الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلق في ألمانيا من صعود حركات معادية للمهاجرين

قلق في ألمانيا من صعود حركات معادية للمهاجرين
12 ديسمبر 2014 13:14
تراقب ألمانيا بقلق صعود موجة شعبوية مع تتنظيم مظاهرات كثيرة معادية للأجانب في الأسابيع الأخيرة في بلد أصبح في السنوات الماضية القبلة الأولى للمهاجرين في أوروبا. وهذه المظاهرات، التي جرت في عدة مدن في جميع أنحاء البلاد، نظمتها أو تدعمها حركات من اليمين المتطرف أو من النازيين الجدد بما فيها "بديل لألمانيا" وهي حركة فتية معادية لليورو سلكت منحى معاديا للأجانب. ومن أبرز حركات هذه الموجة الشعبوية أيضا، مجموعة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيجيدا) التي أطلقت في أكتوبر وتكتسب منذ ذلك الحين نفوذا متصاعدا وهي تنظم منذ بضعة أسابيع "تظاهرات يوم الاثنين" على نمط التظاهرات التي هزت النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية سابقا حتى سقوط جدار برلين قبل 25 عاما، وتصل إلى حد استعارة شعار تلك الفترة "نحن الشعب". وسرعان ما انتشرت هذه التجمعات التي ضم بعضها مئات الأشخاص في كل من دوسلدورف (غرب) وفورتسبرغ (جنوب) وروستوك (شمال) وبوشوم (غرب) وميونيخ (جنوب) وغيرها. وأثارت مجموعة "بيجيدا"، الاثنين الماضي، مفاجأة كبيرة إذ نجحت في جمع عشرة آلاف شخص في دريسدن عاصمة مقاطعة ساكسونيا من ألمانيا الشرقية سابقا والتي تواجه صعوبات اقتصادية واجتماعية. ودعت "بيجيدا" إلى تظاهرة جديدة الاثنين المقبل في المدينة ذاتها. ومن المناطق الأخرى التي تشهد هذا الحراك أيضا، مارتسان الحي الفقير في شرق برلين حيث تجري بانتظام منذ أسابيع تجمعات يوم الاثنين التي ينظمها رسميا "مواطنون". وفي نهاية نوفمبر، احتج 800 شخص من النازيين الجدد وسكان المناطق المحيطة على بناء مساكن لطالبي اللجوء. وأوضح هاجو فونكي أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة إن كل هذه الحركات تحاول "تعبئة إحساس بالنقمة وتحديد عدو"، محذرا من أن "هذا يصبح خطيرا حين يتحول إلى هجوم فيه ازدراء للآخر" ويشجع على "إحياء الغرائز الجماعية". وتوحي تسمية "اوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" ودعوتهم إلى إنقاذ ألمانيا من الإسلام بنظر الأستاذ الجامعي ب"دعوة إلى السلاح صادرة عن شعبويين من اليمين المتطرف" وتذكر بالحملات الصليبية وبالدعاية النازية. والواقع أن التظاهرات تجري في سياق حركة هجرة كثيفة إلى ألمانيا وكشفت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في مطلع ديسمبر أن هذا البلد، الذي يعتبر بمثابة واحة من الازدهار، أصبح عام 2012 القبلة الأولى للمهاجرين في أوروبا واستقبل في تلك السنة 400 ألف مهاجر. كما أصبحت ألمانيا القبلة الأولى لطالبي اللجوء في أوروبا وباتت منشآتها لإيواء طالبي اللجوء مكتظة. واستقبلت منذ مطلع العام ، 180 ألف لاجئ بزيادة 57% عن الفترة ذاتها من العام 2013، ولا سيما أشخاص فارين من بلدان تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق وأفغانستان والصومال، فضلا عن العديد من غجر الروم من البلقان. وتظاهرة الاثنين الضخمة لم تستقطب فقط ناشطين من اليمين المتطرف بل أثارت كذلك تعبئة بين مواطنين مستائين، ما أعطى انطباعا بأن التعبير العلني عن العداء للأجانب لم يعد من المحرمات في بلد طبع تاريخه بالنازية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©