البشير يزور القاهرة اليوم في تحد جديد لـ الجنائية

علمت ''الاتحاد'' ان الرئيس السوداني عمر البشير سيزور مصر اليوم الاربعاء في ثاني رحلة خارجية له بعد اريتريا منذ صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه، حيث سيلتقي مع الرئيس حسني مبارك لبحث تطورات الاوضاع في السودان· كما علمت ''الاتحاد'' ان عددا من القادة العرب سيزورون مصر خلال الايام القادمة وحتى موعد عقد القمة العربية في الدوحة· وفي الخرطوم أكد الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني'' ان الحكومة لديها تحركات خارجية من اجل احتواء تداعيات الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني وحددت سقوفا عليا ودنيا في هذا الشأن''· وقال مستشار الرئيس السوداني في تصريحات بالخرطوم ان الحكومة حددت سقفا لتحركاتها يستهدف سحب قرار المحكمة واعادته الى مجلس الامن الذي احال اليها ملف دارفور لفضح المحكمة باعتبارها عنصرية تستهدف الافارقة ودول العالم الثالث· واضاف مصطفى ان الحد الادنى الذي تسعى اليه الحكومة السودانية هو عقد قمة افريقية استثنائية يقرر فيها الزعماء سحب عضوية الدول الافريقية التي صادقت على ميثاق روما واستصدار قرار من قمة الدوحه برفض تنفيذ قرار الجنائية في حق الرئيس السوداني· من جهة اخرى قتل سوداني يعمل لدى منظمة إنسانية كندية غير حكومية الليلة قبل الماضية في دارفور برصاص مسلحين· وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان الاوضاع تزداد سوءا في مخيمات النازحين في دارفور وحثت حكومة الخرطوم على الرجوع عن قرارها طرد 13 منظمة للمعونات· وقالت الوزارة انها ستحمل الرئيس السوداني عمر حسن البشير المسؤولية عن كل وفاة تنجم عن طرد منظمات المعونات الرئيسية· وقالت الوزارة إن البرتو فرناندز القائم بالاعمال بالسفارة الاميركية في الخرطوم ومسؤولين من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية سافروا على مدى الاسبوع المنصرم إلى الفاشر في شمال دارفور وزاروا ايضا مخيم زمزم للوقوف على الطبيعة على آثار طرد منظمات المعونات· واضافت الوزارة وهي تقدم تفاصيل عن الرحلة التي قام بها فرناندز ومسؤولون اميركيون اخرون ''هذه الازمة تفاقمت بعد طرد منظمات المعونات في الرابع والخامس من مارس''· ووجد المسؤولون الاميركيون تفاقما في نقص الموارد - وخصوصا مياه الشرب- في مخيم زمزم مع وصول 360 ألف شخص على مدى الشهر الماضي فرارا من القتال بين الجماعات المسلحة وقوات الحكومة السودانية في دارفور· وقالت وزارة الخارجية ان الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الباقية في السودان تدرس سبل تقديم المساعدة لسد الفراغ الناتج عن رحيل وكالات المعونات وإنه يتعين على السودان ان يساعد ايضا· واضافت الوزارة في بيان ''نحث حكومة السودان - بالتعاون مع الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية - على التحرك بسرعة لمعالجة مشاكل المياه والارض وغيرها من المشاكل الملحة الاخرى''· على صعيد اخر، اعلن مسؤول في منظمة ''فيلوشيب فور افريكان ريليف'' (زمالة اغاثة افريقيا) امس مقتل سوداني يعمل لدى المنظمة الليلة قبل الماضية في دارفور برصاص مسلحين· وقال مارك سيمونز المسؤول في المنظمة غير الحكومية الكندية انه ''وقع السبت الماضي في كمين نصبه رجال كانوا يريدون هاتفه الذي يعمل بالاقمار الصناعية (ثريا) وقدموا الى منزله مساء الاثنين لاخذ هاتفه لكن الهاتف لم يكن هناك· وفتح حينئذ المسلحون النار عليه''· ووقع الحادث في غرب دارفور على الحدود مع تشاد كما اضاف المسؤول موضحا ان السوداني الموظف في المنظمة يدعى ادم خاطر(39 عاما)· وصرح سيمونز بأن خاطر كان يعمل في قريته طوال الخمس سنوات الماضية ويدعم الزراعة المحلية من خلال تبرعات البذور الزراعية والتدريب· واضاف سيمونز ''لقد مضى على وجودنا في السودان 24 عاما وهذه المرة الاولى التي يقتل فيها احد العاملين لدينا''· والمنظمة الكندية ''فيلوشيب فور افريكان ريليف'' تعمل في السودان منذ ·1984 وهي توظف 200 سوداني يعملون مع ثمانية اجانب وتبلغ موازنتها اكثر من ستة ملايين دولار اميركي بحسب موقع المنظمة على الانترنت· وتعرضت منظمات الاغاثة الى ضغوط متزايدة منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدوية أمرا باعتقال البشير المتهم بتدبير جرائم حرب في دارفور· ورد الرئيس السوداني على هذا التحرك بطرد 13 جماعة اغاثة أجنبية اتهمها بالتجسس لصالح المحكمة الجنائية الدولية· ومنذ ذلك الحين خطف خمسة من العاملين في الفرع البلجيكي من منظمة (أطباء بلا حدود) واحتجزتهم طوال ثلاثة ايام جماعة قال مسؤولون سودانيون انها كانت تحتج على أمر الاعتقال الصادر على رئيس السودان· كما زادت أيضا عمليات خطف السيارات والكمائن التي تستهدف قوات حفظ السلام المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي منذ ان أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال البشير·