الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

متطوعو تكاتف.. كل شيء يهون في حب الوطن

متطوعو تكاتف.. كل شيء يهون في حب الوطن
12 ديسمبر 2014 00:17
أحمد السعداوي (أبوظبي) مثل شباب «تكاتف»، أيقونة مهرجان الشيخ زايد التراثي في نسخته الخامسة عبر جهودهم المستمرة منذ اللحظات الأولى لانطلاق الحدث التراثي الضخم في العشرين من نوفمبر الماضي، عبر انتشارهم المنظم في أرجاء المهرجان، وتقديم الخدمات الإرشادية والتعريفية لعشرات الآلاف من الزائرين الذين توافدوا على منطقة الوثبة ليشاركوا أهلها الاحتفال بالكرنفال العالمي الذي يحمل اسم الوالد المؤسس. تقدير التراث ولم يبخل أبناء وبنات الإمارات بأي جهد في مدى 22 يوما هي مدة المهرجان الذي يختتم فعالياته مساء اليوم، عرفاناً بعطاء الوطن لأبنائه وتقديراً لقيمة الإرث المحلي العريق الذي أثبت وجود الإنسان الإماراتي على هذه الأرض قبل قرون عدة. ويقول أنيس منصور الضالعي، المشرف على فريق تكاتف ، إن المشاركة في فعاليات مهرجان الشيخ زايد شرف لأي شخص مواطن كان أو مقيما، وهو ما دفعه هو وزملاءه إلى المسارعة للمساهمة في تقديم أفضل الخدمات للجمهور المحب لكل ما يتعلق بالإمارات وتراثها الغني. ويشرح الضالعي أن دوره مع فريق العمل، توزيع الشباب على نقاط الاستعلامات عند مداخل المهرجان وفي ساحاته، ومتابعة العمل معهم باستمرار وتحقيق أفضل درجات الراحة والمساعدة لجموع الزائرين عبر كثير من الخدمات مثل نقل الجمهور من مواقف السيارات إلى البوابات الرئيسية، وفيما يخص أدوار الشباب داخل المهرجان، يتولون مسؤولية مساعدة الجمهور في الوصول إلى الأجنحة والقاعات المختلفة، كما يشرحون لهم بعض الأمور التراثية البسيطة بحكم معرفتهم بالتراث الإماراتي واهتمامهم به، فضلاً عن تولي مسؤولية الإذاعة الداخلية والإعلان عن الفاعليات اليومية للمهرجان، وتتولى «تكاتف» مسؤولية مكتب الأمن المختص بالمفقودات عبر تخصيص أحد أعضاء الفريق للتواجد يومياً داخل هذا المكتب وتسلم وتسليم المفقودات لأصحابها. 50 جندياً ويذكر الضالعي، أن أعضاء تكاتف المشاركين في المهرجان وهم 50 شخصاً، كانوا بمثابة 50 جندياً توزعوا إلى مجموعات، ويتولى إحداها عضو في تكاتف يتمتع بأقدم خبرة في الفعاليات والمهرجانات التي تقام في الدولة، وتقسم كل مجموعة حسب متطلبات العمل داخل المهرجان وأنشطته المختلفة. ويبين أن أسس اختيار الشباب المشارك ضمن الفريق تمثلت في أن يكون المتقدم فوق 20 عاما، ذا خبرة في التعامل مع الجمهور ويفضل أن يكون له مشاركات سابقة في أحداث أخرى نظراً للأهمية البالغة التي يحتلها مهرجان الشيخ زايد التراثي على خارطة المهرجانات المقامة في الدولة، وأن يلتزم الحضور اليومي من الساعة 3 عصرا إلى 10 مساء مع إجادة اللغتين العربية والانجليزية. وبدوره يقول عبدالله الزبيدي العضو في تكاتف منذ 3 سنوات، إن مشاركته في مهرجان الشيخ زايد تمثل له أفضل مشاركة تطوعية بين عديد من الفعاليات التي أسهم فيها من قبل منذ التحاقه ببرنامج تكاتف التطوعي، ويبين أن وجوده في الحدث التراثي عاد عليه بكثير من الفوائد منها التعرف أكثر على كيفية التعامل مع الناس، اكتساب علاقات جديدة مع أشخاص بعيد عن محيط العمل والأسرة والاصدقاء، مخاطبة فئات مختلفة من المجتمع. ويؤكد أن تطوعه هو وزملاؤه محاولة منهم لرد جزء قليل من جميل الوطن، ومهما فعلنا لن نوفي هذه البلاد حقها لأنها أعطتنا الكثير ولا يزال عطاؤها مستمرا سواء لأبناء الإمارات أو غيرهم من أبناء الشعوب الأخرى. إرشاد الجمهور زميله سعيد أحمد نورية، يقول إن دوره تمثل في الإشراف على مجموعة من الشباب وتعريفهم على كيفية إرشاد الجمهور وتعريفهم على أماكن البيئات المختلفة ومحتويات تلك البيئات، وتنظيم الناس حول الفعاليات ونقل الجمهور من البوابات إلى أجنحة وقاعات المهرجان، وأهم ما في الدور الذي يقوم به نورية مع زملائه، الاهتمام الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، ومساعدة كبار السن وتوفير كل سبل الراحة لهم طوال فترة تواجدهم في المهرجان. ومن العنصر النسائي تورد سحر محمد عبدالله، المشرف العام على متطوعات تكاتف بالمهرجان، أنها سعيدة بهذا العمل الذي تعتبره تاجا على رأسها وعلى رأس كل شاب وشابة إماراتية، وتعتبره واجبا يجب على الجميع الحرص على القيام به وهو إظهار الإمارات وأبنائها بأفضل وأبهى