السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الرمسة المحلية» تقود مواطناً ومواطنة إلى مشروع استثماري ناجح

«الرمسة المحلية» تقود مواطناً ومواطنة إلى مشروع استثماري ناجح
12 ديسمبر 2014 22:25
ريم البريكي (دبي) «أريد أن أتعلم اللهجة الإماراتية».. كانت هذه العبارة التي أطلقتها فتاة أجنبية، نقطة انطلاقة كل من حنان الفردان وعبدالله الكعبي، لمشروع استثماري ناجح، بعد أن بدأ الزميلان التفكير في أهمية تعليم اللهجة المحلية للأجانب، لتكون أولى خطواتهما العملية للتعرف على مدى اهتمام العديد من المقيمين في الدولة بتعلم اللهجة الإماراتية. وكما تقول حنان الفردان، فإن بدايتها بهذا المشروع أظهر أن هناك أعداداً كبيرة من الأجانب العاملين بالقطاعات الحكومية والخاصة، وممن لديهم أصدقاء من المواطنين، ويرغبون في تعلم اللهجة الإماراتية، ما دفعها إلى تأسيس معهد متخصص في هذا المجال كمشروع استثماري وعلمي. وقالت الفردان، إن المعهد شهد بعد افتتاحه مباشرة استقبال طلبات تسجيل لعشرين شخصا، سجل بعضهم بمجموعات، وآخرون فضلوا فصولا منفردة، مشيرة أن تلقيهم طلبات عدة من المهتمين بتعلم اللهجة المحلية وحرصهم على الحضور، كان مؤشرا لزيادة حجم الإقبال على تعلم اللهجة مستقبلا. وأفادت بأن المعهد وجد بعد ذلك اهتماما واسعا من قبل الشركات الخاصة التي حرص العديد منها على تسجيل موظفيها، وتفاعلت مع الفكرة، حرصا على دمج موظفيها من غير العرب بالمجتمع المحيط بهم، مشيرة إلى أن التجاوب من جانب الشركات الاجنبية كان أكبر من الجهات الحكومية. وحول بدايات الخطوات الفعلية للمشروع، أضافت الفردان أنها تقدمت وزميلها بطلب دعم عبر مبادرة تجار دبي التي اطلقتها غرفة تجارة وصناعة دبي (غرفة دبي)، مثمنة جهود الغرفة في تقديم الدعم الاستشاري لهما، وتعتبر حنان الدعم الذي حظيت به وزميلها من أهم أنواع الدعم والذي بدوره ساهم في الإرشاد لخطوات إنجاح مشروعهما. وترى أن تأخر إجراءات التمويل وطولها، أثر سلبا في عملية التسريع بتنفيذ المشروع، وإطلاق العمل به، موضحة أنهما قاما ذاتيا بتمويل مشروعهما، بمبلغ 100 الف درهم، ولم تكن هذه أولى المعضلات التي تتحداهما فقد واجهتهما معضلة رفض عدد من المؤسسات لمشروعهما، ولم يكسر هذا الرفض عزيمتهما في الاستمرار لإيمانهما بنجاح فكرتهم، وقدرة المشروع على تحقيق أهدافه. وأشارت الفردان الى أن التحديات مستمرة حتى بعد تأسيسهما للمعهد، ولكنهما يمتلكان الثقة في تخطي التحديات، مؤمنة بأن التحديات تصغر أمام العزيمة، والحياة مليئة بالتحديات المستمرة. وأضافت أن عدد الطلاب حاليا بالمعهد تجاوز 130 طالبا وطالبة، يدرسون في مستويات متعددة، مبينة أن الأجانب يشكلون نسبة 75% من منتسبي المعهد، و25% من مواطنين وخليجيين يرغبون في تعلم المفردات المحلية القديمة، والتي لم تعد تتداول اليوم نتيجة لاتجاه البعض للتواصل مع الاخرين بلغات ولهجات اخرى. وأوضحت حنان التي بدأت التدريس قبل اربع سنوات أن هناك فئات مختلفة من الطلاب، فهناك الاطباء الذين يرغبون في التواصل المباشر مع مرضاهم، لكون واجبهم المهني يفرض عليهم التحدث المباشر معهم للتعرف اكثر على ما يعانون منه، رافضين دور المترجم الذي غالبا ما يكتفي بتقديم شرح مبسط عن الحالة المرضية، كما أن منهم من يعمل في سلك الطيران، وأغلبهم طيارون يفضلون التحدث مع زملائهم من الطيارين المواطنين باللهجة المحلية، كما أن البعض يسكن بجوار أسر مواطنة ويود تشكيل صلات صداقة مع جيرانه. ولا تخفي حنان طموحها، فهي تطمح بتأسيس شركة عالمية لها برامجها الخاصة مماثلة لشركة أبل العالمية، عبر تأسيس «امبرطورية الرمسة» التي ستكون المرحلة الثانية من مشروعها وزميلها، مشيرة إلى أن برامج الدراسة معدة بشكل مدروس وعلمي وشامل، من اختيار المفردات المحلية الأصلية، ومزجها بعادات المجتمع وطقوس الاحتفالات بالمناسبات المحلية، مؤكدة أن المعهد حريص على تطوير المادة المقدمة للطلاب. وأضافت الفردان أن الحصيلة التعليمية للطالب بالمعهد تصل إلى 1500 كلمة محلية يتم تعليمه إياها خلال فترة دراسته، مبينة أن الطالب بعد دراسته وتمكنه من تلك المفردات يستطيع التحدث باللهجة المحلية بطلاقة، مضيفة أن دولة الإمارات لديها لهجات عدة يتم استخدام اللهجة البيضاء المتداولة لدى اكبر عدد من سكان الدولة. وبينت أن اغلب الأجانب يطلبون تعلم العادات والتقاليد رغبة منهم في فهم مجتمع الإمارات، وتمسكه بقيمه، وحرصا منهم على احترام عادات الشعب الإماراتي الذي استضافهم على أرضه، ويحرص المعهد على إدماج طلابه بفعاليات المجتمع الإماراتي واحتفالاته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©