بيروت - ''الاتحاد'' ووكالات الأنباء: شهد لبنان حالة من الغليان مساء أمس مع عثور الشرطة على جثتي كل من زياد قبلان وزياد غندور، من أنصار زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، اللذين اختطفا من جانب مسلحين مجهولين قبل أيام في بيروت· وقالت مصادر أمنية إن الشرطة عثرت على جثتي قبلان (25 عاما) وغندور (12 عاما) في أحد حقول بلدة جدرا بإقليم الخروب شمالي مدينة صيدا الجنوبية، بعد ما تلقت محطة تلفزيون محلية مكالمة هاتفية من مجهول تكشف عن مكان الجثتين·
وسارع قادة الأكثرية والمعارضة إلى إطلاق نداءات للتهدئة لحين اكتمال التحقيقات، منعاً لأي أعمال انتقامية تثير الفتنة· ووصف جنبلاط ما جرى بأنه جريمة مروعة، وقال ''ندعو المحازبين إلى التروي والهدوء وترك الأمور للدولة والقضاء''· وسرت شائعات نفتها الشرطة عن محاولات لقطع طرقات وعمليات اختطاف متبادلة، مما أثار الرعب ودفع بعض طلاب الجامعات إلى ترك الصفوف الدراسية·
ودفعت القوى الأمنية اللبنانية بدوريات راجلة وراكبة على الطريق الدولية من الجنوب إلى بيروت مروراً بصيدا، كما نصبت حواجز للجيش في عدد من أحياء وشوارع العاصمة بيروت·
وأدى الحادث إلى تكثيف الاتصالات السياسية بين كل من رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط ورئيس كتلة ''تيار المستقبل'' النائب سعد الدين الحريري، وكان القاسم المشترك فيها ضرورة الخروج من المأزق وتجنيب لبنان ما لا تحمد عقباه· وفتحت الاتصالات ثغرة في جدار الأزمة تمثلت في إعادة إحياء اقتراح السنيورة بقيام حكومة وحدة تضم 17 وزيرا للأكثرية و13 للمعارضة، مع اشتراط قبول المعارضة بتفاهمات النقاط السبع التي طرحت في مؤتمر الحوار الوطني، وهو الأمر الذي لم تستبعد المعارضة الموافقة عليه بما يؤدي الى إعادة إحياء مؤتمر الحوار لمناقشة صيغة متكاملة لـ''سلة حلول'' تنهي الأزمة وتقطع الطريق على الفتنة·
عدد اليوم