صورة في كافة الفعاليات والأحداث. وتوضح أن دورها تمثل في توزيع الفتيات على أماكن عملهن ومتابعة أسلوب عملهن، فضلاً عن العمل في المنصة الرئيسية واستقبال الوفود وكبار الشخصيات النسائية اللاتي زرن المهرجان، أما المهمة الابرز التي تقوم بها مع زميلاتها، وتكون خلال الفترة الصباحية هي استقبال طلاب وطالبات المدارس المختلفة والجامعات بمعدل 1000 طالب يوميا وهو عدد كبير يحتاج جهدا كبيرا، حيث نقوم باصطحابهم في جولات داخل أرجاء المهرجان، ورغم صعوبة التعامل مع المراحل السنية الصغيرة، إلا أن كل ذلك يهون عندما ندرك قيمة ما نقوم به في المساهمة بترسيخ كل ما يتعلق بالتراث في نفوس الأجيال الصغيرة. متطلبات العمل وتنوّه عبدالله، إلى أن متطلبات هذا العمل التطوعي بالنسبة لها، تتمثل في مهارة القيادة، القدرة على توزيع الأدوار على الفريق المشارك، تدريب الفتيات على روح العمل الفريقي، حل أي مشكلة نواجهها بأسلوب سهل وسريع حتى يخرج العمل على أفضل ما يرام. من إحدى نقاط الاستعلامات في المهرجان، قالت المتطوعة عدوه أحمد الهاجري، إنها توزع دليل المهرجان وتفاصيل مسابقة أفضل صورة تراثية للمهرجان على الجمهور، إلى جانب إرشاد الاشخاص إلى الأماكن التي يسألون عن موقعها، موضحة أنها منذ التحاقها بـ «تكاتف» قبل 3 سنوات شاركت في فعاليات متنوعة منها جائزة خليفة التربوية، جائزة الشيخة فاطمة للشباب العربي، تكريم متفوقي الدوائر الاتحادية، مما أكسبها خبرات أهلتها للمشاركة للعام الثاني على التوالي في فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي. وعلى الرغم من المسافة التي تقطعها يوميا الهاجري من مدينة العين إلى أرض المهرجان، والبقاء 7 ساعات تقوم بالرد على استفسارات الجمهور وتقدم لهم ما تعرفه من معلومات وخدمات، إلا أن ذلك كله يهون في سبيل الوطن، فضلاً عن انها استفادت كثيرا من الوجود في هذا الحدث العالمي، ومن ذلك التعرف على أشخاص جدد، اكتشاف مكونات تراثية جديدة لم تكن تدري عنها شيئا، كما تعمقت أكثر في التعرف على تراث الوطن خاصة الحرف النسائية القديمة التي تعتبرها اجمل ما في المهرجان. حصاد مزارعنا أبوظبي (وام) أشاد المزارعون ومربو الثروة الحيوانية المشاركون في سوق المزارعين ومزاد الحلال ضمن البيئة الزراعية التي يشرف عليها جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومركز خدمات المزارعين ومركز الأمن الغذائي بفرصة المشاركة والتواصل مع جمهور المستهلكين من زوار المهرجان لإطلاعهم على مزايا المنتجات المحلية كونها طازجة وعالية الجودة. وأكدوا أنهم حققوا منافع متعددة من المشاركة فبينما نجح كثير من مربي الثروة الحيوانية في بيع ما لديهم من حلال بأسعار جيدة تمكن أصحاب المزارع من الترويج لمنتجات مزارعهم والتفاعل مع الجمهور والتجار مما يبشر بفتح آفاق جديدة لتسويق المنتج المحلي في أسواق الدولة. وتشارك في سوق المزارعين 10 مزارع مميزة تسوق منتجاتها عبر مركز خدمات المزارعين حيث وفر المركز لكل مزرعة منصة خاصة لعرض منتجاتها وبيعها مباشرة لجمهور المهرجان، وتم تنظيم 10 مزادات للحلال بأصنافه المختلفة شارك فيها نحو 100 مرب للثروة الحيوانية، وتشير المؤشرات غير النهائية إلى أن مبيعات المزادات المختلفة تزيد على 400 ألف درهم استفاد منها المشاركون دون أن يتحملوا أي رسوم سواء للحظائر أو دخول المزاد. الشقيقتان الشقيقتان، سهيلة وخديجة أحمد، كانتا من العناصر النشطة في فريق تكاتف، وقالتا إن هناك العديد من الفوائد تعود على الشباب المشارك في مثل هذه الجهود التطوعية، أولها المساهمة في خدمة الوطن قبل كل شئ لأنه غال علينا ونسعى إلى خدمته بكافة السبل، التدريب على التعامل مع الجمهور واكتساب خبرات جديدة تفيد الشباب في حياتهم الخاصة والعملية، التعرف على ثقافات العالم من خلال الاختلاط بأشخاص من دول عدة. ووضحتا أن بعض المتطوعين طلاب جامعيين ويستغلون وقت تطوعهم في قضاء ساعات التدريب المطلوبة منهم في مشروعاتهم الدراسية داخل الجامعة، إضافة إلى التعود على تحمل المسؤولية والصبر على ضغوط العمل خاصة مع طول فترة المهرجان التي استمرت 22 يوماً. وتدعو الشقيقتان أبناء وبنات الإمارات إلى التطوع لما فيه من خير لهم وللوطن، لأنه من خلال جهود الشباب ينطلق المجتمع بكافة فعالياته وأنشطته إلى الأمام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©