السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإصلاح المدرسي ضرورة ملحة·· وأهداف التعليم لاتزال غائبة!

28 ابريل 2007 03:06
في دراسة ميدانية لباحثين من جامعة الإمارات ( 1-3 ) عرض- السيد سلامة: أكدت دراسة علمية ميدانية أجراها باحثان من كلية التربية في جامعة الإمارات على أن الحاجة إلى الإصلاح المدرسي في دولة الإمارات أصبحت ملحة في هذه الأيام أكثر من ذي قبل؛ فإذا كان التربويون والمهتمون بقضايا التعليم يسعون إلى هذا الإصلاح والتطوير في السنوات الماضية بهدف الارتقاء به ففي هذه الأيام أصبح هذا السعي ضرورياً وحتمياً وإجبارياً، وحان الوقت الذي تنتقل فيه محاولات الإصلاح والتطوير من الأفكار النظرية إلى التطبيق الفعلي، فالمجتمع بشكل عام، والميدان التربوي بشكل خاص، ويمر خلال هذه السنوات بظروف استثنائية مهمة على جميع المستويات: المحلية، والإقليمية، والعالمية· كما أن المعرفة أصبحت هي المؤشر الرئيسي لتقدم الدول وسبقها بين دول العالم، وأصبح السبيل الوحيد لمواجهة تحديات العصر هو مزيد من المعرفة، والتي يمثل التعليم فيها المحور الرئيسي، وبالتالي فإن قضية الإصلاح المدرسي لم تعد قضية درس ومناقشة واستعانة بخبراء بقدر ما هي قضية إرادة· كما أن العالم كله يموج الآن بالتغيرات والتحديات التي تفرض علينا جميعاً الإصلاح المدرسي وتطويره، وأبرز هذه التغيرات والتحديات ما اتفق عليه المتخصصون في كتاباتهم والذي يمكن تلخيصه في اتهام التعليم العربي باحتضان الإرهاب وإرضاع التطرف، وأن نواتج التعليم العربي أقل بكثير من النفقات التي تنفق عليه، ولم يقدم أي تطورات حقيقية للمجتمعات العربية مما جعل هذه المجتمعات تعتمد على سياسات الاستيراد من الآخر والتبعية له·ومن التغيرات التي تفرض على الأنظمة التعليمية العربية الإصلاح والتطوير، التقدم في التقنيات الحديثة الذي أدى إلى تقدم في إنتاج التقنية نفسها، فلقد تضاعف إنتاج تقنيات المعلومات ما بين عامي 1991-2001 في أميركا 16 ضعفاً بالنسبة للحاسب الآلي، وأجهزة الاتصالات· وفي الفترة نفسها تضاعفت أعداد العاملين في مجالات تقنيات المعلومات من 1,2مليون إلى 2,5 مليون (US Department of Commerce, 3002) والتربية هي الطريق الرئيسي لتكوين الثروة المعرفية وبناء القدرة على التنافس العالمي في اقتصادات التقنية· مشكلات بدون معالجة وإذا اعترفنا أن واقع التعليم الإماراتي جاء نتيجة لتراكمات متوالية من مشكلات تركت بدون معالجة، وأن ما يتم الآن من إصلاحات جزئية لا تتناسب وحجم المشكلة، ولا تؤدي إلى إصلاح جذري لها، فإننا لابد من التصدي لعملية الإصلاح هذه بكل فئات المجتمع، والإفادة منها في تطويره والرقي به، ومن الفئات التي يمكن الإفادة منها في الإصلاح المدرسي وتطويره بصفة عامة والتعليم الإماراتي بصفة خاصة فئة النخبة المثقفة حيث تتميز هذه الفئة بالقدرة على المساهمة الإيجابية بأفكارها ومقترحاتها في تشخيص واقع التعليم، وتقديم مقترحات عملية يمكن الإفادة منها في علاج مشكلات التعليم، ومواجهة تحدياته، فالوصول لاستراتيجية تنموية شاملة للتعليم يتطلب تضافر جهود كل المعنيين بجميع مناحي التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية