طرحها فلاديمير بوتين والمتعلقة بنظرته إلى الوضع السائد في العالم. وإذا كنا قد تعلمنا شيئاً من سياسة إدارة أوباما الفاشلة للتوصل إلى تسوية مع روسيا، فهو أن بوتين لن يتردد في استغلال الملاحقة الغربية العبثية له لفرض صفقات تقوم على منطق «الربح المتبادل». ومن أجل دفع بوتين للعمل في الاتجاه الذي أراده الثنائي المذكور، اقترحا أن يتم تقديم ضمانات له من الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو» بعدم معارضة أي عمل تقوم به روسيا حيال الدول المجاورة لها، والاعتراف بحقها في ضم أوكرانيا ومولدوفا وجيورجيا إلى الدول التي تدور في فلك النفوذ السياسي الروسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©