الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرازيل··· أميرة السامبا النائمة على سرير الأطلسي

البرازيل··· أميرة السامبا النائمة على سرير الأطلسي
30 ابريل 2007 01:25
ترقد على سرير الأطلسي بكامل جمالها ودفئها، وحين تشرق شمسها تطل بأجمل ثيابها الملونة المزركشة، تفتح ساعديها لتغتسل في الشلالات، ثم تركض إلى الحدائق وتلهو على رمال الصحراء، وترقص السامبا قبالة القلاع والقصور القديمة، فيسرح فيها نهر الأمازون مرِحاً بغاباتها الاستوائية··· قبل أن تلقي علينا من آخر نقطة في جنوب أميركا تحية الصباح بأطيّب وألذ قهوة عرفها العالم· روعة يونس: البرازيل، أكبر دول أميركا الجنوبية مساحة، وأكثرها سكاناً، تبدو وهي محاطة بـ غويانا وسورينام وجنين وفنزويلا وكولومبيا والبيرو وبوليفيا والبارغواي والأرجنتين والأوروغواي كما زنبقة فارعة محاطة بالزهور· الجنوب بوابة الشمال تبدأ الرحلة بعد أن تحط طائرتك في ريو دي جانيرو لتنطلق إلى كل بقاعها من قلب جنوب شرق البرازيل، لتتعرف على بلاد لا تعرف حواسك -ربما- عنها سوى ما تذوقته من قهوتها وما سمعته من إيقاع السامبا وما رأيته من براعة كرة القدم فيها· إذاً، يبقى أن تطلق حاستك السادسة لتخيل روعتها، فتحس بلمسك أمواج المحيط، واستنشاقك عبير زهور الحدائق، في تلك المنطقة من العالم الجنوبي اللاتيني· أولى المعالم الجذابة تبدأ من مدينة ريو دي جانيرو ، حيث تستقل التلفريك وتصعد تلة أوركا فكْص أشهر معالم البرازيل مطلقاً، والتي ترتفع 215 مترا، وتستمتع بمشاهدة المناظر الرائعة بدءاً بخليج غوانابارا والجزر العديدة التي يضمها، وشاطئ كوبا غابانا ، و قمة جبل كوركوفادو وحصن سانتا كروز الرائع، وشواطئ نيتيرو الجميلة· ولن تفوتك زيارة مقاطعة سامبدروم والمباني الأثرية القديمة، والميادين الشهيرة، والمسرح المحلي والمكتبة الوطنية، والمتحف القومي للفنون الجميلة· أما سان باولو التي تعد المركز الاقتصادي والصناعي الأكثر أهمية في أميركا اللاتينية، فتشتهر بشواطئ غواروجا والمناظر الجبلية في كامبرس دو جورداو و سيرانيغرا · كما أنها إلى جانب باقي مدن الجنوب تعيش الفصول الأربعة والثلوج تعلو جبالها وشوارعها أسوة بـ ريو دي جانيرو · نهضة وعصرية، لا تخلو شوارعهما الجميلة من نوادي كرة القدم، كما تضمان كبرى الملاعب العالمية الشهيرة، إذ يعرف أن البرازيل التي حملت لقب كأس العالم عدة مرات، لديها آلاف الأندية واللاعبين، وكان لشهرة لاعبيها العالميين عبر التاريخ المعاصر، دور بارز في لفت النظر إلى بلادهم الجميلة· (تجدر الإشارة هنا إلى معلومة غاية في الإنسانية والكرم، فكل نجم -كروي- برازيلي على مدى الأجيال السابقة يتبرع لجمعيات النفع العام أو الأندية، بما لا يقل عن مليون ريال سنوياً، من بينهم: بيليه، سقراط، زيكو، رونالدينيو، روماريو، رونالدو وغيرهم· إرث تاريخي بخلاف التجول في الشوارع العصرية، ستلاقيك شوارع مختلفة بعد عبور جسر ريو نيتريو الذي ينقلك إلى مدينة بوزيوس القرية الصغيرة الشهيرة بالصيد، وتعد من أكثر الأماكن جذبا للسائحين الذين يستهويهم التجول فوق الأرصفة الممهدة بالحصى في الشوارع العتيقة· الشوارع هذه تجعلنا نتوقف قليلاً أمام التاريخ،وبخاصة تاريخ الثقافة والفنون في البرازيل، فهي انصهار عوامل عنصرية مؤثرة، إذ يظهر الأسلوب البرتغالي في الفن المعماري والنحت والرسم