وغيرها؛ لأن نوع التعليم هو قرار استراتيجي وطني وليس رؤية شخصية، وتأتي هذه الدراسة محاولة الإفادة من آراء هؤلاء النخبة المثقفة في الإصلاح المدرسي الإماراتي وتطويره كنوع من المشاركة المجتمعية التي لابد أن تضطلع بها هذه الفئة المتميزة· أولاً: الخلفية النظرية للدراسة: المشاركة المجتمعية ودورها في الإصلاح المدرسي وتطويره: يأتي دور المشاركة المجتمعية في الإصلاح المدرسي وتطويره من منطلق أن هذا الإصلاح ليس مسؤولية القائمين عليه فقط بل هو مسؤولية كل قوى المجتمع وفئاته· ويقصد بالمشاركة المجتمعية بمفهومها الواسع كما جاء في أدبيات التربية مشاركة التشكيلات الاجتماعية والمهنية بكل فئاتها للمدرسة والأسرة ودور العبادة ووسائل الإعلام وباقي مؤسسات التربية النظامية وغير النظامية في تنمية رأس المال البشري، أي في إعداد الفرد المنتج القادر على تحقيق الرقي والتقدم لمجتمعه في العصر الحديث، وهذه الدراسة تعتبر مشاركة النخبة المثقفة من أفراد المجتمع الإماراتي بآرائهم في الرقي بالتعليم نوعاً من أنواع المشاركة المجتمعية خاصة أن هؤلاء النخبة يمثلون كثيراً من التشكيلات الاجتماعية والمهنية بالمجتمع· علل وراء المشاركة تبدو أهمية المشاركة المجتمعية في الإصلاح المدرسي وتطويره والرقي به، ويمكن تلخيص جوانب هذه الأهمية فيما يلي: سرعة التغيرات الناشئة عن التقدم العلمي وتطبيقاته التكنولوجية، وما يصاحبه من قابلية الفرد والجماعة لإدراك المنجزات الحضارية لهذا التقدم، حاجة المؤسسات التعليمية إلى مساندة ومعاونة من المجتمع ومؤسساته في غرس بعض القيم اللازمة للتكليف في طبيعة العصر الحديث وعلى رأس هذه القيم: الالتزام والنظام والانضباط والحماس في الأداء، وهي القيم اللازمة للتطوير والتقدم، وضرورة وجود شراكة بين كافة التنظيمات الاجتماعية والمهنية من أجل تعليم له مغزى، ويتطابق مع مواقف الحياة المعاصرة، ويفي بحاجات سوق العمل، ضعف المؤسسات التربوية النظامية وعجزها في تقديم الخدمات التعليمية للمواطنين، وخاصة في ظل أزمات الإنفاق على التعليم؛ مما أظهر دعوات لترشيد الإنفاق، وضرورة وجود شراكة ما بين الحكومات والمجتمع في مجال التعليم، ويجدر بمن يبحث عن المشاركة المجتمعية ودورها في الرقي بالتعليم الإماراتي أن يتفحص الدراسات التي سعت إلى الإفادة من هذه المشاركات في مختلف مجالات التطوير، فلقد ساهمت هذه الدراسات في تحديد جهود التشكيلات المجتمعية في التنمية الثقافية والمهنية للأفراد، ومنها ما حاول تحديد التزامات التشكيلات المجتمعية تجاه الأفراد، ومنها ما خصص لتحديد جهود التشكيلات المجتمعية لترشيد الإنفاق في مجال التعليم· مفهوم النخبة مفهوم النخبة وأهمية آرائها في الإصلاح المدرسي حيث يستخدم البعض مصطلح فئة المثقفين بدلاً من النخبة ويقصد نفس الدلالة، ويعتبرها (الفئة المثقفة) من أهم الأساليب التي يجب الأخذ بها في الإصلاح الثقافي والتعليمي، والتساؤل الذي يشغل بال هؤلاء هو: ممن يتكونون، وكيف يعدون، وما المواقف التي ينبغي أن يتخذوها من أجل كرامة الوطن والمواطن، وما تأثيرهم في تكوين رأي عام نحو قضايا التنمية وتحسين مستوى الحياة، وما