لكبيرة التونسي (أبوظبي)
الباحث أحمد الحارثي، طالب الدكتوراه في الهندسة الكيميائية بمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي، نموذج للشاب الإماراتي المميز في مجال البحث والابتكار، وذلك لإنجازاته الأكاديمية والبحثية، حيث نال مؤخراً ميدالية «أوائل الإمارات» ضمن احتفالات اليوم الوطني الـ 43 للدولة، لكونه أول إماراتي يبتكر آلية لتوليد الوقود الحيوي بكميات صناعية باستخدام طحالب معدلة جينياً. وعبر الحارثي عن فخره بهذا التكريم الذي عزز ثقته بنفسه، مؤكداً أنه سيكون حافزاً يشجع الطلبة على الخوض في أبحاث الاستدامة التي تعود بالنفع على المجتمع، كما سيشجع الشركات أيضاً على الاستثمار في هذا المجال.
وأشار إلى أن التجارب، التي أجراها على بحثه الذي أنجزه في أربع سنوات تحت عنوان «مسح وتحديد السلالات المحلية من الطحالب وطرق استخدامها»، واجهت صعوبات عدة، لكنها في النهاية كللت بالنجاح.
وحول مراحل بحثه، قال: «في البداية قررت وفريق العمل أن نختبر الطحالب المجهرية الموجودة في الإمارات، ونستخلص منها الوقود الحيوي للطائرات، لكن توصلنا أيضاً إلى أن الطحالب تقدم حلولاً لقضايا أخرى في مجالي المياه، والغذاء، فبالنسبة للمياه يمكن إدخالها في معالجة المياه العادمة في المزارع والمصانع ومياه المجاري، كما يمكن للطحالب أن تسهم في توفير الغذاء، بحيث يمكن تناولها كغذاء للبشر، أو كأعلاف للأسماك أو للحيوانات بشكل عام»، لافتا إلى أن الإحصاءات والدراسات تشير إلى أن المنطقة فقدت أكثر من 70% من ثروتها السمكية من فترة السبعينيات إلى اليوم.
وحول هدف البحث، قال الحارثي إنه يهدف إلى أن يكون أساساً لإنشاء محطات تشغيلية لإنتاج الوقود الحيوي في الإمارات بحلول عام 2020، مضيفا «أسعى من خلال فريق العمل في معهد مصدر، الذي يوفر لنا مناخاً مناسباً للبحث والتجريب، لأن تصبح الإمارات من الدول المصدرة لهذا النوع من الطاقة إلى بقية دول العالم في المستقبل القريب».
وعما دفعه إلى اختيار الطحالب لتكون محور دراسته، أوضح «الطحالب في البيئة الصحراوية تشكل موردا طبيعيا مهما لم يتم الاستفادة منه في التغلب على تحديات عديدة في حياتنا».
مشروع فريد
نفى أحمد الحارثي أن تكون هناك مشروعات مشابهة لمشروعه «مسح وتحديد السلالات المحلية من الطحالب وطرق استخدامها» في الإمارات، مؤكداً أن جامعة نيويورك أبوظبي تقود بحثاً عن الطحالب، لكن في مجال مختلف، وهو بحث يتعلق بالجينات من وجهة نظر بيولوجية، لافتاً إلى أن البحث يشرف عليه باحث من خيرة الباحثين في هذا المجال.
عدد اليوم
