أقر الرئيس الباكستاني برويز مشرف بأن زعيمة حزب الشعب الراحلة بينظير بوتو قد تكون قتلت برصاص أطلقه رجل استهدفها قبل الاعتداء الانتحاري· وندد حزبها بتعدد روايات السلطات حول أسباب موتها· بينما بدأ الجيش الباكستانس عمليات جديدة لمطاردة المتشددين في سوات، معلنا رفضه أي تدخل عسكري أميركي في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان، كانت ألمحت إليه تقارير أميركية·
وأقر الرئيس الباكستاني في لقاء بثته السبت قناة ''سي بي اس'' التلفزيونية الاميركية، بإمكانية إصابتها برصاصة في الرأس، وسئل عن هذه الامكانية، فأجاب ''نعم، بالتأكيد نعم''· وقال ان بوتو تتحمل وحدها مسؤولة الهجوم الذي أودى بحياتها وبحياة عشرين شخصا في الحادث، معلنا ''انها وحدها المسؤولة لانها أخرجت رأسها من السيارة، لا أحد غيرها ولست مسؤولا''، وقال أيضا ان حكومته فعلت كل ما في وسعها لتوفير الامن لبوتو·
وحتى الآن كانت السلطات تعتبر انها توفيت بكسر في جمجمتها عندما اصطدمت بسقف السيارة المفتوح حين حاولت تفادي الرصاص قبل انفجار قنبلة الانتحاري، في حين أعلن حزبها انها أصيبت برصاصة في الرأس، ويشتبه كثيرون بتواطؤ حكومة مشرف، التي ألقت باللوم على ''القاعدة'' في الهجوم·
وأعلن المتحدث باسم حزب الشعب الباكستاني فرحة الله بابار ردا على تصريحات مشرف ان ''النظام يغير باستمرار موقفه وهذا يزيد في الشكوك والريبة ويعزز مطالب حزب الشعب الباكستاني بضرورة إجراء تحقيق مستقل برعاية الامم المتحدة''· ورفض التقرير الطبي الذي وقعه 8 اطباء في المستشفى المركزي في روالبندي والمتعلق بوفاة بوتو بجرح في رأسها·
على صعيد أمني شن الجيش الباكستاني عملية عسكرية جديدة أمس للتخلص من الميليشيات المسلحة التي رصدت في المناطق النائية بوادي سوات، وشاركت فيها قوات برية وجوية بين مدينتي ماتا وشوبريال بعد أن أبلغ سكان محليون عن وجود عصابات صغيرة من المسلحين تقوم بسلب ونهب وترويع القرى· وقال المتحدث باسم الجيش الميجور جنرال وحيد أرشاد ''إنهم يضرون بدينهم، إنهم مجرمون بالفعل''·
وفي السياق شجب أرشاد التقارير التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز والتي نسبت الى الرئيس الاميركي جورج بوش بأنه ينوي شن عمليات عسكرية سرية في المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود الافغانية· وقال ان الحكومة الباكستانية هي الوحيدة المسؤولة ولا دخل للادارة الاميركية في هذا الشأن، واصفا تلك التقارير بأنها خاطئة ومرفوضة· ورد ايضا على السيناتور هيلاري كلنتون التي اقترحت تشكيل فريق أميركي بريطاني للتحقق من سلامة وأمن الارصدة والمنشآت النووية الباكستانية بقوله ''ان بلاده لا تحتاج لمساعدة اي شخص وهي قادرة على تأمين سلامة أرصدتها النووية''·
وكانت نيويورك تايمز ذكرت ان مسؤولين أميركيين كبارا مهتمين بتقارير للاستخبارات تفيد بأن ''القاعدة'' و''طالبان'' عازمتان على بث عدم الاستقرار في باكستان، يفكرون في توسيع سلطة الاستخبارات المركزية الأميركية والجيش لاجراء مزيد من العمليات السرية هناك· ونقلت عن مسؤولين كبار بإدارة بوش قولهم في أحاديث غير رسمية إنه لم يتم اتخاذ قرارات بعد ومن بين الخيارات المطروحة عمل الاستخبارات مع قوات العمليات الخاصة للجيش·
وأضافت ان عددا من المشاركين في الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة ومنهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وكبار مستشاري الأمن القومي لبوش تناقشوا في مسألة احتمال أن يمنح مشرف وقيادة الجيش في باكستان، واشنطن مزيدا من حرية العمل نظرا للتهديد الذي تتعرض له حكومة مشرف·
وجاء في الصحيفة ان المتحدثين باســــــم البيت الأبيض والاستخبارات الأميركية والبنتاجون رفضوا التحدث بشأن الاجتماع لكن أحد المسؤولين قال إن النقاش عكس المخاوف من أن يكون هناك ملاذ جديد لـ''القاعدة'' بدأ في ترسيخ أقدامه في بعض مناطق باكستان ويحتاج إلى مواجهته·
عدد اليوم