جهودهم في صياغة ثقافة عربية قومية إنسانية وغيرها من الأسئلة، وهذا يدل على أهمية دور النخبة المثقفة في الرقي بالمجتمع العربي بصفة عامة وبالتعليم على وجه الخصوص· ويؤكد على أهمية تعبئة مشاعر أفراد المجتمع وخاصة النخبة تجاه القضايا التربوية، ويعد ذلك من منطلقات تفعيل الشراكة المجتمعية في دعم القضايا التربوية المعاصرة، ويدلل على ذلك بأن المستقرئ لتاريخ التعليم في معظم البلدان العربية يجد أن القاعدة أن يكون التعليم مسؤولية أبناء الأمة بالدرجة الأولى· التحديات والمشكلات التعليم بين المشكلات والتحديات وإرادة الإصلاح: يمكن تلخيص قضية التعليم العربي الآن في الحاجة الماسة إلى الإصلاح والتطوير فمعطيات الواقع تؤكد على مجموعة من الحقائق وأبرزها أن معظم المجتمعات العربية تفتقر إلى التخطيط التربوي، وجمود نظم التعليم العربية وتقليديتها، وصعوبة استخدام وتوظيف أدوات وأساليب وطرق حديثة وتكنولوجية في العملية التعليمية، والاهتمام بالكم على حساب الكيف في التعليم قبل الجامعي، والافتقار إلى توظيف تقنيات العصر في العملية التعليمية، وانتشار بعض أنماط التفكير التقليدية والسلوكيات الروتينية في الإدارة والقيادة التربوية، والقصور في فهم الواقع وأهداف التغيير والمرونة في التكيف معه، وضعف ارتباط السياسات التعليمية بقطاعات العمل والإنتاج في المجتمعات العربية، والصراع بين المعاصرة والتجديد· كما يجب أن يوفر التعليم المستهدف الصفات المتطلبة لمجتمع المعرفة الذي نعيش فيه ومنها امتلاك معرفة متعمقة ومهارات عالية في مجال التخصص، والقدرة على العمل في فريق، وتقدير الاستقصاء وتوظيفه في الحياة الشخصية والاجتماعية والمهنية، والقدرة على التعلم مدى الحياة، والمهارة في توظيف تقنيات التواصل والمعلومات، وتكوين فهم عالمي، ويعد المتعلم في الجوانب المتطلبة للحياة، وهي: معرفة الذات، والتفسير، ومهارات الدراسة والعمل، والتفاعل مع الآخرين· الإرهاب والتطرف وأبرز التحديات التي تواجه التعليم العربي التغيرات المتسارعة الزاحفة بجانبيها التكنولوجي والثقافي، ومن التحديات أيضاً ما تكرر في كتابات المفكرين والمختصين ووصفه البعض بمداهمة أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما سببته من هجمة كونية على العرب تتهمهم باحتضان الإرهاب والتطرف، ومن التحديات أيضاً تأثر التقنيات الحديثة في كل أنشطة الإنسان في الوقت الحاضر ومنها طبيعة المهن والوظائف وما تتطلبه من إنجاز المهام بعدد أقل من العاملين وبفاعلية أكبر، واحتياج بعض الوظائف إلى تخصصات أدق مما يتطلب مهارات عالية من العاملين فيها مثل مهارات حل المشكلات ومهارة التحليل، وزيادة أجور العاملين مع زيادة المهارات المطلوب منهم إتقانها، وإنجاز المهام في مواقع جغرافية مختلفة بفضل توافر الشبكات، وإعادة توزيع الصلاحيات، ومنح صلاحيات أوسع للعاملين· إذاً قضية الإصلاح المدرسي وتطويره قد تخطت مرحلة الدرس والمناقشة فلقد عقدت مؤتمرات وندوات عدة في الأقطار العربية المختلفة نظرت للقضية، وحان الوقت للانتقال من النظرية إلى الإصلاح العملي الفعلي، ومما سبق عرضه يمكن استخلاص المؤشرات العامة التالية ذات الصلة بإصلاح التعليم: ·1 عظم حجم المشكلات التعليمية والضعف الذي يعانيه التعليم العربي يحتاج إلى قوة مضادة تتفق مع حالته حتى يمكن التصدي له وإصلاحه· ·2 أهمية الإفادة من كل فئات المجتمع أفراداً وجماعات في الإصلاح المدرسي حيث لم يعد التعليم مسؤولية حكومة أو مؤسسة واحدة· ·3 زيادة أهمية أداء الأدوار في خدمة التعليم فأصبح يشبه الخدمة الوطنية العسكرية الإجبارية يؤديها كل فرد حسب قوته وموقعه· ·4 إغفال آراء النخبة والمثقفين الخاصة بتشخيص حال التعليم، وإغفال أفكارهم ومقترحاتهم المتعلقة بإصلاحه وتطويره يعد نوعاً من إهدار القوة المجتمعية يجب تلاشيه· ·5 تشخيص واقع التعليم هو أول إجراءات ومداخل الإصلاح ولابد من أن يبني هذا التشخيص على حقائق صادقة وواضحة حتى يتسنى إصلاحه وتطويره· ·6 وقوع التعليم العربي بين فكي رحى هما المشكلات التعليمية والتحديات الطارئة ويحتاج إلى إرادة قوية للإصلاح تخلصه من حالة الطحن التي تكاد تودي به· ·7 أهمية الانتقال من مرحلة التنظير التي تقتصر على الدعوة إلى الإصلاح إلى مرحلة التطبيق الفعلي للنظريات والمفاهيم والمقترحات والأفكار ذات الصلة بالإصلاح المدرسي· ·8 الحاجة الملحة إلى معرفة آراء النخبة الإماراتية المتميزة في تشخيص التعليم الإماراتي والإفادة من أفكارهم في إصلاحه وتطويره· مشكلة الدراسة تتمثل مشكلة هذه الدراسة في الحاجة إلى كل فئات المجتمع في الإصلاح المدرسي الإماراتي وتطويره، ومن هذه القوى النخبة الإماراتية المثقفة· ويمكن تلخيص مشكلة هذه الدراسة في السؤال الرئيسي التالي: كيف يمكن الإفادة من آراء النخبة الإماراتية المثقفة وأفكارهم في تشخيص واقع التعليم الإماراتي وإصلاحه وتطويره ؟ ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية: ·1 ما رأي النخبة الإماراتية المثقفة في أهداف التعليم الإماراتي، وما مدى تحققها في الواقع التعليمي ؟ ·2 ما الأهداف التعليمية الأخرى التي ترى النخبة الإماراتية المثقفة ضرورة تضمينها في أهداف التعليم ؟ ·3 ما رأي النخبة الإماراتية المثقفة في أهم التحديات التي تواجه التعليم الإماراتي ؟ ·4 ما رأي النخبة الإماراتية المثقفة في المشكلات التعليمية الأكثر إلحاحاً التي يعاني منها نظام التعليم الإماراتي ؟ ·5 ما أفكار النخبة الإماراتية المثقفة ومقترحاتهم لمواجهة أبرز التحديات وعلاج أكبر المشكلات التي يعاني منها التعليم الإماراتي ؟ فئات المجتمع وخلص الباحثان من الإطار النظري إلى ضرورة مشاركة كل فئات المجتمع أفراداً وجماعات في تشخيص واقع التعليم الإماراتي، والإفادة من فكرهم في إصلاح التعليم وتطويره· وإن إغفال آراء النخبة المجتمعية يعد إهداراً لقوة لا يُستهان بها في الرقي بمستوى التعليم، اعتمد الباحثان في بناء الاستبانة على المصادر التالية: وثيقة السياسة التعليمية في دولة الإمارات العربية الصادرة من وزارة التربية والتعليم لاشتقاق أهداف التعليم الإماراتي، ولم يجد الباحثان فيما اطلعا عليه أية وثيقة تحدد أهداف التعليم الإماراتي بصوره مباشرة، والبحوث العلمية المنشورة في المؤتمرات والندوات التي عقدت بشأن الإصلاح المدرسي وتطويره·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©