الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصراعات.. وتأثيرها على البيئة

19 نوفمبر 2012
صادف السادس من نوفمبر الجاري، اليوم العالمي لمنع استغلال البيئة في الحروب والصراعات وخاصة العسكرية، حيث إن ما تتعرض له الأرض وصل إلى حد خطير من زيادة الكوارث البيئية الطبيعية، وكذلك ما يحدث بفعل الإنسان، نتيجة الحروب والمنازعات في منطقتنا العربية والعالمية، وأثر ذلك على النظم البيئية وخدماتها، في ظل هذه النزاعات، والمطلوب هو تخفيف وطأة الجرائم التي ترتكب في حق الأرض، لأجل التقليل من الأخطار التي تحيق بالجميع من كوارث طبيعية، مثل ما حدث في باكستان أو كارثة اليابان وغيرها، وما تخلفه هذه الكوارث من دمار، خاصة الزلازل والأعاصير التي تهدد مشارق الأرض ومغاربها. نحن بحاجة للحفاظ على المواد الأولية والطاقة وثروة الماء، من خلال تحسين كفاءة التصنيع والحماية بالترشيد والاستهلاك الحكيم، وتجنب إنتاج النفايات في كل مرحلة من عملية التصنيع أو التوزيع، واستبدال المواد السامة والخطيرة بمواد أقل ضررا أو بدائل نظيفة، وأن يتم فرض عقوبات على كل الجهات التي ينتج عنها انبعاثات دون تراجع عن توقيع الغرامات، كما أننا بحاجة للجوء إلى آليات وبدائل تحمي وتقلل من مستوى السمية في جميع الانبعاثات والتصريفات. هناك الكثير من الخروقات التي ارتكبتها القوات والفئات المتحاربة، وقد جاء ذلك في تقرير للأمم المتحدة بهذه المناسبة، وفي كل عام يخرج الأمين العام ليطالب ويخبر العالم عن الأضرار، لأن تلك الخروقات لم تكن خاصة بحق الأفراد والممتلكات فحسب، كونها محسوسة وقابلة للإحصاء اليومي، بل في الساعات التي تمر بها الصراعات، حيث تتعرض البيئة للانتهاكات بين المتصارعين أو المتحاربين، وقد يستمر تأثير تلك الصراعات إلى سنوات عدة، لأنها لا تراعي أبسط القواعد والقوانين والأعراف الدنيوية والدينية، في ضرورة احترام البيئة وأوساطها الحيوية. شواهد المنطقة العربية والإقليمية في هذا الصدد كثيرة، حيث شهدت العديد من الصراعات التي انتهت، ولكن كان من نتائجها الملموسة تلويث البيئة وأوساطها الحيوية، ولازالت تلك الأخلاقيات التي يرفضها العرف والدين والقانون تمارس، وعند تكالب الضغوطات على طرف ما من قبل أطراف أخرى، نراها تلوح في الأفق من جديد، حتى إن كانت من خارج منطقة الصراع، سيرا من مبدأ من بعدي الطوفان للنفاذ أو الخلاص من الهجوم وحسم الصراع لصالح جانب على حساب آخر. خلال حربي الخليج الأولى والثانية تمثلت الشواهد المتعلقة بجرائم البيئة في إغراق السفن في الخليج وزرع الألغام وقطع الأشجار، كما تم إشعال حقول النفط في الكويت، وتم في العراق تجفيف الأهوار وقطع ملايين النخيل وتدمير ملايين الطيور والحيوانات، وهناك الصراع العربي الصهيوني الذي تميز بقطع أشجار الزيتون، كإجراء عقابي تجاه أبناء الشعب الفلسطيني في كل الأراضي المحتلة، أو حتى التي تقع في حدود أراضي السلطة الفلسطينية أو في قطاع غزة. هناك الكثير من الشواهد الإجرامية التي ترتكب في حق البيئة في مناطق عربية أخرى، سواء في الصراعات التي شهدتها في الماضي البعيد أو القريب الذي نعيشه اليوم، والذي يتمثل في الصراعات التي فتحتها ثورات ما يسمى بالربيع العربي، حيث نلحظ أن الكثيرين من المعنيين، لا يعيرون للبيئة اهتماما حتى من خلال الجهات الإحصائية أو الإعلامية، والكل يركز على الضحايا من الأفراد والأبنية، أما الهواء والماء والتربة فهذه تحتل المرتبة الأخيرة في سلم الأولويات. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©