الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بريكست».. ودعوة «بلير» للنهوض!

21 فبراير 2017 22:42
بعد أن تضررت سمعته بسبب دوره في حرب العراق، يبدو رئيس الوزراء الأسبق «توني بلير» شخصية خافتة هذه الأيام في بريطانيا، التي قادها على مدار عقد من الزمان. لذا عندما حضّ «بلير» أنصار التيار الرافض لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي على «النهوض»، وإقناع الآخرين بالعدول عن التفكير في قرارهم بمغادرة التكتل، فإنه جعل الحلفاء والخصوم على السواء يتساءلون حول ما إذا كان هذا التدخل سيساعد أو سيعوق القضية الأوروبية. وفي خطابه الذي ألقاه في لندن، وبّخ «بلير» حكومة رئيسة الوزراء «تريزا ماي»، ووصفها بأنها «مهووسة» بـ«بريكست»، أو الانسحاب من التكتل الذي يضم 28 دولة، وذكر أن من وقف وراء هذه العملية هم أشخاص تدفعهم أيديولوجياتهم، محذراً من «إمكانية تفكك بريطانيا» في خضم تأييد قوي للاستقلال في اسكتلندا، ذلك أن غالبية الناخبين الاسكتلنديين أيدوا البقاء في الاتحاد الأوروبي. وقبل الاستفتاء، عارض غالبية المشرعين من كلا الحزبين الكبيرين مغادرة الاتحاد، مثلما فعلت «ماي» و«بلير»، لكن بعد أن قرر الناخبون البريطانيون في استفتاء يونيو الماضي مغادرة التكتل، ما دفع رئيس الوزراء آنذاك «ديفيد كاميرون» إلى التنحي، أضحت معارضة نتيجة الاستفتاء تُسمم الأجواء السياسية. والتزمت «ماي» باحترام نتيجة الاستفتاء، وتنفيذ الخروج. بيد أن تحديد كيفية إخراج بريطانيا من عملية التكامل التي بدأت في 1973 أصبحت بالغة الصعوبة. وبدعم من حزب «العمال» المعارض، الذي كان يقوده «بلير»، منح «مجلس العموم» الشهر الجاري «ماي» سلطة بدء المفاوضات لمغادرة التكتل الأوروبي. وعلى رغم من أن «مجلس اللوردات» غير المنتخب سيصوت على الأمر، فيبدو أن بريطانيا ماضية في طريقها نحو «الخروج الصعب»، بينما تزعم «ماي» أن بلادها يجب أن تغادر السوق الأوروبي الموحد، وهو منطقة تجارة حرة للبضائع وبعض الخدمات، إلى جانب اتحاد الجمارك، الذي يلغي التعرفة وعمليات التفتيش الجمركية. وسارع كثير من منتقدي «بلير» من اليمين واليسار إلى الرد على دعوته يوم الجمعة، واتهموه بتجاهل نتيجة استفتاء ديمقراطي، اختار فيه 52 في المئة، ممن أدلوا بأصواتهم، المغادرة، بينما أيد 48 في المئة البقاء. واتهم «إيان دونكان سميث»، زعيم حزب «المحافظين» الأسبق، «بلير» بـ«الجهل»، بينما وصفت «كاتي هوي»، مشرّعة حزب «العمال» التي دافعت عن الانسحاب، خطاب «بلير» بأنه «وصاية». وأما وزير الخارجية «بوريس جونسون»، الذي يعتبر من أبرز مؤيدي خروج بريطانيا، فسخر من «بلير» قائلاً: «انهضوا.. وأطفئوا التلفاز في المرة التالية التي تجدوا فيها (بلير) على إحدى القنوات». وبعد زهاء عقدين على فوز «بلير» الكاسح بالسلطة في انتصار انتخابي جارف، كان خطابه يوم الجمعة «بليغاً ومألوفاً»، إذ دعا أنصار البقاء إلى محاولة تغيير مبادئ النقاش بتعزيز الفهم حول تكاليف الخروج، «بعد أن باتت حقائق (بريكست) واضحة». وأوضح أن هدف الحكومة هو مواصلة «الخروج بأية كلفة»، منوهاً إلى أن التحدي الذي نواجهه هو أن نكشف باستمرار ماهية هذه الكلفة، وأن نجد سبيلاً للابتعاد عن الاندفاع الحالي نحو حافة الانهيار. وزعم «بلير» أن البريطانيين صوتوا على مغادرة التكتل من دون معرفة ما هو بديل العضوية، وفي رده على الأسئلة التي تلقاها عقب الخطاب، شبّه القرار بالموافقة على استبدال منزل من دون مشاهدة البديل. وقال: «الآن يشاهدونه»، معرباً عن تصوره أن بعض الناس بدؤوا يغيرون آراءهم بشأن الخروج. وذكر أن الخصوم سيكتشفون أنه ستكون هناك «مأساة»، من دون التأثير على معدلات الهجرة من خارج الاتحاد الأوروبي، والتي تمثل أبرز مخاوفهم، مؤكداً أن الحكومة تسيطر عليها لكن عجزت عن منعها. وأفاد «بلير» بأنه يعتزم تأسيس معهد لمعارضة «الخروج من الاتحاد الأوروبي بأي ثمن»، لكنه نفى التخطيط لتأسيس حزب سياسي وسطي، مثلما تكهن البعض. وعلى الرغم من انتقاده الشديد للحكومة، فلم يكن «بلير» أقل انتقاداً لحزب «العمال»، الذي يقوده «جيرمي كوربيون»، ويتخلف في استطلاعات الرأي عن «المحافظين» بقيادة «ماي»، مشدداً على أن وهن حزب «العمال» هو ما يجعل «بريكست» سهلاً. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©