الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدليل والحرمان نقيضان تربويان يؤديان إلى عناد الطفل وتمرده

التدليل والحرمان نقيضان تربويان يؤديان إلى عناد الطفل وتمرده
1 يناير 2012
العناد هو عدم طاعة الابن بالطريقة التي ترضي والديه، خاصة إذا كان الطفل يرفض الانصياع للأوامر استمتاعا بالرفض في حد ذاته، ويراه الأخصائيون أنه أمر طبيعي يبدأ من سن ثلاث سنوات وما فوق، وهو عمر التجريب واختبار الطفل لمن حواليه، ورد فعلهم تجاه ما يقوم به لتأكيد استقلاليته، كما أنه قد يكون رد فعل لنقص في الرعاية والحنان والعطف، ومحاولة لفت الانتباه لما يعنيه من جروح داخلية، والطفل يظن أن ما يحتاجه غير متوفر لديه، فيعبر عما يحتاجه بطرق الإلحاح والعناد ويصر على ما يريد ويرغب به. أشكال وأسباب يتخذ العناد والتمرد أشكالا مختلفة نتيجة أسباب مختلفة، يحاول الطفل من خلاله تمرير رسائل معينة لجروح خفية، لتغيير أسلوب المعاملة بما يتناسب مع طبيعته، أو انعكاسا لظروف تحيط به، بما يسبب له ضغطا وعصبية كعدم الاهتمام وغيره من المؤثرات الأخرى التي يوليها الطفل اهتماما يغيب عن ذهن الوالدين، العلاج بيد المربين والوالدين رغم ما يتطلبه الأمر من صبر ومثابرة واحتواء ودفء حضن متفهم. في هذا الصدد، تقول فاطمة كرم، أستاذة علم النفس التربوي بإحدى المدارس، إن الطفل لا يجد في البيئة الضاغطة، من حيث كثرة النقد والتعليق والتوبيخ، الدعم والتشجيع، وهي بيئة بعيدة عن الدفء والهدوء، تدعم وتقوي حالات التشنج والعصبية، وهنا يجب التحلي بالهدوء والصبر والكثير من الرزانة، والاندفاع والانفعال غير مرغوب فيه حتى نسير بحياة الأطفال بأقل العثرات، لأن الطفل على مختلف مراحل حياته يحاول أن يستطلع العالم واكتشافه، ولفت الانتباه لقدراته التي اكتسبها، يجب دعم الطفل معنويا وشمله بالرعاية التامة”. وتضيف “يجب أن نتحدث له بصوت هادئ خال من الأوامر والتسلط، نشاركه، نلعب معه، نصادقه، نسأله كثيرا ونشجعه كثيرا، نتركه يسأل ونحن نجيب، نسمعه القرآن الكريم، نسمعه الأغاني المحببة لديه، نقرأ له القصص وتعتبر هذه أحسن وسيلة للتربية، نحدثه عن الأماكن التي نزورها سويا بإسهاب، نشرح له ما نقوم به، ونشركه في عمل ما ونقوم بشرح كل التفاصيل، وأهم شيء الحديث، الحديث، ثم الحديث”. السلوك السلبي حول كيفية منع السلوك السلبي، تقول كرم “من المفروض ألا نعززه مهما كان في الأمر من حدة، مثلا طفلة تحاول اللعب بمواد تجميل والدتها، يجب منعها، ويجب الحزم في مثل هذه الحالات، لأن الطفل يضع دائما والديه في اختبار، ولذا لو شعر بنوع من التراخي والتسامح، فإنه سيتمادى في أفعاله هذه، وحتى لو كان الطفل لحوحا عن طريق البكاء أو الصراخ المتزايد أو أي نوع آخر من سلوكيات التمرد لا يجب التسامح”. وتضيف أن التمرغ على الأرض نوع من أنواع العناد. وتوضح “التمرد عن طريق الارتماء على الأرض، والتمرغ بها أمام الملأ، حالة غالبا ما نلاحظها بالمراكز التجارية خاصة أمام محال الحلوى والألعاب، وهو سلوك ينتهجه الطفل لإجبار الآباء على تلبية رغباته، وهنا يجب التصدي للظاهرة بالإهمال، وحمل الطفل في هذه الحالة يعتبر خطأ كبيرا، ودعما لسلوكه الخاطئ، ولا يجب أن نهمله اليوم، والمرات المقبلة عند تكرير نفس العمل نقوم بحمله، فهذا يعتبر سلوكا يقوي عزيمة الطفل وإصراره على تكرار تصرفاته، والمفروض على الوالدين سلك منهج واحد في التعامل مع الطفل وعدم التراجع عنه”. ومن الحالات الكثيرة التي صادفتها من خلال التعامل مع طلبة المدارس، وفي عمر يتجاوز الطفولة للمراهقة، تقول كرم “نشهد مثلا حالات من الإغماء، نتيجة لإهمال أو مشاكل عائلية تسبب للمراهق بعض الجروح الداخلية يعبر عنها بهذه الطريقة، هنا يجب نهج الحوار ومعرفة السبب، ومرات عديدة يكون السبب غير عضوي بل نفسي بحت، رغبة منه في إثارة الانتباه”. وتوضح كرم أن أسلوب التربية يؤثر على شخصية الطفل عندما يصبح راشدا، فالدلال والحرمان، والعطف الزائد عن الحاجة وترك الحبل على الغارب من حداثة عهد الأطفال وتركهم دون رعاية بيد الخادمات، والمشاكل العائلية كالطلاق مثلا، كلها أشياء تؤدي للعناد والتمرد وفي المستقبل قد تفضي لأشياء أكثر حدة كالهرب من البيت أو تعاطي المخدرات وانحرافات متعددة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©