الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة أوباما الثانية... وتطلعات أميركا اللاتينية

20 نوفمبر 2012
لقد بدأت لعبة التخمينات بشأن تشكيلة إدارة أوباما في ولايته الثانية، وأحد الأسئلة الكبيرة التي تطرح في هذا الباب تتعلق بمن سيخلف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وكيف سيؤثر ذلك على سياسة الولايات المتحدة الخارجية. كلينتون أعلنت أنها تعتزم المغادرة بعد وقت قصير على تنصيب أوباما في يناير المقبل، وذلك من أجل أخذ قسط من الراحة هي في حاجة إليه بعد جدول أسفارها المرهق خلال السنوات الأخيرة. ومن بين المرشحين المحتملين لخلافتها هناك: - السيناتور جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ومساعد أوباما في التحضير للمناظرات الرئاسية الأخيرة، وهو الاسم الذي يشار إليه أكثر من غيره باعتباره الأوفر حظاً لتولي المهمة. والواقع أن كيري، المشرِّع عن ولاية ماساتشوسيتس، ذو المظهر الأرستوقراطي، لا يمتلك امتياز وضع الشخصية الشهيرة فحسب، ولكنه من المرجح أيضاً أن يثبَّت في منصبه بسهولة من قبل الكونجرس الذي خدم فيه منذ 1985 -يذكر هنا أنه كان مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات 2004 الرئاسية-. غير أن أكبر مشكلة تعترض تعيين كيري تكمن في حقيقة أنه إذا غادر مجلس الشيوخ، فإنه ستكون ثمة حاجة إلى إجراء انتخابات خاصة من أجل شغل مقعده الشاغر، والحال أن البيت الأبيض يخشى إمكانية فوز الجمهوري سكوت براون الذي خسر مقعده بمجلس الشيوخ في الانتخابات الأخيرة، الأمر الذي قد يعرِّض الأغلبية الرفيعة للحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ للخطر. - السفيرة سوزان رايس، السفيرة الأميركية الحالية في الأمم المتحدة؛ وتعتبر واحدة من أكثر المساعدين الذين يثق فيهم أوباما. ويقول بعض المسؤولين إن دفاعها القوي عن سياسات أوباما، ولاسيما حول المواضيع الأفريقية، يجعل منها اختيار أوباما المفضل لتولي حقيبة الخارجية. غير أن مشكلتها تكمن في أنها تعرضت، بعد الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في الحادي عشر من سبتمبر، لانتقادات واسعة من قبل الجمهوريين على خلفية تصريحات أشارت فيها إلى أن الحادث كان احتجاجاً عفوياً، وليس هجوماً إرهابياً. ولذلك، فإن رايس قد تجد صعوبة لتثبيتها في المنصب من قبل مجلس الشيوخ. - توم دونيلون، مستشار أوباما الحالي للأمن القومي. وكان دونيلون، المحامي بواشنطن والمسؤول السابق بوزارة الخارجية في عهد إدارة كلينتون، قد عُين في منصبه الحالي في 2010. ولكن مشكلته تكمن في أنه كان من المدافعين المسجلين عن شركة “فاني ماي “ سيئة السمعة حتى عام 2005، ومن المرجح أن يواجه صعوبة أيضاً في موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه. ومن بين المرشحين الآخرين لهذا المنصب أيضاً هناك كل من نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز، والسيناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل، والسفير السابق إلى الصين والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية التمهيدية في 2012 جون هانتسمان. ورداً على سؤال حول إمكانية حدوث أي تغييرات في سياسة الولايات المتحدة تجاه أميركا اللاتينية مع أي من المرشحين المحتملين لخلافة كلينتون، فإن معظم العارفين بشؤون واشنطن يستبعدون ذلك. يذكر هنا أنه لا أحد من المرشحين المحتملين لديه خلفية في شؤون أميركا اللاتينية. ولكن من بين المجالات القليلة التي يمكن أن تكون فيها تحولات في سياسات واشنطن تجاه المنطقة هناك الحرب على المخدرات، والمشكلة مع كوبا، والعلاقات التجارية. فمما لاشك فيه أن تمرير تعديلات مؤيدة لتقنين الماريجوانا في ولايتي كولورادو وواشنطن في السادس من نوفمبر سيضع ضغطاً على إدارة أوباما لقبول الشروع في مفاوضات رسمية مع بلدان أميركا اللاتينية التي ترغب في تقنين بعض المخدرات أو البحث عن بدائل أخرى للحرب عليها. وحول موضوع كوبا، فإن حقيقة أن نسبة كبيرة على نحو مفاجئ (47 في المئة) من الناخبين الأميركيين الكوبيين، المحافظين في معظمهم، في فلوريدا صوتوا لأوباما في السادس من نوفمبر قد تشجع البيت الأبيض على المبادرة بمزيد من التخفيف لقيود السفر إلى كوبا. غير أن رفع كل الحظر على تلك الجزيرة يظل أمراً غير مرجح لأن ذلك القرار ينبغي أن يُتخذ من قبل الكونجرس نفسه. غير أنه قد تكون ثمة بعض التغييرات في المجال التجاري، في وقت تكثف فيه إدارة أوباما جهودها الرامية لإنشاء “شراكة عابرة للمحيط الهادي” تمثل أكبر كتلة اقتصادية في العالم. والواقع أن مخطط أوباما يركز على آسيا، لكنه قد يشمل بعض بلدان أميركا اللاتينية الواقعة على ضفة المحيط الهادي مثل المكسيك والبيرو والتشيلي. ذلك أن الطريقة التي ينظر بها كثيرون في واشنطن إلى الأمر -ولن يعترفوا بها صراحة- هي أن ثمة أميركتين لاتينيتين: واحدة تتألف في معظمها من بلدان تعتمد التجارة الحرة والسياسات المؤيدة للسوق وتقع على ضفة المحيط الهادي؛ وأخرى تتألف في الغالب من بلدان شعبوية تقوم على تصدير السلع وتقع على الساحل الأطلسي. وعليه، فليس من الصعب جداً التنبؤ بأي من الأميركتين اللاتينيتين ستسعى إدارة أوباما إلى نسج علاقات وثيقة معها. وإذا كان تركيز واشنطن الكبير على ضفة المحيط الهادي قد بدأ في عهد كلينتون، فإنه يمكن القول إنه سيزداد ويتقوى مع من سيخلفها، أياً كان اسمه. أندريس أوبنهايمر محلل سياسي متخصص في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة “إم سي تي إنترناشيونال”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©