شهدت محافظة أسيوط بصعيد مصر حادثاً مرورياً مروعاً صباح أمس أسفر عن وفاة 47 طفلاً (فضلا عن سائق ومعاونه) وإصابة 18 آخرين اثر تصادم أوتوبيس معهد “نور الإسلام” الأزهري الخاص مع القطار القادم من أسيوط في اتجاه محافظة المنيا حال عبور الاتوبيس لمزلقان السكة الحديد بقرية المندرة بدائرة مركز منفلوط. وفي وقت لاحق لقي 12 شخصا مصرعهم وأصيب 9 آخرون في حادث تصادم مروع بين سيارة “ميكروباص” وثلاث سيارات نقل بطريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر.
وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، فيما يتم رفع آثار الحادث من على الطريق لإعادة حركة المرور إلى صورتها الطبيعية. وقال الدكتور عادل ابوزيد رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة إن جميع المتوفين محجوزون بمستشفى منفلوط المركزي وتحت تصرف النيابة، وإن 18 مصابا محجوزون بمستشفى أسيوط الجامعي وتقوم الفرق الطبية حاليا بتقديم كافة الإسعافات اللازمة لهم وعمل كافة الفحوصات والتحاليل والإشاعات اللازمة وإجراء الجراحات وعمل الجبائر وغيرها.
وفور وقوع الحادث أعلن وزير النقل الدكتور محمد رشاد المتيني استقالته كوزير للنقل وقبلها الرئيس المصري محمد مرسي على الفور. وأعرب الرئيس مرسي عن تعازيه لأسر الضحايا وقال - في كلمة متلفزة بشأن حادث قطار أسيوط - “إنني تابعت وبكل الحزن والأسى الحادث الأليم الذي وقع صباح أمس لمجموعة من أبنائنا عند مزلقان المندرة التابعة لمنفلوط بمحافظة أسيوط وبالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن الشعب المصري أتقدم بخالص العزاء لأسر الضحايا والمصابين”.
وأضاف “قررت قبول استقالة وزير النقل والمواصلات وكذلك رئيس هيئة السكك الحديدية واتخاذ كافة الإجراءات من قبل الجهات التنفيذية المختلفة لتعويض أسر الضحايا والمصابين والتواصل معهم وتذليل كافة العقبات”. وقال “قررت أيضا تحويل المسؤولين عن الحادث إلى النيابة العامة وسرعة الإنجاز في اكتشاف ومعرفة سبب هذا الحادث الأليم، وذلك من خلال التحقيقات السريعة”. وأكد أن هذه الحادثة سيحاسب من كان السبب فيها.
وكلف مرسي رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ووزير الصحة الدكتور محمد مصطفى حامد ومحافظ أسيوط الدكتور يحيى كشك وكافة الجهات التنفيذية بالدولة لتقديم كل الإمكانات والعون لأسر ضحايا حادث قطار أسيوط. وتوجه الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء إلى أسيوط يرافقه وزراء التعليم والصحة والتأمينات والشئون الاجتماعية والداخلية لمتابعة ملابسات وأسباب حادث اصطدام القطار بأتوبيس الأطفال.
ودعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى اجتماع طارئ بمشيخة الأزهر اليوم للمجلس الأعلى للأزهر لمناقشة ملابسات الحادث المأساوي. وقرر شيخ الأزهر رفع المبالغ المقررة لضحايا الحادث إلى مبلغ 10000 جنيه لأسرة كل متوف و5000 جنيه للمصاب كمساهمة متواضعة من الأزهر للضحايا في الحادث الأليم.
وأمر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بضبط وإحضار سائق قطار منفلوط والأمر بالقبض على كل من تقتضي إجراءات التحقيق القبض عليه من المسؤولين بهيئة السكك الحديدية وبتشكيل لجنة فنية من ثلاثة من الأساتذة بكلية هندسة جامعة أسيوط وأحد المهندسين نواب رئيس هيئة السكك الحديدية وخبير من المعمل الجنائي بوزارة الداخلية لسرعة الانتقال إلى مكان الحادث لمعاينته والآثار المتخلفة عنه وفحص أجهزة القطار والأتوبيس المتصادمين لبيان مدى صلاحيتهما للسير وبيان كيفية وقوع الحادث وأسبابه والمتسبب فيه وما عسى أن يظهر للجنة من أمور متصلة بالصيانة أو التشغيل أو تنظيم حركة سير القطارات في منطقة الحادث على أن تقدم تقريرا للنيابة العامة في أسرع وقت.
كما طلب النائب العام سؤال رئيس هيئة السكة الحديدية ونوابه عن إجراءات حركة تسيير القطارات وأعمال الصيانة لتحديد المسؤوليات الفنية والإشرافية وصولا لتحديد المسؤولية الجنائية وإحالة من تثبت مسؤوليته الجنائية إلى المحاكمة.
عدد اليوم
