الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القتل الجماعي.. والروتين اليومي!

6 ديسمبر 2015 23:04
تقول أغنية حب قديمة «أشياء بسيطة وعادية لابد أن يفعلها الجميع»، واستخدمت هذه العبارة لتشمل تعليمات كثيرة مثل «التخلص من القمامة» و«تنظيف الأسنان» و«النظر على جانبي الطريق قبل العبور». وجميع الأشياء العادية، ولكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر غيرت كل ذلك! وأصبحت الآن «الأشياء العادية التي لابد أن يفعلها الجميع» تتضمن «نزع الأحذية في المطارات» و«الكشف عن جميع الجسد بأجهزة الماسح الضوي» و«التفتيش الذاتي» و«المنصات الخرسانية» أمام المباني والرعب من الطرود المجهولة. والأكثر من ذلك عبارة: «ليس من شأنك»، وكافة هذه الأمور التي أضحت معتادة في حياتنا اليومية. وأضف إلى كل ذلك من الأمور الدخيلة التي أضحت معتادة: «حوادث القتل الجماعي». وحسب تقديرات «شبكة جانز آر كول»، وقع 355 حادث إطلاق قتل جماعي حتى الآن خلال العام الجاري، أي ما يزيد على حادث في اليوم. وجاءت مذبحة «كولورادو سبرنجز» الأسبوع الماضي حيث كان المشتبه به في مهمة قتل عمد لأسباب أيديولوجية ودينية. وحسب رواية «نيويورك تايمز»، فإن المتهم في حادث كولورادو «روبرت دير» لم يكن منفرداً، أو مسلحاً مختل عقلياً خرج ليقتل الناس عشوائياً، وإنما كان شخصاً صاحب عقيدة دينية، وعدو لدود للإجهاض، ونال إعجاب ومدح أشخاص يهاجمون مقدمي خدمات الإجهاض، ويصفون أنفسهم بأنهم «جيش الرب»، وهم مجموعة من المتطرفين المناهضين للإجهاض. وكان «دير» يعلم وجهته جيداً، وما سيفعله عندما ظهر فجأة الأسبوع الماضي في عيادة تنظيم الأسرة في كولورادو سبنرجز، ومعه سلاح ناري نصف آلي. وقتل ثلاثة أشخاص وأصاب تسعة آخرين، قبل أن تسيطر عليه الشرطة. ثم جاء حادث «سان بيرنانردينو». ولكن، كيف نصف إقدام شخصين، رجل وزوجته في حالة تأهب واضعين قناعين أسودين، ويحملان أسلحة متعددة ومتفجرات، وينخرطان في هجوم متعمد على قاعة مليئة بالأشخاص الأبرياء، ويقتلان 14 شخصاً ويصيبان 21 آخرين؟ هل هي أعمال عنف عشوائي؟ والقاتلان، سيد رضوان فاروق وزوجته تاشفين مالك، تعرفا إلى بعضهما وتزوجا ثم انخرطا في فكر خبيث، والسؤال هو لماذا؟ ويوم الجمعة الماضي، قال مكتب التحقيقات الفيدرالية إن حادث القتل الجماعي يتم التعامل معه على أنه عمل إرهابي، كما ينبغي أن يكون. فكيف إذن نتعامل مع هذه الأشياء العادية البسيطة التي أصبحت جزءاً من حياتنا؟ فيما يتعلق بالسلامة الشخصية، يعتني معظم الناس بفعل الأشياء التي يتعين على الجميع فعلها مثل: الحفاظ على إغلاق الباب الرئيسي والنوافذ، وتشغيل أجهزة الإنذار الأمني، وتجنب الشوارع المظلمة والمواقف الخطيرة الأخرى. ويحصلون على كلب للحراسة، ويتأهبون للقتال دفاعاً عن النفس. ولكن من الأشياء الأخرى العادية التي أصبحت الآن غالبة: عدم الاشتباه في الرجال والنساء الذين بات هدفهم الأساسي هو السعي بعنف نحو تحقيق أهدافهم السياسية والدينية والأيديولوجية. وهذا هو ما وصلنا إليه في عام 2015! *كولبرت أي. كينج* *كاتب ومحلل سياسي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©