جوما، الكونجو الديموقراطية (أ ف ب)
حذرت حركة (23 مارس) الأمم المتحدة من مواصلة دعم الجيش في شرق الكونجو الديموقراطية وذلك بعد تدخلها لمساندته بالمروحيات في معاركه مع متمردي الحركة الذين استولوا على مدينة كيبومبا في إقليم كيفو الشمالي. وقال اللفتنانت كولونيل فياني كازاراما الناطق العسكري باسم الحركة “نحذر بعثة الأمم المتحدة التي تقوم بقصف مناطقنا بدلا من التزام الحياد على الأرض”.
وأضاف “إذا واصلوا قصفنا فسنرد”. وبعد هدنة نسبية لثلاثة أشهر تجددت المعارك منذ الخميس بين الجيش النظامي وحركة (ام23) في منطقة كبوميا الحدودية مع رواندا ما دفع آلاف المدنيين إلى الهرب. ولوقف تقدم المتمردين الذين يقتربون من جوما العاصمة الإقليمية، تدخل جنود الأمم المتحدة أمس الأول لدعم الجيش الكونجولي بمروحيات قتالية. وفي ختام اجتماع طارئ عقد بطلب من فرنسا طلب مجلس الأمن الدولي وقف زحف المتمردين باتجاه جوما عاصمة اقليم كيفو الشمالي و”وقف كل دعم خارجي وكل تزويد لحركة (ام23) بالعتاد على الفور”.
ويملك المتمردون خصوصا أجهزة للرؤية الليلية سمحت لهم بشن هجومهم على كيبومبا التي تبعد 25 كلم عن جوما بحسب قائد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ايرفيه لادسو الذي أكد أيضا حصول المتمردين في الآونة الأخيرة على مدافع هاون ثقيلة من عيار 120 ملم. وكانت فرنسا طالبت بـ”الوقف الفوري للمعارك” التي من شأنها أن تقود الى “مأساة إنسانية جديدة”. ودعت أيضا الى “حماية المدنيين وجميع العاملين الإنسانيين” كما “طالبت كافة دول المنطقة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية الكونجو الديمقراطية”. وتتهم كينشاسا كيجالي بدعم حركة (ام23)، لكن رواندا تنفي ذلك.
وصرح المتحدث باسم حكومة جمهورية الكونجو الديمقراطية لامبير مندي مساء السبت إن “أربعة آلاف رجل في طوابير مؤللة وراجلة” وصلوا “آتين من الأراضي الرواندية”. واتهم بيان لمجلس الوزراء عقد جلسة طارئة في كينشاسا “أن ثلاث كتائب من الجيش الرواندي بقيادة ضابط، اللواء الرواندي روفوشا ووحدتين خاصتين من الجيش إحداهما وحدة مدفعية ثقيلة بقيادة الجنرال الرواندي جاتاما كاشومبا” دعمت حركة (ام23). وقرر المجلس إرسال بعثة تقييم “على الفور”.
وهذا الوفد سيجري “تقييما للعواقب الناجمة عن الموجة الأخيرة للتحرك الإجرامي للجيش الرواندي في شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية”. وأكدت المتحدث باسم الجيش الرواندي جوزف نزابامويتا إنه لا يوجد “أي جندي من الجيش الرواندي” في جمهورية الكونجو الديمقراطية.
وقد استولى المتمردون في حركة (ام23) على مدينة كيبومبا واقتربوا من جوما كما أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة مساء السبت. وقال المتحدث إن كيبومبا (25 كلم الى شمال جوما) سقطت في أيدي المتمردين بالرغم من تدخل مروحيات الأمم المتحدة الهجومية بهدف مساعدة الجيش الحكومي. وأوضح هذا المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الجيش الحكومي وبعثة الأمم المتحدة لاستقرار جمهورية الكونجو الديمقراطية “يحاولان وقف تقدم (ام23) نحو غوما وكيباتي”.
وهذه المدينة الأخيرة تبعد نحو 20 كلم إلى شمال جوما وقد لجأ ما بين 60 الف و80 الف شخص الى مخيم قريب من المدينة. ويتمركز حوالى 6700 عنصر من بعثة الأمم المتحدة في اقليم كيفو الشمالي وحوالى 1400 في غوما وجوارها بحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة. ولفت خبراء الأمم المتحدة الى ان رواندا واوغندا تدعمان المتمردين وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتصل السبت بالرئيس الرواندي بول كاغامي ليطلب منه المساعدة على وقف تقدم ام23.
ونفت رواندا بشدة اي تدخل وأي دعم للتمرد. وبدأت المعارك عند الفجر في المنطقة حيث دارت اشتباكات الخميس بين المتناحرين مما دفع اكثر من سبعة آلاف شخص الى التوجه الى مخيم كانياروسينيا للاجئين على مسافة نحو عشرة كيلومترات من جوما. ويتبادل الجيش وحركة ام23 الاتهامات ببدء الأعمال العدائية.
عدد اليوم