الذي ازدهر منذ منتصف القرن السابع عشر، في مدن مثل أورو بريتو، ديامانثينا، أوليندا، سان لويس، باهيا مما حدا بالأونيسكو لتسميتها كإحدى مواطن التراث العالمي وهي تمثل التوسع الكبير لفن الباروك · أما العصر الأميرندي الذي اتسم بتقاليد مليئة بالخرافات والرقص والموسيقى وطلاء الجسد تأثراً بالثقافة الإفريقية التي تذكر عادة بفضل تأثيرها على الموسيقى البرازيلية وإيقاعها الجريء والدافئ والحيوي لاسيما السامبا · أضف إلى ذلك ولع البرازيليون بتراثهم وفلكلورهم الذي ينشط في الكرنفالات التي يعكسون من خلال ما يرتدونه فيها من الازياء أفكاراً إنسانية وأسطورية، و ضمن مسابقات مدارس الرقص في استعراض إسكولاس دي سامبا استطاعوا أن ينقلوا فنونهم هذه إلى المسرح الاستعراضي ليبهروا به العالم· ومن المسرح إلى السينما والدراما التلفزيونية، والموسيقى الشعبية بأنواعها، وفنون النحت والرســـــــم والتصوير والمعمار والهندســـــة ومجمل الآداب والإبداعات، يجد الســــــــائح نفسه أمام بوابات تشـــــــرّع ذرفاتها للدخول إلى عوالمها، والتعرف إلى تاريخ وحضارة وثقافة البرازيل الثرية التنوع· على مدّ النظر حين تستقل أحد القوارب الصغيرة وتتجه إلى الجزر الاستوائية والخلجان التي تشتهر بجمالها، ستجد العديد من السائحين من مختلف بقاع الأرض حضروا لمشاهدة الدلافين والأسماك العملاقة والببغاوات الملونة والسلاحف· وبالتأكيد فإن المناظر الطبيعية الخلابة بما فيها من صحراء وشواطئ وجبال بيكودي نيبلينا وغابات كثيفة وأنهار وشلالات متدفقة تاوناي وجزر وخلجان وزهور رائعة واخضرار، هي على مدّ النظر، تنتظرك في كل مدن وولايات البرازيل من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها· فأنت موعود برؤية أجمل الصحارى الذهبية، والمزارع الرائعة (موز وفاكهة استوائية) لاسيما مزارع البن البرازيلي الشهير· وهناك سهول حوض الأمازون أكبر أنهار العالم من حيث التدفق والحجم، كما تخترقها أنهار البارانا، الإجيازيو، الأسود، سان فرانسيسكو، شينجو، الماديرا · وفي كل مدنها تشهد سنوياً كرنفالات رائعة سواء كمسابقات الرقص، أو فوز البرازيل بمباراة إقليمية أو دولية بكرة القدم، حيث تتحول البرازيل كلها إلى كرنفالات يرقص أهلها السامبا ويقيمون مهرجانات تنكرية· قمر و خمسة نجوم قبل أن تعود إلى منتجعك في الجزيرة التي اخترت الإقامة فيها، أو الفندق الراقي في المدينة أو الولاية أو القرية، وكلها يوفر خدمات فندقية رائعة تتفاوت من 3-5 نجوم، بحسب اختيارك، لتنعم بشتى وسائل الرفاهية والمتعة، من سباحة وغوص وركوب البحر، أو رياضات القوة و التنس والطاولة، ناهيك عن سماع إيقاعات السامبا والفنون الشبيهة بها، ورؤية الفرق المدهشة التي تؤديها في نوادي الفندق، خلال تناولك أشهر الأطباق البرازيلية فاتابا، ساراباتيل، الفيجودا، كارورو قوام بعضها البط والإوز والدجاج والسمك·· إضافة إلى العديد من مطاعم العالم: اللبناني والشرقي والإيطالي والبرتغالي والياباني والألماني والفرنسي وغيرهم· أقول، قبل أن تعود إلى مقر سكنك، تذكر أنك لا تزال في قمر البلدان، فقم بزيارة أسواقها الشعبية والعصرية لشراء تذكارات فنية لصناعات يدوية رائجة، ومجسمات جمالية من البرازيل التي أسند المحيط الأطلسي ظهره إليها فعلّقته وساماً على صدرها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©